سيدي العقيد،
منذ بضعة أيام، طالعت في مجلة »الصياد» ما نشره صاحبها الأستاذ سعيد فريحه من حديثكم معه ومع البعض من زملائه رجال الصحافة في لبنان، على مائدة غداء، هذا الـحديث الذي بسطتم فيه بالصراحة والصدق اللتين تتصف بهما أحاديثكم، موقفكم من مختلف شؤون البلاد وقضاياها، والذي عرج خلال تشعبه، على ذكري شخصياً وذكر العقيدة القومية الاجتماعية التي أؤمن بحقيقتها كل الإيـمان.
وليسمح لي، سيدي العقيد، إزاء عبارات الـمودة والثناء التي تلطف بها علي في معرض استشهاده بشخصي، أن أزجي إليه عميق شكري، وهو كل ما أملك على هذا التقدير السامي وقد حل في نفسي محله اللائق من الاعتزاز والامتنان.
وإذا كانت كلمات التقدير والتشجيع، صادرة عنكم، تركت في نفسي هذا الأثر الذي لا يـمحى من الاعتزاز والامتنان فلست أكتمكم أنه قد حز في صميمي أن أرى الـمباديء، التي أدين بها والتي بها ومن خلالها تكون وعيي وإدراكي بل ويتحقق كل معنى وجودي، ما زال فهمها يساء وحقيقتها مغلقة- حتى على من عطف عليها- يستأثر الشائعات والأباطيل التي حاكتها ألوان الدعاوات الـخارجية الـمغرضة ونفثتها ضروب الـمصالح الـخصوصية النفعية الداخلية لـمنع شعاعها من النفاذ إلى القلوب والعقول.
سيدي العقيد،
في مثل هذا اليوم، الأول من آذار يحتفل تلامذة »سعاده» »أمثالي» الأوفياء لتعاليمه، الأمناء على مبادئه بذكرى ميلاده العظيم.
وأن من حق الـمعلم علي، ومرجع ظفري بـمحبتكم وتقديركم اللذين أشرتـم إليهما في حديثكم مع الصحفيين اللبنانيين، هو إلى مدرسته وتعاليمه وقوته وتوجيهه، أن من حق الـمعلم علي، في ذكرى ميلاده، أن يأتي تعبيري عن وفائي له ومساهمتي في الاحتفال بذكرى ميلاده، خطابا مفتوحا إليكم أبسط فيه ما لقنني إياه الـمعلم وأوضح حقيقة رسالته السورية القومية الاجتماعية كما شرحها عساني أن أوفق إلى أن أجلو صورته على حقيقتها فأفي حق من أنا مدين له ولـمدرسته بكل خير وجمال ووعي في نفسي.
وإذا كنت في محاولتي جلاء صورة سعاده على حقيقتها كما برزت خلال تعاليمه وشروحه وخطبه ومحاضراته ومقالاته وسيرته التي طبق فيها ما قاله ودعا إليه، سأقصر اهتمامي على إيضاح موقفه من العروبة أو بالأحرى التحدث عن عروبته فلأن ما أثير حول رسالته من افتراءات وأضاليل تتهمها تارة بـمحاربتها للدين في حين هي تـحارب لتنزيه الدين من كل زيف واستغلال ومتاجرة بـمقدساته بالقضاء على العصبية الطائفية الـمخربة وعلى مستثمريها وتـجارها وترجف حولها تارة أخرى ضلالة التعاون مع الأجنبي- فهو آنا ألـماني وآنا طلياني وأخرى بريطاني وطورا أميركاني وأحياناً افرنسي أو اسباني و.... وغير ذلك، في حين أنها، توجيهاً ودعوة وسلوكاً وعملاً، حرب على كل دعاوة أجنبية، وبناء لاستقلال الأمة النفسي –الفكري- الـمناقبي- الاجتماعي- السياسي بتأمين مقومات هذا الاستقلال موحدة في وحدة قومية اجتماعية تضم شتات الأمة وأجزاءها، وعقلية مناقبية قومية اجتماعية لا أثر فيها للنزعات الفردية والأنانيات الـمصلحية، إذ كنت سأقصر بحثي على عروبة سعاده دون باقي سلسلة الافتراءات والأضاليل التي تعرض وتعرضت رسالته لها فلأن الدعاوات الأجنبية وأحزاب الـمصالح وتكتلات النفعيين تـجار الوطنية والقومية والدين ما زالت تعتمد في أكثر دسها وافتراءاتها على سعاده على »حربه للعروبة»، وسلاحها في التغرير والايهام اقتصار إسم حركته السورية القومية الاجتماعية على إسم أمة واحدة من الأمـم العربية كونها لم تقل بقومية عربية واحدة بل شددت على القومية السورية لأمة الهلال السوري الـخصيب.
العروبة، في حقيقتها، شعور قوي طاغ بتساند أجزاء العالم العربي وتآخي أبنائه ورغبة نفسية عميقة في ضرورة توحيد اتـجاهاته وتأمين تلاحم قواه وتضافر امكانياته ولا معنى للعروبة وراء ذلك.
ولست أريد أن أبين الأثر الذي كان لأساليب التعسف التركي ومحاولات التتريك العنصرية في حفز هذا الشعور وتوليد هذه الرغبة ولا ما لهدهدة التاريخ الغابر والـمجد التليد من تأثير في إنـماء هذا الإحساس القومي النامي.
كما أنني لست أريد أن أبحث، الآن، في عوامل هذا الشعور وهذه الرغبة الاجتماعية – السياسية – اللغوية- الدينية، ما دمت سأعالج وجهة نظر سعاده في هذه العوامل، وحسبي أن أسلم بحقيقتها التي لا ينكرها أي مكابر واستثني من ذلك فئة ضئيلة ضالة، عماها التعصب الطائفي في الساحل من بلادنا، تريد أن تدفع بجزء من أجزاء بلادنا إلى الإنكماش عن كل ما يتنافى مع الـحقد والهوس والعصبية الطائفية.
فأين هو سعاده من العروبة من هذا الشعور القوي الطاغي بتآخي أبناء العالم العربي ومن هذه الرغبة الـملحة في توحيد جهوده، هل شارك فيهما وكيف عبرت رسالته عن هذه الـمشاركة؟
في تعاليم رسالة سعاده وحركته، في هذه التعاليم التي تؤلف عقيدة أتباعه القومية الاجتماعية وكلنا يعلم ماذا تعني العقيدة لدى القوميين الاجتماعيين ومدى ايـمانهم بها ونوعه وكيفية استمساكهم بكل ما ورد فيها. في هذه التعاليم الواضحة العلنية التي اتخذ الـمضللون من عنوانها السوري القومي الاجتماعي واسطة لبث أراجيفهم حول عداء الـحركة السورية القومية الاجتماعية للعرب والعروبة نص واضح صريح لا لبس فيه ولا غموض، نص يقول منذ أن وضعت التعاليم في كتيب متحديا ساخرا بكل تهمة وافتراء وتضليل.
»إن غاية الـحركة السورية القومية الاجتماعية بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تعيد إلى الأمة السورية حيويتها وقوتها والسعي لإنشاء جبهة عربية.»
وبعد أن تـحدد التعاليم معنى بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تعمد إلى تـحديد معنى إنشاء جبهة عربية فتقول:
»إن إيجاد جبهة من أمـم العالم العربي تكون سداً ضد الـمطامع الأجنبية الاستعمارية وقوة يكون لها وزن كبير في إقرار الـمسائل السياسية الكبرى، هو جزء متمم لغاية الـحركة السورية القومية الاجتماعية السياسية من الوجهة الـخارجية، إن الذين يعتقدون أن الـحزب السوري القومي الاجتماعي يقول بتخلي سورية عن القضية العربية، قد ضلوا ضلالاً بعيداً.
»إن سورية هي إحدى الأمـم العربية وأنها هي الأمة الـمؤهلة لقيادة العالم العربي».
»إننا لن نتنازل عن مركزنا في العالم العربي ولا عن رسالتنا إلى العالم العربي ولكننا نريد قبل كل شيء أن نكون أقوياء في أنفسنا لنتمكن من تأدية رسالتنا. يجب على سورية أن تكون قوية بنهضتنا القومية الاجتماعية لتستطيع القيام بـمهمتها الكبرى.
»إن الـحزب السوري القومي الاجتماعي يرى سلك طريق الـمؤتـمرات والـمحالفات التي هي الطريق العملية الوحيدة لـحصول تعاون الأمـم العربية وإنشاء جبهة عربية لها وزنها في السياسة الانترنسيونية».
هذا ما جاء في نص تعاليم الـحركة السورية القومية الاجتماعية التي يتخذها القوميون الاجتماعيون إيـماناً لهم ولعائلاتهم وشعاراً لبيوتهم وخطة وسلوكا لتوجههم وتـحركهم ومعنى كاملاً لوجودهم.
لقد دعم سعاده، في تعاليمه، العروبة من حيث كونها شعوراً بالتآخي ورغبة في وحدة الـجهود، ومتنها وقواها في نفوس تلامذته وأتباعه بإيضاحه أن سورية أمة عربية هي إحدى الأمـم العربية فهي تشترك بصفة العروبة مع بقية الأمـم العربية: إنها أمـم شقيقة تؤلف فيما بينها عالـماً خاصاً يتميز عما سواه من العوالم أو الأمـم ثم بتوكيده على ضرورة إنشاء جبهة عربية وعلى ضلال التوهم بإمكانية تخلي سورية عن القضية العربية وبإيضاحه الطريق العملية الوحيدة لـحصول تعاون الأمـم العربية وإنشاء جبهة عربية لها وزنها في السياسة الدولية وذلك بسلك طريق الـمؤتـمرات والـمحالفات.
غير أن تعاليم سعاده لم تقتصر على دعم العروبة من حيث طبيعتها كشعور بالتآخي والتعاطف ورغبة في توحيد القوى وتلاحم الـجهود بل تعدت في نطاق الشعور والرغبة كل حد بأن أخذت على نفسها مسؤولية كبرى هي مسؤولية إنهاض العالم العربي وقيادته.
إن شعور سعاده العربي الـمتأجج وأن تـمثله لشعور أمته القوي النامي كل ذلك دفع به إلى أن يلزم رسالته ويلزم أمته لا بالنهوض بنفسها فحسب، بل بـمسؤولية إنهاض العالم العربي كله.
إن على أمته رسالة إلى العالم العربي بل أن رسالة أمته ومهمتها الكبرى هي رسالتها إلى العالم العربي ومسؤوليتها تـجاهه بالنهوض به وقيادته.
لست أدري إذا كان يـمكن اعتبار هذا الشعور بالـمسؤولية تـجاه العالم العربي، تجاه كل أمة أو شعب فيه، تـجاه كل قطر من أقطاره، لغير ما يجب اعتباره به، تعبيراً عن شعور واع مسؤول مدرك قوي عنيف جارف، تعبيراً عما يكنه الفؤاد وينبض به القلب ويتحلى منه الفكر من محبة شاملة كاملة للشقيق وعالم الأشقاء وتـحسس مرهف دقيق بـمساعدة الأخوة العربية وخدمتها وتنميتها وتفكير واع بوضع النفس وقواها وامكانياتها، بعد اطلاقها إلى أقصى مداها وفعاليتها، في خدمة الشقيق وخدمة عالم الأشقاء والارتقاء بهذا وذاك للتمكن من إنشاء العائلة القوية القادرة على الصمود في وجه الزعازع والأخطار..والأعاصير.
هذه الـمحبة الكلية، هذا الإلزام بالعطاء السمح اللامتناهي للعالم الذي نحن منه وله هذا الاهتمام بتنمية امكانيات العطاء ليأتي العطاء على ما ينبغي أن يأتي عليه من كمال وقوة وحيوية ونفع هذه الـمحبة وهذا العطاء يلزم بهما »سعاده» أمته في تعاليمه لأنهما جزء من شعورها ووجه من حقيقتها ومهمة كبرى من رسالتها، رغم هذا فقد وجد في هذه الأمة من يعتبرهما »عداء» للعرب والعروبة، بغية الـمتاجرة بالعاطفة العربية واحتكار حق الادعاء بها.
ولو وقف هذا التضليل عند التجار والـمضاربين في بورصة عواطف الشعب وشعوره لهان الأمر، لأن الشعب في وعيه اكتشف ويكتشف الأدعياء والتجار والـمستغلين ولكن حملة التضليل نفذت- ويا لغرابة القدر- حتى إلى قلوب الصادقين الـمخلصين وعقولهم فصرفتهم عن رؤية حقيقة تعاليم سعاده وحقيقة رسالته.
إن شعور سعاده وشعور رسالته العربي الـمتأجج، لم تـحدده التعاليم السورية القومية الاجتماعية فحسب، التي تؤلف عقيدة القوميين الاجتماعيين وقاعدة سلوكهم ونشاطهم بل عبرت عنه خطب الـمعلم وتوجيهاته في كافة الـمناسبات وشتى الـمواقف.
ففي عام ألف وتسعماية وأربعين وفي بونس آيرس عاصمة الأرجنتين خاطب سعاده النزالة السورية فيها وخاطب رفقاءه وتلامذته، في أي مكان هم، وخاطب أمته السورية بقوله:
»أن هؤلاء السوريين الـمنادين »العروبة! العروبة!» والذين لم يفعلوا شيئاً لا في سبيل أمتهم ولا في سبيل العالم العربي يدّعون باطلاً أن الـحركة السورية القومية الاجتماعية عدو للعرب وللعروبة. أنهم هم أعداء العرب والعروبة الـحقيقيون بـما يثيرونه ضد نهضة الأمة السورية التي هي في مقدمة أمـم العالم العربي.
»إننا نحن السوريين القوميين الاجتماعيين نوجه كل قوانا فيما يختص بالـمسائل القومية إلى أهداف أمتنا نحن. أما فيما يختص بالـمسائل الـمتعلقة بالعالم العربي كله فإني أعلن أنه متى أصبحت الـمسألة مسألة مكانة العالم العربي كله تـجاه غيره من العوالم فنحن هم العرب قبل غيرنا، نحن جبهة العالم العربي وصدره وسيفه وترسه، نحن حماة الضاد ومصدر الاشعاع الفكري في العالم العربي كله».
ويردد سعاده في النزالة السورية في الـمغترب بعد ذلك بعامين الـمعنى نفسه فيقول »أن الـحركة السورية القومية الاجتماعية تقول بتوحيد جبهة الشعوب العربية ما أمكن. أما غيرة هذه الـحركة على كرامة العالم العربي وتعاون أقطاره فأمر ثابت في صلب تعاليمها وأني أعيد القول أنه متى كان الـموقف متعلقاً بكرامة العالم العربي كله فنحن هم العرب قبل غيرنا، نحن جبهة العالم العربي وسيفه وترسه، نحن حماة لغة الضاد ورافعي لوائها».
وحين عاد سعاده عام ألف وتسعماية وسبع وأربعين من مغتربه القسري وفي أول خطاب له في حشود القوميين الاجتماعيين الذين توافدوا لاستقباله خاطبهم بقوله:
»أنتم، أيها القوميون الاجتماعيون، انتصرتـم على إشاعة أخرى باطلة وهي أن القوميين الاجتماعيين هم أعداء العرب والعروبة وإذا كان في العالم عروبة حقيقية صحيحة فهي عروبة الـحركة القومية الاجتماعية.
ما هي هذه الـجامعة العربية التي تـمثل العالم العربي اليوم أهي فكرة العروبيين الـخياليين الوهميين الذين يريدون امبراطورية عربية ووحدة قومية عربية أم هي تطبيق لـما نادت به مبادؤكم من ايجاد جبهة من الأمـم العربية تكون سداً ضد الـمطامع الأجنبية الاستعمارية وقوة يكون لها وزن في إقرار الـمسائل السياسية الكبرى وتكون الوسيلة الفعالة لتحقيق ارادات هذه الأمـم كلها.
»الـجامعة العربية، اليوم، هي محاولة تـحقيق لـما نادى به الـحزب السوري القومي الاجتماعي فكنا نحن أصحاب العروبة الـحقيقية وكان غيرنا أصحاب العروبة الباطلة».
لقد أكد سعاده لتلامذته انتصارهم في أنفسهم على الشائعة الباطلة من »عداء للعرب والعروبة» لأنه يعرف أن الشعور العربي الـمتأجج هو في كل منهم ما داموا يعبرون عن نفسية أمتهم وإرادتها وقوتها ويعرف إن شعورهم العربي هذا وجد التعبير العملي عنه في الـمبادئ السورية القومية الاجتماعية وأن »نشأتهم وعقيدتهم واتـجاههم في عروبتها» تـجد كمالها وتـمامها في العقيدة السورية القومية الاجتماعية.
وقد يتساءل متسائل فيم، إذن، لا يشارك السوريون القوميون الاجتماعيون الآخرين ما دام شعورهم هو هذا وما دامت ارادتهم ورسالتهم هي في قيادة العالم العربي والنهوض به وما داموا يشعرون أنهم منه وله أن كل مساس بكرامته أو كرامة أي جزء منه هو مساس بهم ذلك أنهم هم العرب قبل غيرهم، فيم إذن تصر العقيدة السورية القومية الاجتماعية على اعتبار العالم العربي عالم أمـم وعلى اعتبار بيئة الهلال السوري الـخصيب وطناً خاصاً متميزاً والسوريون أمة تامة!
ألا يتناقض هذا الإصرار مع الشعور العربي الذي عبرت عنه التعاليم أن للذين يتوهمون وجود تناقض بين التمسك بحقيقة الأمة السورية التامة وبين العمل للقضية العربية أن يتساءلوا بل وأن يـمعنوا في التساؤل إلى درجة التردد بين أي من الاثنين ينبغي تصديقه، أهو الشعور العربي الـمتأجج تفيض به التعاليم السورية القومية الاجتماعية وخطب سعاده وتوجيهاته؟ أم الـحرص على تـحديد الوطن بحدود تـميزه عن العالم العربي وتـحديد الأمة بـما يـميزها أيضاً عن سائر العرب سكان العالم العربي؟
أما نحن فلا نريد أن نستشهد على ضلال هذا الوهم، بـما أبدته وتبديه مصر الشقيقة الكبرى من اهتمام، ولو متأخراً، بقضايا العالم العربي وشؤونه.
فوعي الـمصريين لـحقيقتهم الـمصرية ووحدتهم القومية في وادي النيل، على اختلاف الأحزاب الـمصرية وتنوع نزعاتها واتـجاهاتها وتدليل هيئة التحرير الـمصرية وليدة الثورة على الفساد، على نفس هذا الوعي لـحقيقة الأمة الـمصرية الواحدة الـموحدة في وادي النيل، فيما نصت عليه مبادؤها الـجديدة، أمر ثابت لا يحتمل النقاش ولم يـمنع الـمصريين من الاهتمام ومتابعة الاهتمام والنشاط في سبيل القضية العربية.
ومع ذلك فنحن لا نستشهد بهذا، للتدليل على وهم قيام التناقض بين وعي واقع الأمة السورية وبين حتمية عملها لعالـمها العربي، لأن في السياسة الـمصرية ثغرات يـمكن للمتوهمين بحتميه التناقض اتخاذها حجة لاثبات أوهامهم.
هذه الثغرات في السياسة الـمصرية، كانت وليدة عدم اكتمال النضج والوعي وكما سبقت التعاليم السورية القومية الاجتماعية في نصها على ضرورة العمل للقضية العربية اهتمام الـمصريين بهذه القضية بائثنتي عشر عاما كذلك دللت التعاليم السورية القومية على تـمام نضجها ووعيها حين نبهت إلى أن تقوية العالم العربي والاهتمام بإزالة كل ما يـمكن أن يسبب لأية أمة من أمـمه التفسخ والضعف هو جانب من جوانب العمل القومي الـمحتم وهو السبيل لإنشاء جبهة عربية قومية فعالة.
ولعل هيئة التحرير الـمصرية، في تـمثيلها لوثبة مصر الـجبارة، تتلافى أخطاء السياسة العربية الـمصرية، فلا تساعد على إبقاء أمـم العالم العربي في وضعها الـمتفسخ الـمجزأ، بل تؤيد وتهتم في قضية توحيد كل منها لنفسها تأييد السوريين القوميين الاجتماعيين الـمطلق واهتمامهم بوحدة وادي النيل وبهذا تتجه مصر الاتـجاه الـمصري القومي الصحيح كما تريد وتعمل التعاليم السورية القومية الاجتماعية لسورية أن تتجه نحوه.
لم يتخرج »سعاده» إذا في رسالته السورية القومية الاجتماعية من النص على وحدة الأمة السورية وحقيقتها، من تـحميل هذه الأمة، بالذات، مسؤولية النهوض بالعالم العربي وقيادته لأنه لا يرى في الأمر مجالاً للتوهم بالتناقض ولأن الرسالة السورية القومية الاجتماعية التي هي كل لا يتجزأ ووحدة لا تقبل الانقسام لا تعتبر حقيقة الأمة السورية إلا من ضمن عملها لعالـمها العربي للنهوض والارتقاء به، لدعمه وتقويته، للدفاع عنه، وقيادته في جبهة عربية قوية لها وزنها في إقرار الـمسائل الانترنسيونية.
وأما لـماذا يصر، ما دام هذا هو شعوره، على اعتبار الهلال السوري الـخصيب ونـجمته جزيرة قبرص بكل ما اقتطع منه في كيليكية واسكندرونة وفلسطين وسيناء والعقبة وطناً واحداً مـمتازاً لأمة مـمتازة فأمر يستدعي أن نحلل مرتكزاته وأسبابه.
يقول سعاده في مقالة له بعنوان »حاربنا العروبة الوهمية لنقيم العروبة الواقعية».
»أن العروبة الواقعية التي تقول بها الـحركة السورية القومية الاجتماعية هي عروبة العالم العربي وهي تختلف كل الاختلاف عن عروبة »الأمة» العربية والقومية العربية.
»إننا واقعيون في الوجود نرى العالم العربي في واقعه لا في تخيلات الواهمين، والعالم العربي في واقعه عالم بيئات وشعوب وأمـم فلا نحاول إيهام الناس أنه يـمكن تـحويل هذه البيئات الـمختلفة والشعوب والأمـم إلى بيئة واحدة وشعب واحد وأمة واحدة بواسطة رابطة اللغة والدين أو بواسطة دخول كمية من الدم العربي فيما بين تلك الشعوب والأمـم من نحو ألف سنة ونيف أو بواسطة الطيارات والبواخر والقطارات.
في العالم العربي، عروبة تقول أن في العالم العربي أمـماً وشعوباً لكل منها خصائص ومقومات ووحدة حياة وإمكانيات فعلى كل أمة أن تعي وجودها وحقيقتها وأهدافها ومصالـحها وأن تنهض معتمدة على نفسها ثم تعمل على التعاون مع الأمـم الأخرى. هذه هي عروبة الـحركة السورية القومية الاجتماعية.
إن »سعاده» من خلال قوله هذا يريد أن يوضح أن شعوره العربي الـمتأجج لم يـمنعه من رؤية العالم العربي على حقيقته، منذ أن عرف الكون الانسان، عالم بيئات وشعوب يتمايز كل منها في مجريات حياته وخط تطوره الـحضاري وسيره وارتقائه.
وإذا كان هذا هو العالم العربي، على حقيقته، فلا لزوم لإجهاد النفس في ما لا طائل تـحته بل يـمكن ويجب، مع الاعتراف بهذه الـحقيقة، التوفيق بينها وبين الشعور العربي الـمتأجج.
لذلك أضحت رسالة الأمة السورية هي رسالتها إلى العالم العربي، رسالة ترقيته وانهاضه، رسالة تقويته وقيادته.
ليس من ضرورة لإجهاد النفس في خلق عصبية عنصرية والتحايل على العلم والتاريخ لاثبات وحدة النسب. فسيان كان هذا أم لم يكن، فإن أكذوبة الأمة السلالية الـموحدة النسب والعنصر قد تـحطمت والنازية خير شاهد على تـحطمها.
ليس من أمة في العالم موحدة السلالة، وأن الدم ونقاءه خرافة هزأت بها الإنسانية وسخر منها العالم الذي أثبت تـمازج العناصر واختلاطها في كل شعب على الاطلاق حتى البدائية منها في مجاهل أفريقيا وقبائل استراليا، فكم بالـحري ينطبق هذا الأمر على أمة الهلال السوري الـخصيب ملتقى القارات الثلاث الفريد من نوعه في العالم، التي هي مزيج متفوق مـمتاز لأرقى أنواع السلالات وأميزها.
وليس من حاجة إلى اختراع الكلمات الـمنمقة وصرف الـجهود التي تصبح والـحالة هذه عملية صادر بلا وارد في العرف الاقتصادي في التماس التعاريف التي توحد بين شعوب الاقطار التي فرقتها الطبيعة ما دام »واقع العالم العربي واقع أمـم ومجتمعات متقاربة يسهل تعاونها وتشكيل جبهة تعاونية منها، لا واقع أمة واحدة ومجتمع واحد».
لو أن الأمة نتاج ارادي، لو أنها تنشأ إنشاءا لواجب إنشاء الأمة بحسب متطلبات الشعور والارادة العامتين وعندها يتوجب إنشاء الأمة العربية الواحدة الـممتدة شريطة طويلة ملتفة ومتعجعة على شواطئ غرب آسيا وشمال أفريقية ما دام الشعور عربيا متأججاً وما دامت الإرادة هي في النهوض بهذا العالم العربي والعمل من ضمنه وله.
ولكن »الأمة واقع اجتماعي» أنها تـجد أساسها قبل كل شيء آخر، في وحدة أرضية معينة تتفاعل معها جماعة من الناس وتشتبك وتتحد ضمنها».
وما دام الأمر كذلك وما دام عامل الإرادة الإنسانية لا دخل له في قيام الأمـم ووجودها وما دام الواقع الاجتماعي لا يخضع تشكيله للارادات الكيفية والأهواء الشخصية وما دام الانسان لا يـملك حق اختيار أبويه، وما دام التطور الاجتماعي هو سير وفق نواميس طبيعية وحسب قواعد علمية مقررة فلا يستطيع الواقع الاجتماعي الـمتحرك أن يتحرك إلا ضمن حدود الواقع الـمكاني الثابت الذي هو وحدة الأرض كما تقررها علوم الـجغرافيا والطبوغرافيا وغيرها والواقع الزماني الثابت كما تقرره علوم التاريخ، تاريخ الشعب في خط تطوره الـحضاري في تطور عمرانه وصناعته وزراعته وتـجارته في تطور ثقافته وفكره وخصائصها ومـميزاتها في نظرته إلى الـحياة وخط نـموها وغناها. وما دام الابداع الانساني فلا يـمكن إلا أن يعمل ضمن طبيعة الأشياء والأمور، لم يعد يجوز الاستمرار في بعثرة القوى فيما هو خارج عن نطاق الواقع الـمكاني الثابت والواقع التاريخي الثابت. بل ينبغي صرف الـجهود فيما يعود على العالم العربي كله بالـخير والنفع وذلك بالعمل من ضمن حقيقة العالم العربي كعالم بيئات وشعوب والاهتمام بالنهوض بالبيئة القومية لتتمكن من الـمساهمة الـمجدية مع بقية البيئات في عمليات نهوضها وبذلك فقط يتاح للعالم العربي السيادة والقوة والثروة والـمنعة التي يصبو الـمجتمع إلى تـحقيقها.
هذا هو تفكير سعاده، أما ابتداع العصبية السلالية العنصرية وأما التوهم بأن وحدة الاتـجاه في مقارعة الـمستعمر التركي أو الغاصب البريطاني والفرنسي أو الدخيل الصهيوني يولد وحدة قومية وأما التماس تثبيت الارادة الفردية لتحقيق وحدة لا أساس اجتماعي –اقتصادي-جغرافي- أتني لها في العالم العربي الـمنتشرة أقطاره في قارتين والأمتباعدة فيما بينها يتخللها من صحارى وبحار الأمتباينة شعوبها بالأمزجة والنفسيات والثقافة والـمصالح أما ذلك كله فيرفض »سعاده» سلوكه للتعبير عن قوة شعوره العربي.
إن شعوره العربي القوي الـمتأجج لم يـمنعه من رؤية الامور على حقيقتها واحترام قواعد العلم واتباعها مع اعتبار محاولة الغير في الاغفال عن الـحقيقة انـجرافا وراء شعوره، عاطفة بدائية لم تـجد تعبيرا عملياً في نفسها إلا في التخيل والهرب من مواجهة الواقع.
أنه أبى أن يقع فيما سماه »مرضاً نفسياً» ولكنه استطاع أن يجد لشعوره العربي القوي، من ضمن الواقع وحقيقته، تعبيراً عملياً حين ألزم أمته السورية بـمسؤوليتها تـجاه عالـمها العربي وحين نبهها إلى طبيعة وجودها ورسالتها في النهوض بالعالم العربي تأميناً لـمصالـحها وسيادتها ومصيرها القومي.
هذه هي طبيعة الرسالة السورية القومية الاجتماعية وطبيعة الـمعلم، وقد كشفها وعبّر عنها في كل ما كتب ووجه وسلك.
ولست أجد، تدليلاً على طبيعة الـمعلم وعروبته، طبيعة التعاليم السورية القومية الاجتماعية وعروبتها الواقعية خيراً من نشر الرسالة التي كتبها عام ألف وتسعماية وخمس وثلاثين (وكان عمله سرياً بعد) إلى صديق له سأله فيها عن موقفه من العالم العربي.
»تسألني ما موقفي من الـمسائل العربية فأقول: أني أشعر بأن الذين سمعوا شيئاً عن آرائي قد التبس عليهم موقفي حتى أن سوريتي قد أصبحت تؤول بالفينيقية وبغير ذلك من التآويل ولست بحاجة إلى القول أن الـمسألة القومية لا الـمسألة السلالية هي التي تستدعي كل اهتمامي.
»وإذا كنت قد رأيت أن أصرف كل همي وكل عنايتي إلى خدمة أمة واحدة من أمـم العالم العربي، أعني أمتي السورية فذلك لأن أمتي أحوج إلى عملي ولأن لها الـحق الأول علي، ولأن الاشتغال في قضايا هذه الأمـم، بينما أمتي جسم مشلول، يزيد بلبلة قضايا العالم العربي بلبلة. فأنا لا أؤمن بالتضخم ولا أجد له حسنة.
»إن في العالم العربي، قوة واحدة يـمكنها في حال اكتمالها أن تقبض عليه وتصير الأغلاط الاجتماعية والسياسية والدينية التي فيه عاملاً فعالاً في سبيل تـحقيق الغايات الكبيرة النبيلة، هي القوة السورية.
»ما زال هذا العنصر فاقد العصبية الـموحدة في ذاته- فاقد استجماع القوى الـموحدة في إرادته الاجتماعية والسياسية أي ما زال هذا العالم غير العالم بـمواهبه الـخاصة التي يجب أن يعول عليها، ومجزءاً بين مختلف السياسات الـمذهبية والطائفية والعوامل الطبقية الشخصية وقوى عقول شبيبته الـممتازة مبعثرة بين مختلف الآراء والعقائد، موزعة على بيئات تخرج عن متناوله ومقدوره فلا أرى للأمة السورية خيراً ولا أرى خيراً للعالم العربي.
»أعترف أني أغرقت في سوريتي حتى نسيت العالم العربي ومشاكله. ولكن مهما بالغت بالنسيان ومهما طال أمره فذلك لن يبعدنا عن العالم العربي. بل هو سيقربنا إليه وقد استيقظنا ووجدنا قوانا الـمبعثرة في إرادة واحدة نافذة فنتائج الفعل هي غير نتائج القول.
»ولقد قربت من نقطة حساسة في نفسي لا أريد أن أسميها الآن. لا أريد أن أحدثك عما يكنه فؤادي للعالم العربي. أريد أن أفعل واجبي تـجاه أمتي أولاً لتستطيع أمتي أن تفعل واجبها نحو عالـمها الثاني.
»أنني أؤمن أن الأمة السورية هي الأمة الـمؤهلة للنهوض بالعالم العربي ولكنها لا تستطيع القيام بهذا العمل إلا إذا كانت ذات عصبية قوية في ذاتها تـجعل ثقافتها مسيطرة وإرادتها نافذة.
»لقد وقفت نفسي على توحيد أمتي وتقوية معنوياتها وإبراز مواهب شخصيتها حتى تصبح الآمال التي تـجول في مخيلة رجال سورية أفكار قابلة التحقيق بتولد القوة الفاعلة فيها».
سيدي العقيد،
إنني موقن أن البحث في صحة هذه الـمرتكزات أو عدمها هو بحث علمي اجتماعي لا علاقة له مطلقاً بـموقف العقيدة السورية القومية الاجتماعية من العروبة.
لذلك فإن مجال مناقشتها هو في تفنيدها علمياً ومنطقياً ولا يـمكن أن يكون بنسبتها إلى محاولات لهدم العرب والعروبة.
هذه العقيدة واتـجاهاتها محاولة من محاولات بناء العالم العربي قد تكون مخطئة في نظر البعض كما أنها تبدو مصيبة في نظر أتباعها وتلامذتها ولكنها محاولة، وقفت في عقيدتها، بين ما تراه واقعاً للعالم العربي وبين ما يشعر به أتباعها من شعور عنيف طاغ تـجاه خدمة العالم العربي وتعزيز مكانته.
ولو كانت القومية الاجتماعية عصبية جنسية ولو كانت عصبية لغوية ولو كانت عصبية دينية ولو كانت الأمة عملاً إرادياً يحققه الفرد أو الـمجموعة أو الواقع الاجتماعي كله لـما كان سعاده والسوريون القوميون الاجتماعيون، بدافع شعورهم العربي النامي، إلا من القائلين بالأمة العربية الواحدة والقومية العربية الواحدة.
ولكن السوريين القوميين الاجتماعيين أتباع سعاده يؤمنون، مع شعورهم الفياض، أن العنصرية واللغة والدين والارادة لا تستطيع أن تكون أمة وأن الواقع الاجتماعي هو الذي يحدد طبيعة الأمة لوجودها.
»يو جد عالم يدعى العالم العربي والسبب في دعوته كذلك هو سبب لغوي ديني في الأساس فهنالك عالم عربي باللسان ويـمكن أن تتدرج وتقول عالم عربي بالدين الذي يحمل كثيراً من بيئة العرب وحاجاتها ونفسيتها والذي هو أهم عامل يصل بين أمـم العالم العربي اللسان». نعم ولكن لا يـمكن، مع الاعتراف بتميز هذا العالم وبقيام »صلات تاريخية ودموية وثقافية وقرابة مصالح» بين أمـمه، اعتبار هذا العالم وحدة قومية لأنه »من حيث وحدة الـحياة التي من مجموع الكتل الـموجودة ضمنه كتلة واحدة أو شعبا واحداً أو أمة هي حقيقة وجود الأمة لا يوجد لهذا العالم وحدة يـمكن أن تـجعل واحدة أو دولة واحدة قائمة على الإرادة العامة».
وبعد، مهما اختلف الرأي في عقيدة سعاده وتعاليمه فإن ما يكنه فؤاده للعالم العربي من خير ومحبة وقد تـجلى في تعاليمه وفي تـحميله أمته مسؤولية النهوض بالعالم العربي لا يـمكن أن يفسح الـمجال للأباطيل تنال من عروبته وتكيد له بالعداء للعرب والعروبة.
إن ثقتها بحسن نوايا البعض مـمن تأثروا بالدعايات الـمسمومة والأباطيل الـملفقة لابتعادهم عن الاعتراف من معين الـحركة السورية القومية الاجتماعية الأصيل، هي التي تـحفزنا إلى التقدم منكم.
حضرة العقيد، بهذا الكتاب الـمفتوح عساكم تـجدون أن عروبة العقيدة والهدف والاتـجاه لا تتنافى مع التعاليم السورية القومية الاجتماعية فلا يقل تـمسك السوريين القوميين الاجتماعيين باتـجاههم العربي عن أي سوري آخر، ولكنهم يعرفون أنهم وحدهم قد وجدوا التعبير العملي عن اتـجاههم العربي الـمكين.
إن اختلاف العقيدة السورية القومية الاجتماعية عن غيرها من العقائد القومية يبقى اختلافاً لا من حيث الشعور بالـخدمة والـمسؤولية تـجاه العالم العربي بل من حيث قواعد هذه الـخدمة وقواعد تـحقيق هذه الـمسؤولية. وحسب التعاليم السورية القومية الاجتماعية فخراً أن مبادءها هي التي تفعل اليوم في العالم العربي كله »فخطة سلك طريق الـمؤتـمرات والـمحالفات» والتي تـحاول الدول العربية اليوم السير عليها هي تطبيق لـما قررته هي ومشاورات الاسكندرية كانت تنفيذاً للخطة التي أعلنها سعاده وتنشيط التفاهم الـمتبادل مع الأقطار العربية ينطبق كل الانطباق على قواعد نهجها السياسي.
لقد نادى سعاده الأمة السورية إلى النهوض بنفسها لتتمكن من الاشتغال في قضايا العالم العربي ولتكون قوة فاعلة في تكوين الـجبهة العربية وأن إيـماننا ما زال في أن نهضة الأمة السورية ووحدتها القومية الاجتماعية يـمكن وحده من إنشاء جبهة عربية أمكن وأقوى من الـجبهة التي شكلت في الـجامعة العربية في وضعها الذي أفلس.
أول آذار 1953
واقبلوا سلامي القومي
عصام المحايري