ر، هي أنّ لغة الصحف السورية وأساليبها وطرق تفكيرها تطورت كثيراً تحت عـامـل نشوء الصحافة السورية القومية في المهاجر، وأنّ الفكر السوري القومي ومقالات الصحف القومية كــ الزوبعة وسورية الجديدة المحتجبة بسبب توقيف حكومة البرازيـل الصحافـة الأجنبية اللغة هي التي تعطي الاتجاه الفكري الجديد في كل ما له علاقة بالمواضيع السياسية أو الاجتماعية الهامّة للسوريين.
ويسرّنا أن تكون جريدة السلام التي تصدر في هذه العاصمة قد اقتبست في افتتاحية عددها الصادر بتاريخ السابع من مارس/أذار الماضي أفكار تحاليل ونظريات الكاتب السياسي في الزوبعة في صدد التصريح الثنائي البريطاني ــــ الأميركاني المعروف بــ«تصريح الأطلسي» (ص 24 ــــ 27 أعلاه).
إنّ التصريح المذكور أعطي في أغسطس/آب من السنة الماضية والسلام جريدة تصدر ثلاث مرات في الأسبوع، أي أنها شبه يومية ومن متوجباتها أن تُعنى بالتعليق على أهـم الحـوادث السيـاسيـة في حينها. ومنذ أعطي التصريح المشار إليه حتى تاريخ 7 مارس/أذار الماضي صدر من السلام عشرات الأعداد. ولكنها فقط في هذا التاريخ الأخير عـرضت لتحليل التصريـح المذكـور أو الناحـية التي تهم السـوريين منه موردة حججاً ليس من بنات أفكارها فأين هو السر؟
السـر ليس في خبر اتفـاقـات عقـود الإعـارة والإيجـار الـذي له وجـه آخر في الشؤون السياسية، بل في المقال الذي صدر في عدد الزوبعة الصادر بُعيْد منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، حاملاً تاريخ الخامس عشر منه وعنوانه «الحالة السياسية ــــ الحربية الحـاضرة». ففي هذا المقال جـرى ترجمـة نص تصريـح الأطلسي ونشـره لأول مرة في الزوبعة وأورد قلم إنشـاء الزوبعة تعليقاً مستعجلاً على هذا التصريح وأهميته بصورة عامة وما يهم السوريين منه (ص 27 أعلاه). والذي يقابل تعليق السلام المتأخر على تعليق الزوبعة يجد أنّ السلام قد نقلت تعليق الزوبعة نقلاً بتصرف، من غير أن تشير إلى مقال الزوبعة.
فتجاه هذا الإنصاف الباهر من قِبل جريدة السلام والقائم على تدبيج مقالاتها الافتتاحية لم يبقَ لنا إلا أن نعتذر لها على سبقنا إياها، وهي الصحيفة المتقدمة في السن، على نشر أفكار سرقناها منها قبل أن تُقْدم على نشرها!!.