خاص برئيس الـمجلس الأعلى
حضرة رئيس الـمجلس الأعلى الـموقر،
إنّ هذا الكتاب خصوصي إليكم يتعلق بأسرار هامّة.
1 - كيفية الاتصال بي بالـمراسلة: قد توفقت في رومة لتأميـن الـمراسلة بيني وبيـن الـمركز بالطريقة التي كان يفكر الأميـن [نعمة] ثابت بإيجادها في بيروت. ويحسن لهذا الغرض أن يتصل الأميـن ثابت بيوسف [البحمدوني] أو بصديقه لـجعل البريد يسلّم في بيروت إلى الرفيق الأميـن بشير فاخوري، فيذهب هو إلى تسلّمه أو يأتي به إليه إلى الـمخزن أحد الـمكلفيـن الـجانب الأوْلى في بيروت.
ثم يوصل هذا البريد رأساً إليكم أو إلى الأميـن ثابت أو من تعينونه لهذا الغرض، وهذا يقتضي فتح شعبة بريد دبلوماسي. وحين تهيئون الرسالة إليّ ترسل بالطريقة الـمتفق عليها هناك إلى الـمحل الـمعيّـن في موعد لا يتقدم موعد ختم البريد في بيروت بكثير ويجب أن يتم ذلك بدقة.
2 - فيما يختص بالـمكتب الـمختص: أرسلت عدة تعيينات وترتيبات وكتب إلى وليم [سابا] وإليكم ولم أحظَ بإشارة واحدة إلى وصولها أو وصول بعضها وما تـم بشأنها. فقد عينت الرفيق الذي حفظت أوراق هذا الـمكتب عنده أخيراً وباشر درسها والاهتمام بتصنيفها والعمل في هذه الدائرة باهتمام، رئيساً لهذا الـمكتب.
وهذا التعييـن كان لعدة اعتبارات أهمها اهتمامه الـجدي بهذه الناحية وولعه القديـم العهد بها وأهمها من الوجهة الاحتياطية إخلاصه وأمانته. وعينت الشخص الآخر الذي كلّفته معاونته عضواً في ما سميته «العدد الـمجهول» أو «الكمية الـمجهولة» لهذا الكتاب وهذه التسمية هي من اجتهادات من عينته رئيساً. وعينتكم مستشاراً وعضواً في هذا العدد الـمجهول وعينت عضواً فيه الرفيق وديع إلياس ووليم سابا.
وكنت قد فكرت في تعييـن وليم رئيساً ولكني أحتاجه لعمل آخر هو إدارة السلك، ولأنه قد يترك الوطن قريباً لـمهمته الدراسية. وقد عينته رئيساً للدائرة التنفيذية في هذا الـمكتب ليعيـن الـمخبرين ورجال الاستخبارات السياسية من غير أن يعرفوا «العدد الـمجهول»، ولأنه هو على صلة بهم ويتابع بعض الأعمال من زمان وتعاونه في هذه الدائرة يساعد الهيئة الـجديدة على الوقوف على الـمشاكل الواقعة تـحت الدرس والأشخاص العامليـن، وعينت معاوناً له الرفيق فريد صباغ لاختباري مواهبه من هذه الـجهة ولثقتي التامة به.
قد يكون رجال العدد قد تفرقوا في الـمصايف ولكن تفرقهم يجب ألا يلغي وظائفهم أو يشلّ عملهم. فهم يـمكنهم أن يجتمعوا مرة أو أكثر في الشهر بشكل زيارة عند أحدهم فيقيمون معاً يوميـن أو ثلاثة يدرسون خلالها الأمور ويضعون برنامج العمل، ويوزعون بعض الـمهمات، ويضربون موعداً آخر ثم ينصرفون. أما تخلّيهم عن وظائفهم في هذا الزمن العصيب والـجاسوسية تلعب دورها الكبير ومشاكل الـحزب السياسية تقتضي اطلاعاً واسعاً فيجعلني ضعيف الاعتقاد بأهليتهم للعمل القومي وبشعورهم بالـمسؤولية تـجاه الزعيم والقضية.
وفيما أرسلت من تعليمات إشارة إلى وجوب إحاطة محمد الباشا بشبكة يـمكن أن تبتدىء بالرفيق فريد عطية الذي انتقل من حيفا إلى عبيه للصيف، فهو كان مكلفاً ببعض الأمور وكان على صلة بالباشا حين كان هذا أحد أعضاء الـمكتب الـمختص. والواجب يقضي بتنبيه عطية إلى ما اكتشف من خيانة الباشا.
وطلبت من وليم في كتاب أرسلته إليه ضمن الرسالة، التي أرسلتها مسجلة من بلترس باسم الآنسة أميرة في الـمشرع، أن يعطيني معلومات عن التدابير التي اتخذها لضبط تصرفات الأعضاء الذين لاحظ أنّ لهم صلات مشبوهة بالباشا وهذه القضية هامّة ويجب إعطاؤها العناية اللازمة.
أحب أن أعرف شيئاً يقيناً عن أحوال الـمكتب وأعماله. ولتحيى سورية.
بعد أن توضع رسائلي في غلاف باسمي يوضع ضمن غلاف باسم السنيور دتشكو وهو يقوم بتسليم الرسائل إليّ.
يـمكن أخذ شيء من الـمال لنفقة الـمكتب الـمختص.