عزيزي الشيخ نعمان ضو،
وردني أمس كتابك الـمسجل الذي أرسلته بدون وضع تاريخ اليوم والشهر عليه. فشكرت لك همتك، وسرعة إجابتك وسررت لـما جاء فيه من الاطمئنان عن ابن عمتي وديع [مجاعص] وأهلك. وبعد أن قرأت ما تعلّق باشتراكات سورية الـجديدة ومخابرتك لإدارتها وجدت أنه من الضروري وضع الـملاحظات التالية:
إشتراك سورية الـجديدة: موضوع على الـجريدة نفسها وهو خمسة دولارات أميركانية خارج البرازيل، وهذا ما يعادل نحو خمسة وعشرين (25) باسو أرجنتيني، ولكنّي أنا أمرت بتخفيضه إلى عشرين باسو، وهذا ما يدفع في بوينُس آيرس وسائر البلاد الأرجنتينية. وإني أفكر في تخفيضه أيضاً للسنة الـمقبلة إذا استقر أمر الـجريدة على الصورة التي أريدها. واشتراك سورية الـجديدة مهما كان أكثر بالنسبة إلى الوريقات الصادرة هنا، فهي أغزر مادة وأكثر فائدة، وكل عدد منها يساوي عدة أعداد من غيرها من جهة الـمادة فقط. فشاور الـمشتركيـن في الأمر وبلغهم أنّ قيمة الاشتراكات معلنة في الـجريدة نفسها وبذلك لا إشكال فيها.
أخبار الإدارة: أما قولك إنك أرسلت وأخبرت إدارة الـجريدة بأنّ الاشتراكات جمعت وقدمت لي، فاعلم أنّ إتيانك هذا الأمر من دون استشارتي هو خطأ تؤاخذ عليه. فأنت قد ساويت بهذا العمل بيني وبيـن الإدارة الـمعيّنة من قِبلي التي أنا وليّ أمرها، وجعلت علاقتك [.....] علاقتك بي بالفعل، إن لم يكن بالنية، والفعل أقوى [...] وقدّرت أنك تقدم على مثل هذا الأمر لـمّا كنت [....] اشتراكات وإرسالها، لأنّ تكليفي إياك يجعل علاقتك [....]، وأنا أعلم الإدارة بـما أريد وساعة أشاء. أما أنت فقد عجلت [...] من غير أن تأخذ رأيي فيه. وقد أظهرتني تـجاه [....] واحدة عندك، وأنه يحق لها ما يحق لي.
أما إسراعك في هذا الأمر، حتى قبل أن أبتغي الاشتراكات فأمر يدعو إلى استغرابي واستنكاري. والـحقيقة أني لم أكن أنتظر هذا التصرف منك في حقي.
إني أقرأ أفكارك ساعة تطّلع على هذا الكتاب، وأعلم أنك ستقول إنّ منزلتي عندك هي كذا وكذا، وأنك لم تقصد هذا الأمر أو ذاك، ولكن هذا لا يغيّر شيئاً من الواقع، فقد حصل وانتهى الأمر. ولا أريد أن أعود إلى هذا الـموضوع، والأفضل أن لا تكتب إليّ فيه. وأنا أريد أن أعلم هل على هذا الشكل ستكون علاقتك بي، فإذا كان هكذا فالأفضل إبقاء صداقتنا بعيدة عن الأعمال والـمهمات.
صحتي تتحسن رويداً ولا بد من استمرار الراحة وقتاً.
أود أن يصل إليك هذا الكتاب وأنت وأهلك وعيالك بخير. سلامي لك وللأصدقاء. ولتحيى سورية.