إلى الرفيق الساهر أميـن الأشقر
وكيل منفذ منفذية الشاطئ الذهبي
أفريقية الغربية
أيها الرفيق العزيز،
تسلمت كتابك الـمؤرخ في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الـماضي وكان وروده في الوقت الذي وصل فيه كتاب ناموس الـمنفذية الرفيق رفيق الـحلبي في 24 أكتوبر/تشرين الأول الوارد بطريق البرازيل فكان سروري بالكتابيـن كبيراً.
إنّ انتهاء الـحرب وعودة الـمواصلات إلى مجاريها يقضيان بنتيجة حتمية: لمّ الشعث وجمع الصفوف وحشد القوى واستئناف الـجهاد الـمنظم. وأهنئكم لأنكم كنتم أول العامليـن عبر الـحدود لنجدة الـحركة في الوطن أيام محنة الـحرب، ولأنكم أول العامليـن على وصل ما انقطع بسبب تلك الـحرب التي ابتسرت الأمور ابتساراً وعرقلت أعمالنا وأوقفت نـمونا وعطلت الشيء الكثير من تـجهيزاتنا.
إنّ حادث تفتيش بيتك وبيت الرفيق ناموس الـمنفذية لهو من حوادث هذه الـحركة وسيرة أعمالها، وهو من جملة الشهادات بقوة معنوياتها ومتانة أخلاق رجالها. فلا تنسَ أن يصير تدوين هذا الـحادث في تقرير أعمال منفذيتكم الذي يجب أن ترفعوه إلى الـمجلس الأعلى الذي طلبه منكم، وأن تقدّموا نسخة منه إليّ. ويجب أن يشتمل التقرير على كيفية طلب الـخائن خالد أديب مساعدة مالية من الـمنفذية، ونسخة من كتابه الذي يطلب فيه ذلك الطلب.
وبهذه الـمناسبة أخبرك ليكون معلوماً عندك وعند الرفقاء في الشاطىء الذهبي أنّ الـمال الذي تسلّمه خالد أديب منكم، بدون معرفتي، إدّعى أنه تسلّمه من أخيه في الشاطىء الذهبي، وأنه تناول هذه الـمساعدة من بيته لينفق على الزعيم! والتقارير الـمتوفرة وتيقني بنفسي ثابت أنّ الـمذكور أنفق الـمال بتبذير كثير في التياتر والكباريهات ومنادمة الراقصات خائناً بيمينه وعابثاً بإيـمان القومييـن الاجتماعييـن وحسن طويتهم. إنه كان دجالاً ومنافقاً. وبعد طرده من الـحزب التحق «بنصّاب» يعرفه الرفيق أسد [الأشقر] اسمه روفائيل لـحود واتفق معه على تسخير الضمير لـمصلحة لـجنة ديغول الفرنسي وقبض لـحود مالاً من اللجنة أعطى خالداً منه كمية ليقوم برحلة في داخلية الأرجنتيـن لبثّ الدعوة إلى «مؤتـمر وطني» للمطالبة «بالاستقلال» تـحت عبودية الديغولييـن. فأخذ خالد الـمال وأنفقه ولم يسافر إلى الداخلية لعجزه عن الاتصالات اللازمة فنشر روفائيل لـحود في جريدة الزمان تشهيراً بخالد أديب وأعلن ابتلاعه الـمال وقطع علاقته به.
إذا تقرر أن أعود قريباً إلى الوطن فأحب أن أعرّج على الشاطىء الذهبي لأعرف الرفقاء الأمناء الذين عززوا القومية عبر الـحدود، وكانوا عوناً لقضيتنا القومية الاجتماعية الـمقدسة وحرباً على أعدائها. ولكن أمر عودتي إلى الوطن يتوقف على بحث هذه النقطة مع الـمجلس الأعلى وعلى التقارير التي ستردني من الـمجلس موضحة الـحالة الراهنة هناك. وفي كتابي إلى الرفيق الناموس رفيق الـحلبي تلميح إلى بعض القضايا الـمتعلقة بالزعامة ومركزها في الـحركة.
إذا كانت الدوائر الإنكليزية قد سجلت لسعاده خطاباً في البرازيل ندّد فيه بأعمال الديـموقراطية وحمل على الـحكومة الإنكليزية فيجب أن نشك كثيراً في مقدرة الاستخبارات الإنكليزية على استقصاء حقائق الأمور. وبعد فهذا شأن لا يجد خطورة عندي. مع ذلك فمسألة زيارتي الشاطىء الذهبي تتوقف على تقرير العودة إلى الوطن على الـمخابرات والاستعدادات التمهيدية لهذه الزيارة، والأمور مرهونة بأوقاتها.
كتابك وكتاب الرفيق الـحلبي وصلا منذ نحو عشرة أيام، وبعد وصولهما بنحو ثلاثة أيام سافرت زوجتي إلى بوينُس آيرس لتقضي أيام الـحر مع أمها في مصيف بحري يدعى «ماردي لا فلاته»، وعلى أثر سفرها أصبت بعدوى من طعام أو فاكهة سببت لي حمى عدة أيام وعقب ذلك ضعف الـجسد الذي لم يعد إلى سابق عهده، وحتى الآن لا أزال محمياً عن اللحم وأتناول الأدوية الـمقاومة لفعل الـجراثيم التي دخلت الأمعاء. فلم أتـمكن من الكتابة في الـحال كما كنت أود.
بلّغوا الـمجلس الأعلى اتصالكم بي وعنواني. وإذا استحسن الـمجلس الأعلى أن يستر مخابرته لي بعنوان غير إسمي فيمكنه أن يكتب باسم زوجتي:
Julieta Elmir
Junin 300
Tucuman Rep. Argentina
أو باسم إبن حمي:
Jorge Elmir
Paraguay 402
Buenos Aires
Rep. Argentina
وليرسلوا إليّ جميع النشرات التي تصدر في الوطن من دوائر الـحزب وجميع الـمنشورات التي يهمّني الوقوف عليها.
أكرر هنا شكري لرفقاء الشاطىء الذهبي على عملهم القومي الصحيح ومساعدتهم للحركة في الوطن الدالة على حسن إدراكهم ورؤيتهم.
إنّ عملنا يجب أن يستمر لأنّ إيـماننا حقيقي ولأن قضيتنا حق.
أرجو لكم جميعاً التوفيق في مساعيكم القومية وأعمالكم الـخصوصية.
سلامي القومي لكم... ولتحيى سورية