عزيزي وديع،
لم أكتب إليك في الـحال، لأنه كان عليّ القيام بأعمال كثيرة كانت متراكمة، ولأني أعرف أنّ الاطمئنان الأولي يحصل بواسطة الكتب التي أرسلتها لأخي وعدد من الأصدقاء، ولست أريد أن أحدثك عن أسفي لانقضاء الـمدة القصيرة التي صرفتها في سان باولو ولم أتـمكن فيها من الاجتماع بك إلا فترات قليلة.
إنّ صحتي تـحسنت قليلاً، ولكن جـو بوينُـس آيرس رطـب لقيامهـا على ضفـة النهـر الفضي.
في ما كتبته لإدوار [سعاده] أن يبلّغ الأصدقاء أنّ الـمال الذي يقصد تخصيصه بنا يسلّم إليك، لأني رأيت أن أكلفك أنت بـما يتعلق بالتبرعات وأثمان الكتب التي سترسل لبيعها وجميع الـمسائل الـمالية. وإني أثبت ذلك هنا.
إني أفكر بجميع الـمعارف الذين ظهرت منهم روح صداقة طيبة وغيرة شريفة على الـحق والعدل، وسأتابع الاتصال بهم. على أنّ رسائلي ستكون بطيئة متقطعة نظراً لأشغالي وحالتي الصحية. وبينهم السيد حبيب خوري الذي لـمست غيرته الكبيرة، وسأكتب إليه في أول فرصة.
عسى أن تكون والعائلة العزيزة بخير. سلامي لـجميع أفراد العائلة وللأصدقاء والـمهتميـن. واسلم، ولتحيى سورية.