رفيقي العزيز إبراهيم طنوس،
أمس وضعت بالبريد العادي كتابيـن إلى الـمنفّذ العام في غلاف واحد: أحد الكتابيـن شخصي والثاني رسمي. وأشرت في آخر الكتاب الثاني إلى وجوب قراءته وجميع الـمخابرات الرسمية في جلسة هيئة الـمنفذية، أي في جلسة للمنفّذ العام والنظّار، تؤخذ فيها وقائع الـجلسة ويسجل ورود الرسائل الرسمية مع ذكر مصادرها وتواريخها ومواضيعها. وهذا ما يجب أن يجري دائماً، مهما طال الوقت على الـجلسات. وقلت إنّ الـمراسلات الرسمية يجب أن تـحال، بعد قراءتها والنظر فيها، إلى دائرة السجلات التي تكون في عهدة الناموس العام للمنفذية، لأنها ليست شخصية. فهي تخص الـمؤسسة وتنتقل من السلف إلى الـخلف.
في الكتاب الرسمي وضعت تعليمات وتوجيهات مشيراً، في عدادها، على الـمنفّذ العام بوجوب الاهتمام بإرساخ الروحية القومية الصحيحة في نفوس الأعضاء، ورفع معنوياتهم بإلقاء دروس أو محاضرات عليهم في النظام ومعنى الزعامة والسلطة والشعار والرموز وغير ذلك، خصوصاً قيمة القَسَم ومعناه، الخ. وفي إشارتي استحسان تأليف لـجنة يشترك فيها الـمنفّذ العام والناموس العام لوضع هذه الدروس أو الـمحاضرات وإلقائها في الـمديريات أو تكليف الـمذيعيـن في الـمديريات إلقاءها.
إنتهت أزمة الكتابة في سورية الـجديدة بانتظام ورود مقالات. وقد كان الرفيق [وليم] بحليس يلح عليك نظراً لتولّيه مسؤولية الإدارة حديثاً وانقطاع كتابات أدباء النهضة القومية عن الـجريدة بعد أزمتها الإدارية الـماضية. تبقى مسألـة مساعدتـه ماديـاً، ففي هذا السبيل يجب فعل ما يلزم وما يـمكن. وإذا صح توقيف الـجرائد الصادرة باللغات الأجنبية، ولم يـمكن إصدار الـجريدة بالبرازيلية، فيمكن التعويض على الـمشتركيـن بإرسال الزوبعة التي يـمكن أن تصير أسبوعية ويصبح من الضروري صدورها أسبوعياً، على الأقل، بعد توقف سورية الـجديدة. وفي كتابي الرسمي إلى الـمنفّذ العام ذكرت مسألة سورية الـجديدة ووجوب مساعدتها والأفضل أن تطّلع بنفسك على ما ورد فيه في هذا الصدد.
سررت بابتـداء علاقـتك مع الأميـن فخري معلوف، الذي صار مؤخراً الـمنفّذ العـام لفـرع الـحزب في الولايات الـمتحـدة.وهو كان من قبل رئيس مكتب عبر الـحـدود ثم عميداً للإذاعة، ثم عضواً في الـمجلس الأعلى مع بقائه في مجلس العمد، ورئيساً للندوة الثقافية. فهو أحد كبار الأدمغة في الـحركة القومية الذين يبشرون بإنتاج عظيم.
لا اطلاع ولا معلومات عندي عن رواية سلمبو الفرنسية. ولا أعلم كيف يـمثّل الـمؤلف قرطاضة وشعبها وعاداتها وتقاليدها ورجالها ونساءها. ولذلك لا أستطيع إبداء رأيي فيها.
إشتراكات الزوبعة: إذا كنت قد بدأت بشيء في أمر قبض الاشتراكات فيمكن مخابرة الرفيق وليم والرفيق إميل بندقي ليرتب كيفية إرسال الـمال إليّ. وأنا خوّلت الرفيق وليم اقتطاع ما يوازي تسعيـن ريالاً أرجنتينياً كنت قبضتها هنا من بعض مشتركي سورية الـجديدة.
روحية منفّذ مينس: حسب كتاباته الأخيرة يظهر فيها الـخلاص من جميع التأثيرات اللاقومية و«الشكيبية». فهو قد فتح عينيه على ضوء النهضة والـمعلومات الأخيرة وأصبح فاهماً الـموقف.
سررت بـمعافاة امرأتك، أتـمنى لها السلامة ولك الطمأنينة.
إقبل والرفقاء عندك سلامي القومي ولتحيى سورية.