الرفيق جورج،
أرسلت الأسبوع الـماضي كتاباً إليك على عنوان إدارة سورية الـجديدة، وكتاباً إلى الرفيق توما [توما] على العنوان الـخاص الذي وضعه وهو عنوان أبيك. وقد وردتني سورية الـجديدة العدد 25 ولم أجد فيه إذاعة أرسلتها مع كتابي إليك لتنشر في هذا العدد، فقدّرت أنّ الكتاب لم يصل لسبب من الأسباب البريدية. وأريد الآن أن أثبت ما كتبته إليك وإلى اللجنة الـمفوضة. وهو أني طلبت تبليغ الرفيق رشيد شكور توقيف عمله بصفته محرر سورية الـجديدة ابتداءً من آخر هذا الشهر، إذ لم تبقَ حاجة إلى عمله بهذه الصفة، خصوصاً وهو كاتب من نوع «الأدباء» والأفضل أن يصرف عنايته إلى الكتابة الأدبية بدلاً من الكتابة الصحافية التي ليست من اختصاصه.
فأنا أقدّر اجتهاده وأقدّر ما ذكرته لي عنه من روحيته ولكن تـحرير الـجريدة يحتاج إلى رجل خبير بالثقافة السورية القومية وبسياسة الـحزب السوري القومي وبـمعالجة الـمواقف السياسية. وما كتبه رشيد في هذا الباب جلب على الـحزب كثيراً من التأويلات والتهجمات، خصوصاً في جريدة صوت الأحرار البيروتية التي استشهدت بـمقالات رشيد، التي أنّبته أنا عليها لـخروجها على التوجيهات، لتطعن في الـحزب وزعيمه وترميهما بـما هما براء منه. وهنالك شذوذ آخر هام جداً بقدر ما هو خطر جداً، وهو عدم إجابة رشيد على كتبي إليه وانصرافه إلى رأيه. وهذا أمر يجعلني ألا أعتمد عليه من الوجهة النظامية، وهذه الوجهة وحدها كافية.
أعلم أنّ الـراسلات والـمقالات التي ترد سورية الـجديدة كثيرة، حتى أنّ قسماً منها كان يبقى بدون نشر ويهمل. وقد لاحظت أنّ الـمحرر لم يكن يهتم بهذه الـمواد أو لها. وكثيراً ما قرأت في أعداد سورية الـجديدة الأخيرة إشارة أو تلميح مدير شعبة بيروت أو دمشق إلى أخبار أو تقديرات سابقة لم أكن قرأتها في الـجريدة. فقد وردت تكراراً هذه العبارة «كما أشرنا أو بيّنا في رسالاتنا السابقة». وكنت ألاحظ أنّ هذا الشيء السابق قد أهمل، وأنّ ربط الأخبار والـحوادث بعضها ببعض مفقود. وأسفت كثيراً لهذا الإهمال ووضع مقالات إنشائية غير ناضجة في محل تلك الأخبار والتعاليق الهامّة الـمفيدة. وقد آن الأوان لوضع حد لهذا الـخلل. ولقد سرّني ترتيب العدد 25 فالـمقالتان الـمنشورتان تـحت «رأي سورية الـجديدة» هما من النوع الذي يتّفق مع روح النهضة وتوجيهها ووجهة نظر الـحركة القومية. وأرسل إليّ جميل الصفدي ورقة مع العدد يقول إنّ الـمقالة الرئيسية الأولى هي للمحرر، ولكن رأيت أنها ليست له، وأنها أقرب إلى روح الوكيل العام لـمكتب عبر الـحدود [أسد الأشقر]. بقي هنالك أخبار محلية وعلمية كثيرة يجب الاهتمام بتقليل البعيد منها عن الاهتمام وإكثار الهامّ، وكذلك بعض الـمقالات الـمنشورة في الصفحة 6.
كنت قد طلبت منك الـمواظبة على إرسال نسخة من كل عدد بالبريد الـجوي، فأرسلت مرة واحدة ثم انقطعت. فلا تتكل على جميل الصفدي الذي سأقطع كل علاقة به بعد صدور الإذاعة في سورية الـجديدة بشأنه. وهذه الإذاعة يجب نشرها بعد التثبت من أنّ إدوار [سعاده] قد تسلم الاثنتي عشر نسخة من نشوء الأمـم من عند جميل وهي النسخ التي أخبرني أنها وصلت إليه.
أما بشأن مجلس إدارة سورية الـجديدة فقد قررت أن يكون من عضوي اللجنة توما [توما] و[إلياس] بخعازي ومن الرفيق فؤاد [بندقي] ومدير شؤون الـجريدة فقط، وسأرسل الـمرسوم الـمختص مع تفصيل صلاحية الـمجلس والتفريق بينها وبيـن غيرها من الصلاحيات. وسأكتب أيضاً إلى الرفيق فؤاد في ذلك. ولكني أتعجب من أنه لم يجبني على كتاب التعزية الذي أرسلته إليه وإلى الرفيق توفيق.
عندما يترك الرفيق رشيد وظيفة التحرير آمل أن تقوم أنت بترتيب مواد الـجريـدة على طراز العدد 25، أو أن تنتدب من يرتبها. وأعتقد أنه قد حان الوقت لإيجاد إدارة مستقلة لـ سورية الـجديدة.
أطلب منك أن تأخذ علماً بأني قد كلّفت الرفيق الأستاذ حسني عبدالـمالك، الذي أرسل عدة رسائل إلى سورية الـجديدة وكتب إليك بشأنه الوكيل العام لـمكتب عبر الـحدود، أن يكتب كل أسبوع مقالة رئيسية لتنشر تـحت «رأي سورية الـجديدة» يجعل موضوعها ما يكون قد ورد سورية الـجديدة من أخبار الوطن أو أهم الأخبار العالـمية، وسأشرف بنفسي على توجيه مقالاته. فيجب نشر الـمقالات التي يرسلها الآن. وإذا كان الرفيق أسد [الأشقر] قد أخذ يرسل مقالات بصورة دائمة فأطلب مخابرتي في هذا الصدد. وإنّ من أغلاط الـمحرر الـحالي الرفيق شكور القبيحة عدم مخابرته لي بشأن الـمواد الكتابية وغيرها من شؤون التحرير، وحسبانه سورية الـجديدة قد وجدت لتعبّر عن رأيه الـخاص ولتكون جريدته الـخاصة مداورة.
أكرر طلب أن تهتم بنفسك بإرسال عدد بالبريد الـجوي كل أسبوع، يوضع في البريد حال صدور النسخ الأولى، لأتـمكن أنا والأستاذ عبدالـمالك من معالـجة بعض الـمواضيع الـمستعجلة التي قد تـحتاج توجيهي الـخاص. وبهذه الـمناسبة ألفت نظر إدارة سورية الـجديدة إلى وجوب إرسال نسختيـن من كل عدد إلى جريدة السلام فيكون واحد لهذه الـجريدة بالـمبادلة، والآخر للأستاذ عبدالـمالك ليحفظه عنده، خصوصاً متى كان فيه مقال له. وهذان العددان يرسلان بالبريد العادي. ويـمكن الفصل بين هذين العددين فيرسل الواحد باسم السلام، والآخر باسم الأستاذ عبدالـمالك على العنوان عينه.
أهنئك بالكتاب الـمطبوع الذي وزعته مع العدد الأخير فهو عمل إداري مـمتاز. سلامي لك ولأهلك وللرفقاء. ولتحيى سورية.