في برقيات واردة في الحادي عشر من يونيو حزيران أنّ الحكومة البريطانية والحكومة الروسية قد وقّعتا في السادس والعشرين من مايو/أيار الماضي، في لندن، نصوص معاهدة جديدة تقضي بتعاون الفريقين المتعاقدين الحربي وعدم عقد صلح منفرد مع «الحكومة الهتلرية» أو مع أي حكومة ألمانية أخرى لا تتخلى عن كل تعمّد اعتداء. ويشمل نص التعاون أن يكون ضد ألمانية وضد «جميع الدول المشتركة معها في أعمالها الاعتدائية في أوروبا».
هذا ملخص القسم الأول من المعاهدة المذكورة، أما ملخص القسم الثاني فهو أنّ الفريقين الساميين المتعاقدين يعلنان رغبتهما في الاتحاد مع الدول ذات الرأي المطابق في تبنّي اقتراحات تعيّن منهاجاً مشتركاً القصد منه حفظ السلام ومقاومة التعدي في المدة التي تعقب الحرب، وهنالك نص يوجب على الفريقين المتعاقدين اتخاذ جميع التدابير التي في مقدورهما لمنع تكرار الاعتداء وخرق السلام من قبل ألمانية أو أي «دولة مشاركة لها في أعمال الاعتداء في أوروبا». وهذه التدابير تتناول مدة بعد الحرب إلى حين إكمال المقترحات المفروضة وتبنّيها.
ومن مواد القسم الثاني نص على وجوب العمل المشترك بين الفريقين المتعاقدين في تعاون ودي وثيق، بعد حصول السلام، لتنظيم العلاقة والفلاح الاقتصادي في أوروبة. ويلقي الفريقـان اهتمـاماً إلى مصالـح الأمم المتحدة من هذه الوجهة ويكون عملهما بموجب المبدأين: أن لا تتعمدا التوسع الأرضي، وأن لا تتدخلا في شؤون الدول الأخرى الداخلية.
ما تقدم أهم شروط هذه المعاهدة الجديدة التي أعلنتها وزارة خارجية بريطانية العظيمة في بلاغ للرأي العام وبيان لمجلس العموم أذيعا في يوم واحد.
وأهم الحـوادث حـول هذه المعاهـدة هو أنّ الـذي وقّعها بالنيابـة عن الحكومة الروسية هو المفوض للشؤون الروسية الخارجية وياشلاو ملطوف، وتقول الأخبار إنّ ملطوف جاء لندن في الشهر الماضي وقابل رئيس الوزارة البريطانية، وفاوض المعاهدة المذكورة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركانية، وقابل روزفلت وبقي أمر رحلته هذه مكتوماً حتى وصل سالماً إلى مركزه في روسية.
وتفيد الأنباء أنّ موجة من السرور لهذه المعاهدة قد طغت على الشعب البريطاني الذي تفاءل كثيراً بنتائجها. والأخبار عن برلين تقول إنّ التعليق الأول على هذه المعاهدة هو أنها لا تغيّر شيئاً من سياق الحرب، أي أنها عديمة القيمة من هذه الناحية، لأن الفريقين المتعاقدين قد بدءا تعاونهما الفعلي منذ السنة الماضية.
وإننا نرى في هذه المعاهدة شيئاً جديداً هو تعزيز مركز روسية بصفتها شريكة في الحرب. فإن المعاهدة الأولى المعقودة بين بريطانية وروسية في 12 يوليو/تموز سنة 1941 لم تُكسب روسية صفة «حليفة» على قدم المساواة مع بريطانية.
مع أخبار المعاهدة الملخصة آنفاً وردت أخبار أنّ روسية والولايات المتحدة الأميركانية عقدتا اتفاقاً لتسوية مسألة الديْن المتراكم من مساعدة الولايات المتحدة بموجب نظام الإعارة والتأجير يُكسب روسية معاملة كالتي اكتسبتها بريطانية والصين.