الرفيق العزيز فؤاد أبي عجرم،
بعد أيام من إرسال كتابي الأخير إليك من رومة، وردتني رزمة رسائل في البريد الوارد إليّ إلى قبرص، وتأخر في دورته أكثر كثيراً مـما يجب. وبيـن هذه الرسائل كتابك الطويل الـمؤرخ في 25 يوليو/تـموز الـماضي الذي تشرح لي فيه حالة الـمهاجرين الروحية في الولايات الـمتحدة وما تعانيه من الصعوبات. وتشور عليّ بالذهاب إلى الـمكسيك أولاً، ولا تذكر لي شيئاً عما طلبته منك من إجراء ما يلزم لتسهيل الترخيص لي من القنصليات الأميركانية بدخول الولايات الـمتحدة.
وإني أبدأ جوابي على كتابك من هذه النقطة. فأنا أرسلت كتابي الأول من قبرص إلى «معتمد الـحزب السوري القومي في الولايات الـمتحدة»، ليكون له صفة رسمية وتكون الطلبات الواردة فيه تعليمات يجب التقيد بها. ولولا ذلك لفضّلت الكتابة إلى رفيقي العزيز الأميـن فؤاد أبي عجرم الذي هو أحد الرفقاء القريبيـن جداً من نفسي.
والآن أنتقل إلى رأيك واختباراتك، إني أعرف عقلية الـمهاجرين ونوع حياتهم وشؤونهم النفسية والـمادية، وأعرف تـماماً الصعوبات التي سأواجهها. وقد يكون في بعض الـمهاجر صعوبة أكثر من البعض الآخر، ولكن مهما كانت الصعوبات فإني مصمم على مواجهة الـمهاجرين بالعزيـمة نفسها التي واجهت فيها الوطن ووجهه متجهم كالح، وحالته حال فرضت اليأس على الـجميع. وإني واثق بأني سأتـمكن من تغيير أمور كثيرة.
إني أعلم أنّ دعاوات كثيرة قد فعلت فعلها في الـمهجر لإيجاد روح عداء لي وللحركة القومية. وإني أعلم أني قادر على إبطال فعل هذه الدعاوات وتوليد حركة قوية في الـمهاجر.
إنك تصف لي «شيوعية» بعض الـمهاجرين وعروبة البعض الآخر، وما تقوله صحيح، وهو ما يجعل زيارتي الولايات الـمتحدة أشد لزوماً من زيارة أية جالية أخرى. ولتحيى سورية!