مدخل
تقدم عمدة الإذاعة في الـحزب القومي الاجتماعي هذه الـمجموعة من الـخطب والدراسات حول موضوع خطير من مواضيع حياتنا القومية والسياسية عالـجه الـحزب بنظرة إصلاحية جذرية حين أعلن فصل الدين عن الدولة.
وتظهر هذه الدراسات مدى الترابط في الفكر القومي الاجتماعي في كل الـحالات والظروف. فعصام الـمحايري نائب دمشق 1954-1949 يطالب بفصل الدين عن الدولة وحيداً بين نواب الشام حين مناقشة دستور 1950 ودستور 1953 وأسد الأشقر نائب جبل لبنان 1959-1957 يطالب بفصل الدين عن الدولة حين مناقشة التشكيلات الادارية التي اعتمدت فيها القاعدة الطائفية الـمعروفة: حقوق الطوائف لا حقوق الـمواطنين. وهكذا يتكلم اثنان من قادة النهضة، تلميذان من تلامذة سعاده، بنفس الروح الاصلاحية غير الـمهادنة للفساد والرجعية. واحد من الشام محمدي وآخر من لبنان ماروني ولكنهما قوميان اجتماعيان قبل أي شيء آخر. هذه هي الأعجوبة العظيمة التي حققتها النهضة القومية الاجتماعية حين وحدت القلوب والنفوس في إيـمان واحد وإرادة شعبية واحدة ومفاهيم عقائدية واحدة. هنا يصبح الإصلاح حقيقة ومـمارسة لا تشدقاً بشعارات زائفة ولا دغدغة لعواطف فاترة.