جرت في أواسط الشهر الـمنصرم الـحفلة الـموسيقية الأخيرة من برنامج الـمعهد الـموسيقي في الـجامعة الأميركية. وكان أهم ظاهرة فيها قطعة موسيقية جديدة بالعنوان الذي فوق هذا الكلام، تأليف الرئيس الـموسيقي في الـجيش الفرنسي الـملازم جان فيلول. وقد قام الـمؤلف بإدارة الـجوقة وأحسن.
تـحتوي هذه القطعة على ألـحان أهم الأناشيد السورية وأكثرها شيوعاً، ولكن الـمؤلف أحسن تنسيقها وترتيب اصطحابها وقدَّمها بتمهيد جميل، وأكسب الأناشيد صفة موسيقية فنية أزالت عنها رنة الابتذال وكستها رونقاً وحياة جديدين.
ليست هذه القطعة الـموسيقية من طبقة مـمتازة في الفن ولكنها قريبة من الروح البادية في أناشيدنا وفيها شيء من احساساتنا الرقيقة. ونرى أنّ الـمؤلف قد استعرض بعض الـمحركات الشعرية والأدبية التي تفتح أمامه طريقاً جديدة إلى معانٍ موسيقية جديدة، ولكنه لم يتبع إشارات هذه الـمحركات إلى حدٍّ بعيد، بل اكتفى بـملاءمة الأناشيد وترتيب روحياتها مع تـحسيـن نسقها ووضع التمهيد لها الذي جاء في محله.
نـقدم إلى الـمـلازم جـان فيلول تهانئنا القلبية لنجاحه في التعبير عن بعض العواطف السورية الصحيحة في هذه القطعة الصغيرة التي هي شيء جديد جميل ينبّهنا إلى مقدار ما في حياتنا الشعبية من الثروة الـموسيقية الـمحتاجة إلى فنييـن يتمكنون من استخراجها من مدافنها.