لا تزال الخيانة تتوهم بأنها ستربح المعركة، ولذلك اهتمت كثيراً بإبراز أحد أبنائها الذين ظلوا حتى الآن مستورين على مرسح «خدمة الأمة والوطن»، وكان هذا الخائن نفسه أول من سعى لإظهار نفسه باسم جمعية لها نفر قليل من «الأعضاء» يظهر عند «اللزوم»، ولا وجود له إلا «عند اللزوم»، وأخيراً صارت «المأدبة التكريمية» ووقف فيها «الأستاذ العظيم» وقال إنه «تردد كثيراً قبل أن يعطي كلمته النهائية (يا عظيم) بقبوله هذه المظاهرة»، وإنه عندما «نزل عند رغبة وإلحاح» الصديقين اللذين سماهما (وكانت المصيبة هينة نوعاً لأنه لم يقل عند إلحاح الأمة أو الجالية) كان قد دخل «إلى هيكل نفسه وخـاطب ذاته العليا) وجد أنه «مرتاح وبحاجة كبرى لهذا الاجتماع» ليتكلم إلى المدعوين عن أمور قال لهم إنهم «يحتاجون إليها لأجل استيعابها و العمل بجوهرها».
ويقـول خبر هذا «التكريم» الذي وزع على الصحف المستفيدة بأشكال شتى إنّ أحد الذين حضروا تلك «المأدبة»، ليستفيدوا ويعملوا بجوهر ما قاله خطيب الصديقين اللذين سعيا «لتكريمه»، نائب قنصل دولة إنكلترة التي يزيّن ذاك «الأستاذ» العظيم مكتبه التجـاري بمنشـورات دعـاوتها وصـور مـراكبهـا الحـربيـة ودباباتها، ويتكلم عن «انتصارها»، وهي الدولة التي يبيع الأستاذ المشار إليه المشروبات الكحولية التي يستوردها بعض أبناء تلك الدولة، وهي الدولة التي يدل وجود «نائب قنصلها» في حفلة «تكريم الأدب» على مبلغ عنايتها ببعض «الأدباء» وشدة اهتمامها بتكريمهم.
وقد بلغنا أنّ بعض التجار الأبرياء الذين استغل حسن نيتهم وحضروا «المهرجان» استنكروا هذا الأمر، وأعلنوا أسفهم لعدم اطلاعهم على دخائل الأمور من قبل.