يعرف المطّلعون أنّ شخصين في الجالية السورية في الأرجنتين، إسم أحدهما حسني عبد المالك وإسم الآخر جبران سابا، قد استوليا على المال المجموع من المتبرعين لأول مارس/أذار سنة 1940 لتقديم هدية للزعيم، وادّعيا أنهما أوصيا على آلة كاتبة لمكتب الزعيم وأنهما إنما يحتفظان بالمال لدفع ثمن الهدية. ومع أنّ لجنة الاحتفال، التي كان المذكوران عضوين فيها، أبت الاعتراف بصحة ما ادّعياه وطلبت منهما تكراراً تسليـم المـال أو الرجـوع إليها لإجـراء واتخـاذ قـرار في كيفيـة جلب الهدية وتقديمها فإن هذين الشخصين قد رفضا التقيد بأنظمة اللجان والرجوع إلى اللجنة المسؤولة جميعها عن مصير المال الذي جمع من الجالية، ورفضا تسليم المال إلى اللجنة واستبقياه لأنفسهما بحجج غريبة.
وقـد كـانت اللجنـة عازمـة على إقـامـة دعـوى على هذيـن الشـخصين لتسـليم المـال الذي حجزا عليه لمآربهما، ولكنها رجعت عن عزمها اتقاء الفضيحة التي تمسّ الجالية كلها.
آخـر ما وصـل إلينا من مدة طويلـة عن مسـألة مصيـر المال، هو أنّ حسني عبد المالك عرض على جبران سابا اقتسام المال بالتساوي فيما بينهما، وأنّ سابا رفض القسمة وقال لحسني إذا أعطيتني وصولاً بالمال سلّمته إليك. فعرف حسني أنّ هذا القول حيلة من جبران سابا عليه فأبى أن يقع هو وحده تحت مسؤولية أخذ المال بدون شريك. فبقي المال في حوزة جبران سابا وحده. وهي مهارة غير قليلة من جانب المدعو جبران سابا. ولم يعد يبلغنا شيء عن هذه المسألة ولعل الشخصين رأيا من مصلحتهما اقتسام المال أو يكون جبرن سابا قد أرضى حسني عبد المالك بنصيب.
ويقال إنّ جبران سابا يجيب الذين يسألونه عن مصير المال قائلاً: هو مودع في بنك لحين وصول الهدية. ولكنه لا يقول من طلب الهدية، ومن هو مسؤول عن جلبها فاللجنة لم تكلّفهما التصرف بالمال وأمر الهدية، وهما لم يعودا إلى اللجنة. والحقيقة أنهما لم يطلبا ماكنة من أميركة الشمالية كما أشاعا، لأنه لو كانا طلباها لكانت أتت في أواسط سنة 1940 أو أواخرها على الكثير. ولكنهما يعرفان قلة الاطلاع عند معظم الجالية فيستغلان هذا الضعف لمآربهما التدجيلية.