إنّ في سوريـة اليوم نهضة عظيمة تعيد إلى الأمة حيويتها لتعود إلى الإنتاج والعطاء. كما كانت تنتج وتعطي في الماضي.
إنّ سورية تحمل اليوم إلى العالم بنهضتها القومية الاجتماعية رسالة جديدة.
هوذا صراع عنيف هائل يستولي اليوم على العالم كله تقريباً، شاطراً إياه إلى شطرين لكل شطر مصالحه العميقة في هذا الصراع ولكل جبهة من المصالح نظريات ومبادىء تتستر وراءها وتعلن أنها تحارب من أجلها.
إننا نشهد الآن صراعاً عنيفاً في حرب عالمية هائلة لم يسبق لها نظير بين نظرية الشيوعية أو الاشتراكية القائمة على الأساس الماركسي الذي يفسر الحياة، ويريد إقامة نظام جديد في العالم كله، بالمبادىء المادية، ونظرية الفاشستيين والاشتراكيين القوميين القائمة على الأساس المزينياني والنيشوي الذي يفسر الحياة ويريد إقامة نظام جديد في العالم كله بالمبادىء الروحية.
إنّ سورية لا تقف تجاه هذا الصراع الهائل واجمة واجفة. إنّ النهضة السورية القومية الاجتماعية تعلن أن ليس بالمبدأ المادي وحده يُفَسَّر التاريخ والحياة تفسيراً صحيحاً، ويشاد نظام عام ثابت في العالم، وأنه ليس بالمبدأ الروحي وحده يحدث ذلك.
إننا نقول بأن التاريخ والحياة يفسران تفسيراً صحيحاً بمبدأ جامع - بفلسفة جديدة تقول إنّ المادة والروح هما ضروريان كلاهما للعالم.
إني أقول إنّ النظام الجديد للعالم لا يمكن أن يقوم على قاعدة الحرب الدائمة بين الروح والمادة - بين المبدأ الروحي والمبدأ المادي - بين نفي الروح المادة ونفي المادة الروح، بل على قاعدة التفاعل الروحي - المادي تفاعلاً متجانساً، على ضرورة المادة للروح وضرورة الروح للمادة، على أساس مادي - روحي يجمع ناحيتي الحياة الإنسانية. بهذا المبدأ - بهذه الفلسفة - فلسفة القومية الاجتماعية - تتقدم النهضة السورية القومية الاجتماعية إلى العالم واثقة أنه يجد فيها الحل الصحيح لمشاكل حياته الجديدة المعقدة، والأساس الوحيد لإنشاء نظام جديد تطمئن إليه الجماعات الإنسانية كلها وترى فيه إمكانيات الاستقرار السلمي واطّراد الارتقاء في سلّم الحياة الجيدة.