[...] إنّ الشعور بإمكان دخول العراق في سورية الكبرى ليس جديداً، ويجوز بحثه، سواء أورد في ما أعلنه الأمير عبدالله الحسيني أم لم يرد. ولا ننسى أنّ فريقاً من السوريين الـمغتربين أذاع أثناء الـحرب العالـمية الماضية دعوة إلى إيجاد «الولايات السورية الـمتحدة» على أن يكون العراق إحدى هذه الولايات. أما الحزب السوري القومي الاجتماعي فقد أبدى هذه الإمكانية وحبّذها في مواقف عديدة منها تصريح للزعيم سنـة 1936 حين سئل عن رأيه في العراق وصلته بسورية فقال: «إنّ العلاقات الإتنية والتاريخية بين سورية والعراق كانت قوية جداً في الماضي، ولم يحدث ما يضعفها في الحاضر. والعراق كان جزءاً من سورية الكبرى على العهد السلوقي. ولا مانع من إعادة هذه الوحدة في الوقت المناسب باقتناع الشعبين بوجوبها ولزومها.» وفي سنة 1938 ثبّت الزعيم رأيه المذكور في خطابه في نادي همبلط في برلين قائلاً: «إنّ سياسة سورية القومية الاجتماعية تسعى لإزالة الصحراء الداخلية بين سورية الأم والعراق وتحويلها إلى مزارع وبساتين تسمح بإنشاء القرى والمدن وترابط العمران فيتم الاتحاد الاجتماعي، الذي إذا لم يسبقه الاتحاد السياسي، فلا غنى له عن اللحاق به. فيمكن حينئذٍ إنشاء سورية الكبرى أو «سوراقية»، إذا لم يكن بدٌّ من تحوير الاسم.»