عزيزي نصوح،
لا أدري لـماذا جعلت لنفسك قاعدة لا تـحيد عنها في الكتابة إليّ وهي إهمال ذكرى تسلّمك رسائلي وعددها، كأن تقول مثلاً «الكتاب الذي ورد في البريد الأخير مسجلاً قد تسلمته وسلّمت إلى فلان ما يخصه، الخ.» أو غير ذلك من العبارات حتى أعلم أين أنا وما هي قيمة الـمراسلة العملية وأقف على مجرى الأمور.
فقد كتبت عدة رسائل وأعطيت توجيهات لم أتلقَّ جواباً عليها لأعلم هل عُمل بـموجبها. وسألتك أن تخبرني هل تسلّم رئيس الدائرة التنفيذية الكتاب الذي أرسلته إليه بواسطة سامي إلى شارع السادات، وذكرت لك في أحد كتبي إسم الشخص الذي عرض على منفّذ دمشق تقديـم مائة ليرة إنكليزية لرحلتي لتجري الـمخابرة ولأعلم متى يكون هذا الشخص مستعداً لتقديـم هذا الـمبلغ والاستعداد للسفر. هذه وغيرها من الأسئلة لم أحصل على أي جواب في صددها. أعلم جيداً أنك الآن كثير الأشغال والـجو الـحار يبطىء الأعمال ويرخي الأعصاب، وأنك تـجتاز مرحلة جهد كبعض ما كنت أجتازه. وقد تكون تفعل ذلك وأنت لـمّا تنتعش من مرضك، كما كنت أفعل أنا حتى في إبّان مرضي، وهو ما جعلني أشعر الآن بالـحاجة إلى استكمال الراحة. ولكن هو الصراع أفنتخلى عنه؟
ولست أدري إذا كان وليم [سابا] قد ذهب إلى الصيفية مؤجلاً القيام بالـمسائل الـمطلوبة إلى ما بعد الصيف. ثم أنت لا تذكر لي شيئاً عن «العدد الـمجهول» وعمله، وكان يجب على رئيس الدائرة التنفيذية أن يضع رسالة بهذا الـمعنى ويطلعني على ما تسلّم مني وما تـم من توجيهاتي. وإلا فما الفائدة من كتابتي وعملي. على الشخص الذي أرسلت بواسطة رئيس الدائرة التنفيذية أعيّنه رئيساً للمكتب الأعلى الـمختص أن يضع رسالة يخبرني فيها بالأمور الـجارية. وإلا أصبحت أنا ضائعاً لا أدري ما أفعل.
تقرير رئيس الـمجلس الأعلى عدد 3: إطّلعت على هذا التقرير، والـمعلومات الواردة فيه ثمينة، وقد سرّتني النتائج التي وصلنا إليها في جعل الوحدة القومية حقيقة راهنة في محافظة اللاذقية.
البقاع: استغربت كيف أنّ الـمنفّذ العام الـمعيّـن لم يتسلم مركزه إلا منذ بضعة أيام. صحيح أنّ الظروف كانت صعبة ولكن الإسراع في تنظيم الـمناطق هو الدواء الوحيد.
مجلس الوكلاء: إنّ الـخطة التي سلكها الـمجلس الأعلى لتقوية هذا الـمجلس حسنة ويجب على معروف [صعب] أن يشتغل كثيراً، وأن يهتم على الـخصوص بالإذاعة الشعبية، وإيجاد عدد من الـخطباء غير الـمسؤوليـن للخطابة في الاجتماعات الـحزبية على مثال خطاب قيل في طرابلس مؤخراً وهو من إنشاء آنسة.
وأما مسألة رئاسة هذا الـمجلس فكنت قد كتبت أقول إني ألغيت تعييـن الأميـن [عبدالله] قبرصي لهذا الـمنصب فحالته وخصوصاً مع امرأته لا تسمح بإسناد مثل هذه الوظيفة إليه في هذه الظروف، ومن جهة أخرى فإني يئست من جعله يلقي عناية عظيمة إلى الأعمال الـموكولة إليه، ولعل السبب عائد إلى تربيته السياسية القديـمة. فهو قد أرسل إليّ كتابه في أخبار دار القضاء ولكن معلوماته جاءت ناقصة وتركتني في شكوك وانزعاج. إنه ذكر لي أنّ الـمستنطق قد استمع إلى شهادة إميل لـحود وشهادة الدكتور دبغي ولم يذكر لي ماذا كان نوع الشهادات خصوصاً لـحود فهذا الرجل مديون لنا بجميل كبير معنوي ومادي. والأمين قبرصي لا يبدي في كتابه رأياً في الأعمال ولا فكرة سياسية تدل على أنه يدرس الـموقف بتفكير عميق، فهو يكتفي بالقول إنّ أصحاب الـمسؤوليات يرفعون تقاريرهم إلى الـمجلس الأعلى. وإني مسرور لأنّ إسناد أعمال الإذاعة إلى شخص آخر سيبقي قسماً من الوقت للاهتمام بالشؤون الأخرى الكثيرة.
الـمدرسة: إنّ الاكتشاف الذي وقف عليه منير حسن ويجب بذل كل مجهود لتحقيق هذا الـمشروع.
التدريب: يذكر التقرير شيئاً عن الشوير والقويطع ولا ذكر للشويفات، فلماذا؟ وإذا كان صلاح [الشيشكلي] قد عاد فيجب تـمديد الـمشروع إلى العلوييـن بعد اجتماع يعقده أركان التدريب ويوحدون فيه الـخطط. وإذا كانت البطاقة الـمرسلة إلى وليم حقيقية، فمتى أصبح الشخص حراً يكلّف هو أيضاً بتهيئة ناحية. أما الأوراق فأريد نسخة كاملة منها جميعها، لأني أريد تطبيق هذا النظام في الـمهجر أيضاً، وقد أتـمكن من طبع التعاليم في كتاب. ويـمكن أن يعمل معك في النسخ حلمي [معلوف] وفوزي [معلوف]. والنسخ الباقية عندكم يجب ألا تفقد ويجب الاحتياط للطوارىء عند النسخ، والأفضل أن يجري ذلك في البرية أو عند بعض الأقارب. ويرسل رئيس الدائرة التنفيذية في الـمكتب الـمختص كلمة إلى صاحب البطاقة يبلغه فيها تقديري لتضحيته، وأني لا أتخلى عن العامليـن الـمخلصيـن.
رحلة الزعيم: كتبت إليك أمس في صدد هذا الـمشروع، وأزيد الآن إنّ التعميم يجب أن يحتوي على ذكر عزم الزعيم على القيام برحلة في الـمهاجر السورية حالـما تتم التهيئة، وإنّ الزعيم يقدّر أنّ التدابير التي سيتخذها الـمنفذون العامون والـمسؤولون ستستغرق نحو شهر عدا عن وقت الـمراسلات، فيكون الـمنتظر أن تـجيء الرحلة في أوائل الـخريف. وهذا الأمر يجب ألا يعلن في الـجرائد الآن ولكن يـمكن وضع الصيغة لهذا الإعلان بشكل بلاغ من عمدة الإذاعة، ويـمكن أن يرسل منذ الآن إلى الـمنفذين العاميـن فيحتفظون به لـحين صدور الإشارة بإذاعته، أو أن يبقى في دوائر الـحزب ويرسل فيما بعد، لأنّ هذا البلاغ يجب أن يتضمن الـمراحل ونقاط البرنامج، وهذه الأمور يحسن أن أهتم بها بنفسي حالـما تأتيني الكتب الـمنتظرة من الولايات والشاطىء الذهبي والـمكسيك. فيكون على مكتب عبر الـحدود إرسال تعميم أوّلي إلى الـمسؤوليـن يعلمهم فيه أنّ الزعيم يفكر في زيارة الـمهاجر السورية في هذا الـخريف، وأنه عليهم أن يهيّئوا الـجو لهذه الرحلة في الأوساط من غير ضجة. وليس من الضروري أن يذكر في تعميم عبر الـحدود أني قد خرجت من البلاد، بل لتوضع الصيغة كما لو كنت أفكر في السفر من الوطن. ويتضمن هذا التعميم إشارة إلى الـمسؤوليـن بأنّ موعد الرحلة والبرنامج يصل إليهم فيما بعد، وبأن يكونوا رصينيـن متحفظيـن.
أما أمر مرافقتي فلست أشك في كثرة الذين يتمنونها، ولا أزال أفكر في اصطحابك أو اصطحاب الأميـن [نعمة] ثابت معي، وسأحتاج إلى شخص آخر أيضاً، وإنّ فكرة اصطحاب معروف حسنة. وأما حنا خوري فهذا كان قد وردني منه كتاب قبيل مغادرتي بيروت وبقي الكتاب معي وعنوانه، وقد كتبت إليه منذ أكثر من أسبوعيـن على ما أعتقد، وسأرى ما يكون جوابه.
أحب أن تبحث مسألة مرافقتي في الـمجلس الأعلى لترجيح ما إذا كنت أنت أو الأميـن ثابت سيرافقني مع معروف على الأرجح، إذا كان يقدر أن يقوم بنفقته. وكنت قد كتبت إليك بشأن الشخص الذي يقول منفّذ دمشق إنه مستعد لـمرافقتي ووضع مئة ليرة إنكليزية في هذا السبيل فيجب الاهتمام بهذا الأمر وإعطائي الـجواب سريعاً. وحين بحث الـمجلس الأعلى أمر مرافقتي يجب النظر في الـحاجة إلى بقاء من يتمكن من العمل في الوطن أثناء الغياب.
أنيس فاخوري: إنّ ترشيح فاخوري لتسلّم الداخلية حسن، ولكن يجب النظر في قضية هامّة، وهي أنه قد آن لأنيس أن يندم على الكتاب الذي وجّهه إليّ وأدى إلى تـجريده من رتبة ومركز كان يكون جديراً بهما. فليطلب منه إرسال كتاب إليّ أو إلى الـمجلس الأعلى يعلن فيه ندمه على كتابه الـمذكور، ويعترف بأنه كان مخطئاً ويطلب الصفح، فإذا فعل أمكن أن تعاد إليه رتبة الأمانة. وهو يجب أن يقدّر هذا الأمر ويعرف أهميته.
إستخبارات شرق الأردن: كان يجب أن تبقى في الـمكتب الـمختص لتنظيمها ووضع الأوراق اللازمة لها فتكون مرجعاً. فإذا لم يكن عند الـمكتب الـمختص نسخة منها فاذكر لي ذلك لأنسخها وأعيدها إليه.
الـجرائد: وردتني الرزمتان الـمرسلتان دفعة واحدة أمس. وأحب أن يتابع إرسال الصحف إليّ فإنها تفيد كثيراً في الاستعداد للحملة. وبهذه الـمناسبة أكرر طلب الـمجموعات الإخبارية التي كانت موزعة على بعض الأفراد لترتيبها. وكنت قد وعدتني باستعادتها منهم. فهذه أريد الـحصول عليها، كما أريد الـحصول على التصريحات الأخيرة في صدد الوحدة العربية التي أعطيت في مصر. وكان قد بقي في غرفتي مجموعة صغيرة من الـخطب والـمقالات فإذا كانت لم تُفقد فأحب أن ترسل إليّ، وإذا كانت فقدت فأحبّ أن ترسل إليّ مجموعة من خطبي ومقالاتي ونشرات الـحزب الإذاعية. وكذلك أريد مجموعة كاملة من النهضة. ويا ليت عندي أحد هنا لترتيب هذه الأمور فإنّ دائرتي ستتسع هنا حتماً.
رحلتي أيضاً: ذكرت لي أنّ معروف [صعب] والدويك كانا يفكران في الـحصول على رخصة مني للقيام بجولة في الـمهجر لتنظيمه. وأنا أذكر أنّ يوسف البحمدوني كان عرض مثل هذه الفكرة. ثم عرض عليّ مثل هذا الأمر عزيز حديد، وهذا الأخير كان مستعداً للقيام بنفقة سفر شخص آخر، ولكنه لـمّا علم أني أميل إلى إرسال الأميـن ثابت على رأس هذه البعثة أو القيام بها بنفسي وجّه أفكاره إلى شيء آخر وتهرّب من العمل في هذه الناحية!
ونحن لنا اختبار في الأميـن معروف ونثق به بناءً على اختبارنا إياه، أما الدويك فلا نعلم شيئاً من أمره ومراميه. فهو قد دخل الـحزب سراً في الصيف الـماضي وسافر إلى العراق. وعند سفر الأميـن صعب في الفرصة حمّلته تكليفاً سياسياً إلى السيد الدويك الذي طلبت منه القيام بـمهمة معيّنة وأن يراسلني في صددها، ولكنه لم يرسل كلمة واحدة تشير إلى شيء من العمل وحتى الآن لم يردني شيء منه. فنحن نثق به الثقة التامة الـمبدأية ولكن يجب عليه أن يحوّل هذه الثقة الـمبدأية إلى ثقة ثنوية عملية إذا كان يريد فعلاً القيام بخدمة كبيرة لقضيته.
وهو يـمكنه ذلك بالاضطلاع ببعض الأعباء في الوطن التي تظهر لنا مقدار شجاعته ورباطة جأشه ومقدرته وإخلاصه وغير ذلك من الأمور التي يجب أن يبرهن عليها من كان يطمح بلعب دور خطير. أما الشهرة في الـمهجر فهي من أسهل الأمور فتفويض من الزعيم كاف لأن يصير فرداً كجورج حداد رجلاً خطيراً في عالم السياسة حتى ينعت بالرجل «النافذ الكلمة» في الـحزب.
ومثل هذه التجارب يجب ألا يتكرر. ومـما لا شك فيه أنّ بعثة إلى الـمهاجر هي سفارة خطيرة وخطرة جداً. لا أريد هنا إثارة شك في أحد، ولكني أقول إنّ الـمؤهليـن للأعمال يجب أن يتطوعوا للقيام بها أينما وجدت، لا أن يبدو رغبات في القيام بـمهمات معيّنة فالطريق إلى فوق تبتدىء من تـحت. والزعيم نفسه كان أول من تـمشى على هذه القاعدة التي وضعها. والـحزب كله يقوم على هذه الفلسفة، فلسفة الابتداء من الأساس.
وها هي مسألة منفذية الشوف والعرقوب تكون قضية يجب حلها والدويك من العرقوب. فهل يقبل بتولي الـمنفذية هناك أو في الـمتـن. أو هل هو مستعد ليظهر لنا فهمه قضية الـحزب وكيفية معالـجتها بالقيام بأعمال إذاعية كتابية أو خطابية، سياسية أو قومية؟ إنّ مجال العمل واسع جداً للذين يريدون أن يعملوا فليتقدموا. وأريد أن تكلّف وكالة الإذاعة بـمخابرة الدويك ومعرفة ما يستطيع أن يفعل. والأشخاص يـمكن أن ينموا مع نـمو الـحركة لا فوقها.
إني أميل الآن إلى ترجيح اصطحاب الأميـن ثابت للأسباب التي ذكرتها لي، ولأن الـجامعة يجب أن تصبح مركز قوة فكرية عظيمة للحزب ولذلك يحسن أن تظل فيها عناصر فكرية - روحية قوية. فيكون على الأميـن ثابت أن يستعد منذ الآن ويتخذ جميع الاحتياطات للظروف الـمفاجئة، كما فعلت أنا. وقد وافقت مبدئياً على فكرة اصطحاب معروف أيضاً فليستعد هو أيضاً وينتظر إشعاراً آخر. وهنا أكرر وجوب الاتصال السريع بـمنفذية دمشق في صدد الشخص الـمشار إليه.
ويترجّح عندي الـميل أن أجعل هدفي الأول الولايات الـمتحدة فالـمكسيك نظراً للظروف، ولأن الـحملة يجب أن تبدأ حيث الـحشد أكبر. ولذلك أريد من لـجنة الـمدرسة القومية أن تسرّع أعمالها وتنجز بعض الأمور الرئيسية وتضع كلمة حول برنامجها وإذا استؤجرت البناية أو البنايات فلتأخذ صوراً منها وبعد كل ذلك لكي يكون زوادة عملية في هذه الرحلة.
ويـمكنكم أن تفكروا في وضع إذاعة إلى الأعضاء في الوطن عن رحلة الزعيم ومرماها وفوائدها كما يذكر التقرير.
شفيق: إنّ الـملاحظات التي أبديتها فوق بشأن الدويك يجب أن توجه إلى شفيق أيضاً. وقد قلت لك في رسالة سابقة إنّي أتوسّم في هذا الشخص خيراً، وأود أن تقرّبه إليك وتطلعه على بعض الدقائق السياسية العامة وخطورة مركز الأمة والوطن، وتبحث معه في مختلف النواحي التي يحتاج فيها الـحزب إلى رجال عملييـن. وإذا أمكنك أن تدعوه ليقضي بعض أيام الصيف معك فعلت حسناً.
مديرية برليـن: سأكتب إلى الـمدير وأجيبه على رسالته الـموجهة إليّ. أما اسبيردون [ديب] فيمكن الركون إليه واستخدامه في بعض الـمسائل، فهو جدّي ومهتمّ ومخلص ودقيق في النظام، وقد يكون اكتسب في الـخارج اختباراً يزيد في مؤهلاته للعمل، ويـمكن أن يظل من أفراد الفرقة السرية.
جبران [جريج]: ما زالت مسألة الـجريدة نائمة فيمكنه أن يقبل وظيفة منفّذ، إما للمتـن وإما للشوف، لأنّ سياسة الـحزب في تنظيم الـمناطق يجب أن تنفّذ بحذافيرها، إذ لا يـمكن الاعتماد على قوة الـحزب إلا إذا كانت الـمناطق منظمة وأعمالها متمركزة.
الـمجلس الأعلى: يجب البحث في جلسة رسمية في أمر الاحتياط للطوارىء، وإنكار وجود الـمجلس في حالة شهادة أو استنطاق أو غيره، وتبليغ مجلس الوكلاء وجميع الـمسؤوليـن والـمطّلعيـن أنه في حالة البحث عن الـمجلس الأعلى يجب عليهم إنكار وجوده وإبداء جهلهم أي شيء من أمره.
وثائق ومستندات: أحب الـحصول على نسخة من مقررات مؤتـمر قرنايل، وبطاقة عصبة العمل القومي التي فيها «مبادئها» الـمنسوبة إلى هذا الـمؤتـمر، وميثاق الكتلة الذي أعلن في أربعيـن هنانو، وقانون «مكتب فخري البارودي للدعاية والنشر»، وقانون «الـمكتب العربي القومي للدعاية والنشر». ويجب الاحتياط لإرسال ما قد أطلبه من الوثائق مع الشخص الذي سيأتي لـمرافقتي.
نـجيب: يحسن تقريب نـجيب أكثر وإطلاعه على حراجة مركز الأمة والوطن، وتكليفه القيام ببعض الـمهمات. فجميع الـمخلصيـن القادرين يجب أن يقوموا بواجبهم وبـما يـمكنهم في هذه الظروف لإنقاذ الـموقف.
كتاب الأميـن قبرصي: في كتاب الأميـن قبرصي الأخير رواية خصوصية عما سمع عن لسان الـمستنطق في صدد عزم الـحكومة على «إبادة الـحزب». والأميـن قبرصي يقلل كثيراً من أهمية هذا الكلام، فهو لا يريد أن يعتقد بخطورة الـحالة وإن كانت تنقصه جميع الأسباب لاتخاذ هذا الـموقف.
معنوية الـحزب: لذلك يجب الاهتمام كل الاهتمام بـمعنويات الـحزب وتنفيذ الـخطة التي كان الـمجلس الأعلى قد قرر اتخاذها في الـجلسة الأولى. والاستعداد للطوارىء. وفي هذا الصدد أذكر خطة مثلثة الأضلاع كنت قد ذكرتها للأميـن [جورج] عبدالـمسيح قبيل سفري، فهذه يجب الاهتمام بها بجد من قِبله وقِبل رئيس الدائرة التنفيذية في الـمكتب الـمختص والشخص الآخر الذي حدثته عنه.
نشوء الأمـم: أرجو أن يكون فخري [معلوف] قد أرسل إلى الـمهجر نسخاً كافية، خصوصاً إلى الولايات الـمتحدة والـمكسيك والبرازيل، فضلاً عن النسخ الـمطلوبة للشاطىء الذهبي. فإن سبق الكتاب رحلتي يكون تـمهيداً جميلاً لها. وقد أرسلت إليه في البريد السابق تفويضاً يخوّله التصرف بالكتاب وقبض الـمال العائد من جميع الـمصادر.
مرافقتي: إذا جزمت نهائياً بأن يرافقني الأميـن صعب أيضاً، وجب عليه أن ينال نصيبه من التدريب القومي، وأن يأخذ دروساً خصوصية من قيادة التدريب في كيفية التصرف في حضرة الزعيم وحين مرافقته. وهكذا الآخرون.
جواب طرابلس: مرسل مع هذه الرسالة جوابي على الرسالة الواردة إليّ بواسطتك من طرابلس، فليرسل بالطريقة التي جاء فيها بعد الاطلاع عليه، إذ فيه ملاحظات إذاعية يجب نسخها والاستفادة منها في الإذاعة، خصوصاً ملاحظتي على مهمة الـخطابة الشعبية والإذاعة الداخلية. ويجب ختم الـمغلف بعد قراءة الكتاب والاستفادة مـما ذكرت. مرسل أيضاً كتاباً إلى الأميـن [مأمون] أياس.
سلامي للجميع، ولتحيى سورية!