الرفيق العزيز جورج بندقي،
تسلمت اليوم كتابك الذي لا تاريخ له، والأرجح أنه كتب بين 6 و8 الـجاري وطابع البريد يحمل تاريخ الثامن. وسرّني جداً أنّ تلبية الرفقاء كانت سريعة وعملية. وحدوث هذه التلبية يجعلني أطمئن إلى نوع الرجال الذين رأيت توسيع دائرة تعاونهم وإلى مستقبل النهضة والـجريدة، وسرّني جداً أن يكون الرفقاء فهموا وجهة نظري في مسألة ترجمة مواد الـجريدة، وما يكون لذلك من فائدة لـخدمة أمتنا ونهضتها.
وقد كتبت إلى اللجنة الـمفوضة في صدد مشروع الـمجلس وآخر ما عولت عليه بشأنه واللجنة تبلّغ من يلزم. وكذلك كتبت في صدد الرفيق الذي عينته محرراً موقتاً لـ سورية الـجديدة، وطلبت منها عدم إدخاله في الـمجلس الإداري وتبليغه انتهاء مدة تعيينه في آخر أغسطس/آب الـحالي. إني أعطيت هذا الرفيق فرصة كافية ليظهر مقدار فهمه لروحية النهضة القومية ولروح النظام وقوّته.
فكانت توجيهاتي إليه عبثاً ولم يعمل إلا برأيه، فورّط الـحزب وزعيمه بـمقالاته الشاذة عن التوجيهات وعن الاتـجاه القومي. وقد بدا لي أنه يريد أن يوجد توجيهاً جديداً للحركة السورية القومية من عنده.
ولكن هذه الـمحاولة العقيمة قد كلّفت حتى الآن بلبلة كثيرة في صفوف القومييـن وصعوبات في الرأي العام. وكنت قد أرسلت إليه آخر مرة منذ نحو أسبوعيـن كتاباً بواسطة السيد جميل صفدي، قبل اتخاذي قراري الأخير بشأن هذا الشخص، قلت له فيه إني لا أتبنى مقالاته الرئيسية ولا يـمكنّي القبول بها، وطلبت منه أن ينشرها في مكان غير مكان «رأي سورية الـجديدة» وبتوقيعه أو بتوقيع مستعار ليصير فرق بين «رأي سورية الـجديدة» الذي يجب أن يكون مـمثلاً لوجهة نظر الـحركة السورية القومية، ورأي الرفيق رشيد شكور الذي هو رأي خاص، ومع أني وجدت أنه عدّل مقالاته الأخيرة فصارت أقل خللاً فإني أرى أنه أديب أكثر منه صحافي، وأنه لا يـمكنه أن يتحمل مسؤولية الكتابة ضمن التوجيهات. وبـما أنه يكفيني ما ألاقيه وأتـحمله في نواح عديدة رأيت أن يتخلى الرفيق شكور عن التحرير منذ آخر هذا الشهر.
وفي البريد القادم أرسل التوجيهات بالتدابير الكتابية التي عزمت على اتخاذها لتنفّذ بعد أن يترك التحرير الرفيق شكور، وهذا لا يعني أني أريد أن أتخلى عن الرفيق رشيد شكور. كلا. ولكنه يعني أني أريد أن يعمل الرفيق الـمذكور في الناحية التي يـمكنه أن يفيد بها أكثر، وأرجّح أنّ هذه الناحية هي الأدبية، أما الناحية السياسية فهو ليس لها مع أنّ له بعض آراء حسنة فيها.
جميل صفدي: لقد كثرت الأدلة الاستنتاجية على جاسوسية هذا الشخص. وأرى أنه يجب أن يطرد من إدارة الـجريدة ومن الـمطبعة، لأنّ مراقبته في هذه الدوائر تكون خطرة. وقد استحسنت اهتمامك السريع بتحويل إرسال نشوء الأمـم إلى عنوانك. ومتى كتبت إلى الـمراسل فلا بأس أن تذكر له أنّ الصفدي واقع تـحت شبهة قوية في التجسس وأنه يحسن تنبيه من يلزم ذلك.
الـمبادىء: وردت رزم من هذه الكراريس وقد انفكت الأزمة.
رسم للزعيم: ليبقَ عندك ما وردك من الرسوم لإشعار آخر.
اللجنة الـمالية: كان الوكيل العام لـمكتب عبر الـحدود [أسد الأشقر] قد كتب مطولاً في الواجبات الإدارية، ولكن كتابه فقد على ما يظهر، وقد طلبت من اللجنة الـمفوضة طلب نسخة أخرى منه من الوكيل العام، وفي البريد القادم أرسل تعليمات بشأن بعض الأعمال النظامية وعمل اللجنة الـمالية.
إجتهادك الـخاص: متى تنظمت شؤون الـجريدة الإدارية سيكون لك متسع من الوقت للاهتمام بالدروس التي أشرت عليك بها وبالشؤون الإدارية والعملية الأخرى فاعتـنِ بهذه الناحية. وإني أقدّر جيداً الـجهد الذي بذلته في سبيل ضبط إدارة سورية الـجديدة قدر الـمستطاع في ظروف صعبة. وكل شيء يجب أن ينمو ويرتقي ولكن بأسلوب نظامي مرتب وباعتبار قواعد توزيع العمل.
سلامي لكم. ولتحيى سورية
بعد:
يجب اختيار مواد العدد الذي سيترجم والاهتمام باختيار مترجميـن أكفاء. وقد يستحسن إعادة نشر خطابي إلى الـجالية السورية في البرازيل (أنظر ج 3 ص 373) أو فقرات منه. والـمواد التي تنشر في العدد الـمترجم الذي سيقدم نـموذجاً لطلب الرخصة يجب أن تكون معتدلة وقليلة الطعن بالدول «الديـموقراطية».
وردني من بيـروت أنـه قـد أرسلـت إلى إدارة سوريــة الـجديــدة لائحـة بأسمـاء قومييـن لإرسـال الـجريـدة إليهم إلى الوطـن ولـمّا كان إرسال سوريــة الـجديــدة إلى الأشخـاص الـمذكوريـن في اللائحـة ضروريـاً للحركـة القوميـة أطلـب الإسـراع في إرسالهـا واعتبـار الرفقـاء: الأمينـة جمـال ناصيـف وزكي صـواف ورشيـد فرعـون مُهـدى إليهم، لأنّ هـؤلاء الأعضـاء كانـوا مساهميـن في جريـدة النهضـة ومـن الذيـن لعملهم أهميـة. ولتحيـى سوريــة.