إلى الرفيق يعقوب ناصيف
خوخوي
أيها الرفيق العزيز،
كانت الـمعركة في بوينُس آيرس حامية الوطيس. وكانت ذات نارين واحدة في الداخل وأخرى في الـخارج. وبعد عراك مستمر مدة نحو عشرين يوماً تـمّ الانتصار، فأطفأت النار الداخلية ونار الأعداء وأضرمنا نارنا.
كانت الـمشاكل الداخلية واسعة ومعقدة، وقد تطوع الـمنفّذ العام السابق وأهمل العمل بالقوانيـن وأساء التصرف في مسائل عديدة، حتى أنه توصل إلى رمي الشقاق بين عدد من العامليـن من أجل «الدفاع عن سمعته وكرامته» ولاحق ناموس الـمنفذية الرفيق عبدالله دروج لأنّ الناموس، بتكليف مني مكتوم، أخذ يتقصى أحوال الرفيق [إبراهيم] أفيوني ويبحث عن بعض اتهامات وظنون موجهة إليه. وقد عقدت جلسات واجتماعات بحثت فيها جميع مسائل منفذية بوينُس آيرس وجلوت غوامضها. وفي الأخير أقلت الرفيق إبراهيم أفيوني من منفذية بوينُس آيرس وعيّنت الرفيق خليل الشيخ منفّذاً عاماً مع بقائه رئيساً لـ «الـجمعية السورية الثقافية».
وقد صرفت ما أمكن من الوقت في الـمساعي التجارية لتوسيع نطاق أعمال الـمحل والتباشير أحسن من السابق.
ولم أنسَ أن أزور قريبك السيد فارس نـمر، وشاءت الظروف أن يكون وقت الغداء فدعاني وتغديت معه. وقد عاملني برفع كل تكليف وكل مراعاة، وكان دائماً يناديني «يا أنطونيو» وبلهجة ودودة كأننا أصحاب وإخوان من الصغر. واغتنمت الفرصة ودعوته إلى حفلة «الـجمعية السورية الثقافية» الوداعية للزعيم التي أُخبرت أنها ستكون السبت في 7 يوليو/تـموز، فقبل ولكني علمت في اليوم التالي أنها ستكون مساء الأحد فكلّفت الرفيق جواد نادر فكتب إليه أمامي كتاباً يخبره أنّ الـموعد مساء الأحد. ولكني لم أره في الـحفلة. وعلى الغداء حدّثته عن خوخوي وكانت حاضرة زوجته وابنته الكبرى، وهي آنسة لطيفة، وقلت له إنّ عائلتك تعتب عليه للجفاء الواقع فاعتذر، وبعد عسى ولعل قبل الـجميع أنه يذهب في الصيف لزيارتكم ويصحب معه ابنته، التي اندهشت مـما رويت لها عن جمال خوخوي، وهي كانت تظن أنّ لنوس أجمل لأنها لم تسمع من قبل شيئاً عن طبيعة خوخوي!
أرسلت مناشير من بوينُس آيرس إلى الرفيق الـمدير مطانس [أنطون] ضاحي لتوزع ويطّلع الـمواطنون النازلون في خوخوي على ما يجري. ومن هذه الـمناشير تعلم نوع الـمعركة الـخارجية التي كانت جارية.
قد يسمح لي الوقت بالكتابة غداً إلى الـمدير بالتوجيهات اللازمة، ولكن خشية ضيق الوقت أرسل هنا نسخة التعليمات التي أرسلتها إلى الـمديرية التي نشأت حديثاً في مدينة فرياس Frias من أعمال سانتياغو دل استيرو، وعيّـن الرفيق نسيب مطر مديراً لها والرفيق أنطون شاري ناموساً وهي كما يلي:
1 - تظهر مديريتكم في هذه الظروف باسم «لـجنة تأييد النهضة السورية القومية في خوخوي» "Comité Pro Resurgimiento Nacional Sirio-Jujuy"
2 - يتـرأس اللجنـة الـمذكـورة فــي البنــد السابــق الـمديــر، أو مـن تـرى الـمديريـة أنــه الأنسـب.
3 - ترسلون كتاب انضمام إلى اللجنة الـمركزية في بوينُس آيرس على العنوان الـموجود في الـمنشور.
4 - تبثون الدعوة في سانتياغو دل استيرو للغرض الـمعلن عنه في الـمنشور، وتتهيأون لـجمع التبرعات لترسل إلى أعضاء اللجنة الـمختارة لتتسلم الأموال في الوطن.
أكتفي بهذا الـمقدار، وأرجو أن تكون معنوياتكم في صعود، وأن تتوفقوا في مساعيكم. وأريد بهذه الـمناسبة أن أوصل إلى السيدة قرينتك شعوري العميق بالارتياح والإيناس الذي وجدته بعنايتها بي وفي حسن استقبالها لي، وإلى جميع أبنائك شكري لرعايتهم ومودتهم.
واقبل سلامي القومي وبلّغه إليهم ولتحيى سورية.