حضرة السيد نسيم سعد الـمحترم،
أيها الصديق العزيز،
لم تـمكنّي ظروفي من الكتابة إليك بسرعة. ولست أحسب قيمة العلاقات الودية، التي تولدت بيننا في زيارتي الأخيرة لسان باولو، قائمة على السرعة في الاتصال، بل على شيء أعمق. فإني أعدّك إحدى هذه القيم الاجتماعية الـجيدة التي سررت جداً باكتشافها في متحدنا السوري في البرازيل. وإنّ موقفك وعملك تـجاه الـحوادث الأخيرة التي اكتنفت القسم الأخير من زيارتي سان باولو دلاّ على روحيتك الـحقيقية، فأهنئك من كل قلبي وأقدّر شأنك.
إنّ تقديـر الأشخـاص والأمـور لـمـن الأسبـاب الـجوهريـة لنظـام كل مجتمـع وحيـاتـه. فهـو ليـس شيئـاً خاضعـاً للرغبـات الفرديـة، بـل حـاجـة مـن حاجـات كـل مجتمـع حـي. ومـا كنـا نـكون قـد بلينـا بالبلبلـة والفوضـى والتضعضـع لـو لـم نـكن قـد فقدنـا هـذا الـمقيـاس الاجتمـاعي الضـروري. وإذا كنــا نريــد العــودة إلى نظــام الـمتحـــد ووضـوح القصــد وجــب علينــا معرفــة القيــم التـي ينتــج عنهــا انتظـــام حيــاة الـمتحــد.
يظهـر لـي الآن مـن الـمعلومـات القليلـة التـي تصـل إلـيّ أنّ لـحـادث توقيفـي ذيــولاً قـد تلقـي نـوراً على حقيقـة الوشـايـة ومصدرهــا وأغـراضهـا الـخفيــة. فـإن اتـجــاه السعايـة نحـو رئيـس النـادي الـحمصـي، وستـر هـذا الاتـجــاه بتشبيـه اتـجـاه مجـانـس نحـو رئيـس النـادي الزحـلي، يفضـح كثيـراً مـن الـمقـاصـد التي يُظـن أنهـا تسيـر بـمهـارة عظيمـة.
إني أود أن أطّلع على آراء الأصدقاء ومعلوماتهم لأكون على بيّنة مـما يجري. ولقد كتبت حتى الآن إلى السادة فؤاد وغالب ووديع ع.م. [عبدالـمسيح] وغيرهم ولكن لم يردني شيء منهم. وكم أكون مسروراً بتسلم كتابات منك ومنهم تبقي الاتصال وتوضح ما يجب ألا يبقى مبهماً لـمصلحة الـمتحد.
عسى أن تكون وأهلك بخير. سلامي لك وللسيدة زوجك والسيدة أختك فيلومينه وإخوتك، وللأصدقاء، واسلم. ولتحيى سورية.
عنواني مع جميل [صفدي]
c/o Antun Saade
Don Elias Z. Chaker
Superi - 2951
Buenos Aires
Argentina