ينهض في بلادنا اليوم جيل جديد من الناس له إلى الـحياة والكون والفن نظرة فيها فكر جديد وشعور جديد.
إنه أمة جديدة فتية تظهر في التاريخ من أمة قديـمة سقطت بعد نشوئها، وطواها تاريخ مفجع قروناً عديدة.
إنه جيل جبار مهمته العظمى: رفع الـحياة وفهم الكون وإنشاء الفن وتغيير وجه التاريخ!
وتنشأ هذه الـجريدة، حاملة اسم الـجيل الـجديد، لتخدم الـجيل الـجديد ومهمته العظمى وتعبّر عن رأيه ووجهة نظره وإرادته القوية.
فليست هذه الـجريـدة الـجديـدة مطروحـة على الناس: تتسكع وتستجدي وتـمالىء وتزهو بالباطل؛ بل هي جريدة تضرب بسيف الـحق وتعلن الـحقيقة الـجديدة بقوة الإيـمان الـجديد الذي يفل الـحديد ويقطع الـماس ويذلِّل الـجوهر الفرد ويسخّر زخمه ويضفر أكاليل الغار والورد لأبطال الـحرية والواجب والنظام والقوة!
حيثما نشأت حياة جديدة قوية وقام جيل جديد فتي محقت حياة قديـمة واهنة وسقط جيل قديـم هرم.
إنّ الـمشكلــة العظيمـة التي تـواجههـا الأمـة هـي مشكـلــة اختـلاف حياتيـن وصراع جيلين:
يريد الـجيل القديـم من الـجيل الـجديد أن يسير على خططه وينظر إلى الـحياة بنظاراته فيراها أحقاداً ومخاوف ورياء وخداعاً وقعوداً وتسليماً. يريد الـجيل القديـم من الـجيل الـجديد أن يحيا في الـماضي ويطوِّق نفسه بأطواق نفسية الـماضي.
أما الـجيل الـجديد ففي نظره تعبير قوي عن الـحياة الـجديدة الـجيدة. إنه يرى الـحياة إخلاصاً وشجاعة وصراحة وصدقاً ونصحاً وإقداماً وإباء.
يخاف الـجيل القديـم أن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام مع الـجيل الـجديد فيصيح ويصخب كلما رأى هذا الـجيل يخطو إلى الأمام خطوات القوة والثقة بالنفس والإيـمان، ويهجم عليه ويـمسك بتلابيبه. ويحتقر الـجيل الـجديد الـمخاوف والأخطار فلا يثنيه عن عزمه ضجيج وصخب ويسير بخطوات ثابتة نحو أهداف حياته العليا جاراً الـجيل القديـم الـمتعلق بأذياله جراً!
إنّ القضية، حقاً، قضية تقرير مصير. وقد قرر الـجيل الـجديد أن يكون مصيره التقدم والـمجد، وقد قرر الـجيل القديـم التأخر والذل!
في كل مسألة تظهر اليوم يظهر فيها وجها الـجيلين الـمتناقضين، في كل ناحية من أنحاء الـحياة الاجتماعية، في الاقتصاد، في السياسة، في الثقافة، في الروحية، في الفن، وفي كل شكل وكل مظهر من أشكال الـحياة ومظاهرها.
في خمسة عشر عاماً من صراع مـميت بين إرادة الـحياة الـجديدة الفاعلة وقوة استمرار الـحياة القديـمة الفاقدة الفاعلية، انحسرت الشبهات وتبدَّدت الشكوك، ورسخ اليقين ووضح الـمصير.
كل جيل قد قرر مصيره: جيل جديد يرقى إلى ذروة الـمجد ليمدّ بصره مع أشعة الـحق، وجيل قديـم ينحدر إلى حضيض التسليم والهوان مسدلاً على عينيه صخب الـمخاوف والقنوط!
إننا نؤمن بـمصير الـجيل الـجديد: مصير النصر والـمجد!