مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
حديث الزعيم إلى جريدة «الرائد»
 
 
 
جريدة الـرائد،طرابلس،العدد93 ، 1936/6/11
 

 

 

 

(تلهج بعض الصحف البيروتية، في هذه الأثناء، بحديث الـحزب السوري القومي ناسبة إليه شتى التّهم، ملصقة بزعيمه عيوباً كثيرة، فمن إنكار عروبة سورية والسوريين، إلى تناول الأموال الوافرة من إيطالية، إلى بذخه وترفه في قصر منيف يحف به الـحرس والـخدم ويشاركه في ملذاته وولائمه الشبان والضيوف الكثيرون، إلى غير ذلك بـما توحيه مخيّلات كتّابها الذين ماضيهم موضع للشك والريبة والتحامل. فرغبنا إلى مندوبنا الـخاص باستطلاع هذه النعمة التي يعيش فيها الزعيم بين الرياش الفاخرة والـخمور الـمعتقة، والتحدث إليه بـما يزيل الشبهة ويرفع الظن، فقصد إليه ملبياً طلبنا. وها نحن نترك له الكلام، قال:

 

في طريقي إلى بيت الزعيم أنطون سعاده كنت أعلل نفسي بـمشاهدة رجل ترف ونعمة، يعيش عيش الأغنياء الـمثرين، في جمهور من الـحشم والـخدم، بـمنزل مفروش بالطنافس مزدان بالثريات الكبرى، وشد ما كانت دهشتي عندما بلغت «مقر الزعامة» فألفيتها خلواً من كل ما ذكروا من مظاهر الغنى والـمجد تسودها بساطة هي أقرب إلى الفقر منها إلى الـحالة الوسط.

 

ولكني لـحظت في جوّها شيئاً من القوة الـمجرّدة، وتنسمت فيها روح نهضة جبارة متحفزة، ولـمست بروحي ما أخذت به فشعرت بـما يشعر به الناس عند مقابلة العظماء.

 

أُجبرت على الانتظار لأن الزعيم كان منشغلاً بـمهام كثيرة لا بد أن تكون عائدة للحزب ومصلحته.

 

وأخيراً أذن لي فمشيت لـمقابلته والتحدث إليه، فإذا بي أمام شخصية تـجبر الناظر إليها أن ينكس أبصاره أمامها احتراماً للقوة الـمتجلية في عينيه البراقتين؛ وللزعامة الـحقة التي تتألق أنوارها في كل معنى من معاني وجهه الهادىء.

 

ومشى برأسه الـمرتفع وصدره النافر وخطواته الـمتزنة الثابتة؛ فلم يكن بد من أن تدب في عروقي كهربائية جعلتني أخشع مضطراً أمام الرجل الذي أثار زوبعة هائلة في الـمجتمع السوري فكان ملء السمع والبصر.

 

- أتتكرمون بحديث أنقله إلى جريدة الرائد يا حضرة الزعيم؟

 

- تفضل.

 

ورأيـت أنّ الوقت قصير فاقتصرت من سلسلة السؤالات التي كنت أعددتها لألقيها عليه بالسؤالات القليلة الآتية:)

 

س - ما رأيكم بتطور الـموقف السياسي في فرنسة وتأثيره على مفاوضات الوفد السوري؟

 

ج - مـما لا شك فيه أنّ تطور الـحالة السياسية في فرنسة هو لـخير التفاهم السوري - الفرنسي، وأرجِّح أنّ تأثيره على الـمفاوضات سيؤدي إلى تسهيل بعض الصعاب في الوصول إلى اتفاق على الـمسائل الـجزئية التي يـمثلها الوفد.

 

س - ما هو موقفكم من حوادث سورية الـجنوبية؟

 

ج - إننا نؤيد كل التأييد موقف السوريين في فلسطين، وإن كنا نعتقد أنّ الـحركة الأخيرة جاءت سابقة لأوانها.

 

س - قرأنا في كتيب عنوانه العروبة قوميتنا الـخالدة، ما يلي: «الـحقيقة هي أنّ القائمين بالـحزب السوري القومي لم يدعوا إلى هذه القومية السورية إلا لتعصب ديني كـامن في نفـوسهم، فخـوفهم من أن يضيعوا في قومية عربيـة شاملة تذوب فيها أقلياتهم، فـزعوا إلـى قـومية لبنـانيـة أو سـوريـة صيانـة لكيـانهم الطـائفي.» ما رأيكم في هذه «الـحقيقة»؟

 

ج - إنّ صاحب هذا القول يتكلم عن شيء لا وجود له، فمتى وجدت الوحدة العربية كنا نحن أحد فروعها الـحية.

 

س - هل في القومية السورية مانع من الوحدة العربية أو التحالف العربي؟

 

ج - لا، فالقومية السورية لا تتضارب مع التفاهم مع الأقطار العربية الأخرى على ما فيه مصلحة مشتركة.

 

(شكرت الزعيم وخرجنا إلى القاعة الـمحتشدة بوفود الـحزب من مختلف الـجهات فـأخذ يحدثهم بهدوء ورصانة وعدم مبالاة بالإشاعات الباطلة التي يريّشها خصوم الـحزب إليه. ثم قال:)

 

«طالـما يرون أنّ مبادىء الـحزب شريفة وسديدة، ويتبجحون بأنهم مخلصون للوطن يدافعون عن حقوقه فعليهم أن يتفاهموا مع أعضاء الـحزب ويتباحثوا مع عمدته في هذه الدعاية الإيطالية، وعندما يثبتون على زعيمه رسمياً وجود هذه العلاقة الإيطالية فليرموا به جانباً، ويسيروا بهذه الـمبادىء التي يؤمنون بصلاحها إلى تـحقيق أماني هذه الأمة الـممزقة.»

(هنا ودعت شاكراً معجباً مردداً: إنه زعيم وزعيم مخلص.)

 

 

 

 

 

 

 

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro