«في ما يلي الـمذكرة التي رفعها السوريون القوميون الاجتماعيون في الأرجنتين إلى داغ همرشولد الأمين العام للأمـم الـمتحدة في أثناء زيارته للأرجنتين في آب 1959 كما نثبت قبل الـمذكرة الـحوار الذي دار بين عدد من الرفقاء في الأرجنتين والأمين العام وفي النهاية بعض ردود الفعل الصحافية».
لم يدهش الواعون مـما جاء في مشروع همرشولد، الدهشة من أسباب جرأة همرشولد1 في تقديـمه الـمشروع، الدهشة من عودة أسباب الأخطار الرهيبة إلى نفوس مـمثلي شعبنا وعالـمنا العربي..والـخطر ليس في ما يفكر به اليهود، ولا في ما يكتبه ليقدمه لنا أو يعرضه علينا الـمتصهينون، قد يضع اليهود ألوف الـمخططات في اليوم الواحد من أجل أفنائنا، فهذا حلمهم الذي يراودهم في مدى ألوف من السنين، فليس في الأحلام أي خطر، ولكن الـخطر الرهيب هو في أن نفسح الـمجال لـجعل مخططات أفنائنا موضوع درس لنا في هل تصلح للتطبيق أم لا تصلح!!
الـخطر في ما شجع همرشولد لتقديـم الـمشروع، الـخطر في الليونة، الـخطر في روحية الـمجاملة في بحث مصالح حياة الشعب ومصيره.. لا يلحق همرشولد أي عيب من مشروعه، ولكن العار يلحق كل سوري وكل مصري وكل عربي عندما يجرؤ شخص في العالم، أو منظمة، أو دولة على استشارتنا في ما إذا كنا نوافق على تناسي حقوقنا والاستهتار بـمصيرنا!
قد تكون هناك استشارات أجراها همرشولد مع بعض حكام العالم العربي أو كلهم حول تقديم الـمشروع، وقد يكون هناك من قبل وضع الـمشروع أمام الشعب، وقد يكون هناك من أوحت ليونته بسهولة الإقدام، وقد يكون هناك من رفضه. هذه الأمور «السرية» لم يقم عليها الدليل القاطع بعد لعامة الناس، ولسنا نذكرها لنجعلها السبب كل السبب في تشجيع همرشولد، ولكن يكفي ما يجري في العالم العربي من غرائب حاطة من قدر شعوبه ليتجرأ همرشولد وغير همرشولد على استمزاجنا واستشارتنا حول الأخذ من حقوقنا واعطائها لأعدائنا!
يكفي العداء والتنابذ بين شعوب وحكام العالم العربي ليكون تشجيعاً ليدفع ويندفع همرشولد وأمثاله بوقاحة الـجشع الطامع في الرزق الداشر!
يكفي التقاتل والتذابح بيننا ليكون دليلاً على تعامينا عن سبيل السيادة وصون الكرامة وعز الـحياة!
تكفي عرقلة النهوض القومي بـمحاربة النهضة السورية القومية الاجتماعية بعمليات من وحي الأجنبي وحبكه ودفعه ليكون دليلاً على إهمال الـحكام ومـمثلي الشعب حياة شعبهم واستهتارهم بـمصالـحه ومثله العليا وقيم الـحياة!
يكفي أن يقتل اليهود برنادوت، وأن نرحب نحن بهمرشولد، ليكون دليلاً على شح الـحمية القومية فينا وابتعادنا عن مصالح حياتنا وسيادتنا وعزنا.
وكل هذا وما هو أكثر من هذا يوجد سهولة الإقدام للقضاء علينا بأيدينا!
فهل يفهم الواعون الـمخلصون في شعبنا أنه قد آن الأوان لنبذ كل خطة وسحق كل تقليد وتـحطيم كل فكرة تـمت إلى الـمدرسة العتيقة بصلة لتنظف طريق النهوض من هذه العقبات الكأداء ويسير الشعب بنهضة حياته الأصيلة الظافرة يبني السيادة ويسحق «إسرائيل» ويعزز الـحياة ويصون الـمصير!!
مؤتمر صحفي مع همرشولد
لقد كان من فضل الصدف أن يأتي همرشولد بعد تقديـم مشروعه بزمن قصير لزيارة الأرجنتين، فاغتنمها السوريون القوميون الاجتماعيون فرصة ذهبية ليطلقوا صوت النهضة السورية القومية الاجتماعية في وجه همرشولد في هذه الأنحاء من العالم. فتوجه وفد من قبل منفذية الأرجنتين العامة للحزب السوري القومي الاجتماعي مؤلف من القائم بأعمال الـمنفذية الرفيق إبراهيم حسين وناظر الإذاعة الرفيق خليل الشيخ والرفيقين الـمسؤولين فاروق عبود وجورج سمعان، بعد أن تسلمت الـمنفذية من سكرتير همرشولد الـخاص الـموافقة على الـمقابلة، وكان الاحتكاك بهمرشول في مؤتـمر صحفي حضره مـمثلو الصحافة الأرجنتينية، وهناك، في الـمؤتـمر الصحفي الكبير، سلّم الوفد مذكرة السوريين القوميين الاجتماعيين إلى همرشولد بواسطة سكرتيره الـخاص السيد سامبير. وهناك تناوب على انتقاد مشروع همرشولد رجال الوفد السوري القومي الاجتماعي بأسئلة توجهت إلى همرشولد نفسه اضطرته لأن يستخدم فن الكلام فاستحق ما قالت به الصحافة الأرجنتينية التي وصفت ذلك الـمؤتـمر وتلك الـمقابلة التي كانت أهم ما فيه، وعلقت بأنه «كان اجتماعاً مصغراً للأمـم الـمتحدة بحثت فيه أمور الـمشردين الفلسطينيين وحقوقهم في فلسطين، وقضية الـجزائر. وإن الدكتور همرشولد قد ردّ على كل سؤال ولكنه لم يُجب على أي سؤال! »
وفي ما يلي بعض الأسئلة التي وجهت لهمرشولد:
سؤال للرفيق خليل الشيخ:
هل قبل الـمشردون الفلسطينيون بـمشروعكم الـمبني على التعويض؟
جواب همرشولد: الـجواب على قسمين: أولاً: إن مشروعي لم يفهم كما هو في العالم كله، بل تفسر على غير حقيقته، وهذا ما أراه هنا في الأرجنتين أيضاً. إن مشروعي ليس مبنياً على التعويض، إن مشروع هيئة الأمـم هو معالـجة اللاجئين الفلسطينيين بواسطة مشاريع اقتصادية إنـمائية، واستقرارهم في بعض البلدان. ثانياً: إن اللاجئين الفلسطينيين لا يـمكنهم أن يرفضوا أو يقبلوا أية حقوق لأن ليس لهم منظمات تـمثلهم. ورأي البعض منهم لا يـمكن أن يعتبر رأي الـجميع. »
سؤال ثان للرفيق الشيخ:
جوابك يا دكتور همرشولد أوحى لي بسؤال ثان. فكيف يـمكن إرغام الناس للسكن في «بعض البلدان» ما دام معلوماً أن الـمشردين الفلسطينيين لهم بلادهم وهم يطلبون بإلـحاح أن يعودوا إليها ولكنهم يـمنعون من هذا الـحق، بينما نرى في الوقت نفسه، أنه يجلب أشخاص من مختلف بلدان العالم ليقيموا مكانهم في بلادهم فلسطين.
جواب همرشولد: أنتم لم تفهموا جوابي الأول، أنا قلت أن يسكنوا في بلد من البلدان ولكن نحن سنخير كل لاجئ بـمفرده إما يسكن في بلد آخر أو يرجع إلى بلاده الأصيلة».
سؤال آخر للرفيق الشيخ:
«هل يـمكن إعادة النظر بوجود إسرائيل؟»
جواب همرشولد: «إسرائيل هي أمر مقرر من هيئة الأمـم، واعترف بها أكثر بلدان العالم، وأنا أعجب كيف يطرح عليّ هذا السؤال؟».
سؤال للرفيق إبراهيم حسين:
«هل لدى هيئة الأمـم مشروع لـحل مشكلة الـجزائر بالاعتراف بحقوق الشعب الـجزائري النبيل الذي يبذل دماء زكية دفاعاً عن حقوقه وحريته وسيادته عملاً بإحدى مواد قانون هيئة الأمـم الذي يعترف للشعوب بحق تقرير مصيرها؟»
جواب همرشولد: «يوجد مشاريع للدول العربية، ومشاريع لفرنسا لا شك أنها ستدرس في الدورة الـمقبلة في هيئة الأمـم، وإن لفرنسا دوراً كبيراً لـحل هذه الـمعضلة».
نص الـمذكرة
وفي ما يلي نص الـمذكرة التي قدمتها منفذية الـحزب السوري القومي الاجتماعي في الأرجنتين لأمين عام هيئة الأمـم الـمتحدة الدكتور داغ همرشولد:
مذكرة السوريين القوميين الاجتماعيين في الأرجنتين إلى الأمين العام للأمـم الـمتحدة الدكتور داغ همرشولد وإلى الرأي العام الأرجنتيني:
حضرة الدكتور همرشولد أمين عام هيئة الأمـم،
تعلمون أن ضحايا الاغتصاب اليهودي في فلسطين السورية (اللاجئين) قد رفضوا مشروعكم لـحل مشكلتهم الـخطيرة. كما ترفضه الأمة السورية وجميع الشعوب العربية الشقيقة. إن الـمشردين السوريين الفلسطينيين وعددهم مليون ومئتا ألف نسمة، الذين انتزعت منهم، ظلماً وعدوانا، بيوتهم وأراضيهم وأرزاقهم، قد فضلوا أن يبقوا في حالتهم الـمحزنة على أن يقبلوا مشروعكم الغريب هذا الـمبني على «تعويضات» لأسباب منها: أولاً، لأن هذا ليس الـحل اللائق لهذه الـمسألة الهامة، ثانياً، لكي تعلموا، يا حضرة الأمين العام لهيئة الأمـم الـمتحدة، وليعلم جميع الـمسؤولين في العالم، أن القضية السورية الفلسطينية هي قضية قومية، قضية الـحق القومي، قضية الكرامة القومية، قضية الـمصالح القومية، وليست صفقة تـجارية عادية يـمكن حلها وتسويتها بكثير أو قليل من الدولارات. إنه من الضروري أن تعلم يا دكتور همرشولد أنت وجميع الـمسؤولين في العالم أن هذه القضية لا تـحل بعقلية يهودية، أي بتطبيق أسلوب يعقوب-عيسو الذي يـمكن فيه يعقوب من خدعة أبيه بـمشاركة أمه، مستغلاً جوع أخيه فسلبه حقوق البكورية، بصحن من العدس. هذا الأسلوب الدنيء الـخالي من الـمناقبية، والذي هو من طبيعة العقلية اليهودية، بل هو رمز العقلية اليهودية التي يستعملها اليهود ليحلوا جميع القضايا بواسطتها، حتى أقدس وأطهر القضايا الـخاصة بحياة الإنسان ونفسيته باستعمال الـمخادعة والإغراء بالأصفر الرنان لا يـمكن أن تطبق وتنجح في القضية السورية الفلسطينية.
يجب أن يعلم أن الذهب اليهودي وأن تـمكن من إغراء وإفساد بعض الأشخاص في أية دولة من العالم، لا يستطيع أبداً إغراء وإفساد أمة بكاملها لأن مجموعة الأمة، مجموعة الشعب هي نقية طاهرة لا تفسد. كذلك يجب أن يعلم أنه ولّى زمان كان فيه الشعب السوري يقاد من حكامه مستسلماً، وأنه أصبح اليوم محزناً جداً مصير الـحكام غير الصالـحين في الأمـم العربية. فحوادث لبنان والعراق ومصر والشام منذ كارثة فلسطين حتى نهاية الـحوادث التي أودت بالفاروق ونوري السعيد تبرهن أن الشعوب العربية بدأت توجه قضاياها القومية وسوف يكون محزناً كثيراً مصير كل من يخون إرادة ومصالح هذه الشعوب.
دكتور همرشولد
حضرتكم وجميع مـمثلي الدول في هيئة الأمـم الـمتحدة يجب أن تعلموا أن القضية السورية الفلسطنينية هي أخطر وأدق كثيراً مـما يراد أن يصور للرأي العام العالـمي، إنها قضية هامة جداً، قضية حياة أو موت لأمة بكاملها، هي الأمة السورية.
وبـما أن مصير الأمة السورية ليس الفناء، بل الـحياة الـخالدة، فهذه الأمة متأهبة مصممة على استرجاع أراضيها الـمقدسة التي سلبتها إياها الدول الكبرى الاستعمارية الـمتصهينة لتسلمها لطغمة من اللصوص محمومة استنفرت من اثنتين وثمانين دولة حسبما صرح الـمدعو «زوي لوريا» أحد رؤوس الصهاينة نهار أمس في قاعة تياتر «استرال» في بوانس آيرس، هذا الـمدعو «زوي لوريا» تشجع وصرح بكل وقاحة : «أن منذ ستين عاماً كان في فلسطين خمسون ألف يهودياً، ومنذ عشر سنين كان ستماية ألف، واليوم أصبح عددهم مليونين امتصصناهم من اثنتين وثمانين دولة مختلفة». فنحن نسأل: هل الـمليونان من اليهود هم الذين لوحقوا وطردوا من بولونيا وألـمانيا؟ كلا. أنهم شباب يهود مستنفرون ومدربون تدريباً حربياً في مخيمات خاصة للتدريب العسكري منتشرة في كل من تلك الاثنتين وثمانين دولة، وبينها الأرجنتين، وذلك ليتابعوا ويوسعوا حملاتهم الاعتدائية لاغتصاب كل شبر من هلالنا السوري الـخصيب الغني بالبترول، وذلك وفقاً للمخططات الـمعلنة من قبل الصهيونية العالـمية الـمخربة الـمفسدة. هذا الواقع الـمؤلم ليس مجهولاً ولا يـمكن أن يجهله أحد، ولا سيما حضرتكم يا أمين هيئة الأمـم الـمتحدة.
وهنا مجال للسؤال والتأمل يا دكتور همرشولد: هل الـمليونان من اليهود الـمتجمعون من «اثنتين وثمانين دولة مختلفة» أخذوا ليقيموا في بلاد وأراض داشرة غير مسكونة أو مجهولة من العالم؟ كلا! أن هؤلاء اليهود شحنوا ليشردوا مليونين من السوريين الفلسطينيين ويحلوا محلهم بعد أحداث الـمجازر وانزال الـمهالك والتقطيع الوحشي بهم، عدا عن اغتصابهم أراضيهم وبيوتهم التي ورثوها منذ ما قبل التاريخ، وأن هذه الأراضي الـمقدسة احتفظ بها السوريون الفلسطينيون بدفاعهم عنها بدمائهم وأرواحهم ضد كل الفاتـحين الذين طمعوا بها عبر التاريخ، وأنه يجب أن يعلم أن الدماء التي بذلها أبناء فلسطين السورية ليحموا بلادهم من الفاتـحين اليهود والفرس والإغريق والرومان والترك والتتر والصليبيين ومرة ثانية من اليهود أنفسهم في قرون من العراك القاسي، هذه الدماء الزكية كافية لتملأ البحر الـمتوسط. وأن جثث الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن هذه الأراضي الـمقدسة كافية لتؤلف جبالاً ضخمة متعالية كسلاسل لبنان وطورس والبختياري الـمحيطة بوطننا سورية. ويجب أن يعلم، وأنتم يا دكتور همرشولد تعلمون، أنه منذ زمن بعيد، منذ الـحملات الصليبية أي منذ سبعمائة سنة لم تدخل تغيرات وتبديلات أساسية في مزيج شعبنا لا بواسطة هجرات ولا بواسطة فتوحات. ومن هذا يظهر جلياً أن سكان سورية الـحاليين، ومنهم الفلسطينيون، هم أبناء أولئك الأبطال الذين صانوا الوطن من اعتداءات شعوب أوروبة الـمتحالفة التي حاولت في عشر حملات صليبية دون جدوى أن تغتصب بلادهم وتقيدهم في نير سيطرتها. فمن كل هذا سهل وطبيعي الفهم بأن هذه البحور من الدماء وهذه الـجبال من جثث الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن وطننا لا يـمكن تثمينها بكمية ما من الدولارات. وأن الإهانات والعذاب التي يتحملها اليوم الفلسطينيون السوريون، ويتحملها معهم كل الشعب السوري كذلك، لا يـمكن التعويض عنها بذهب العالم كله، بل حتى لو فرش يهود العالم كل شبر من الثمانـمائة ألف كيلومتر مربع من هلالنا السوري الـخصيب علو متر بذهبهم الـملوث، لا يكفي ليعوض عن لومة واحدة من شهدائنا الذين سقطوا فداء الوطن، ولا لومة من الأجيال السورية الطالعة، ولا دمعة واحدة من دموع الأمهات السوريات الفلسطينيات حين يتذكرن ديارهن الـمغتصبة والإهانات التي يتحملنها والظلم الذي يذقن بسبب تعامي الرجال الـمسؤولين عن الـمصير هذا. كل ذهب الصهيونية العالـمية لا يكفي ليعوض عن شبر واحد من العشرين ألف كيلومتر مربع التي تـحتلها اليهودية إجراماً في الأراضي السورية الـمقدسة.
فبناء على كل هذا، يا دكتور همرشولد، أن الـحل العادل الوحيد الـمقبول والذي يـمكن تطبيقه لـمعضلة فلسطين السورية هو هذا:
أولاً: أن تـحل الدولة اليهودية الـمصطنعة.
ثانياً: أن تعاد إلى أصحابها الـحقيقيين الأملاك والأرزاق التي تستثمرها اليهودية العالـمية في فلسطين السورية.
ثالثاً: أن يخرج من بلادنا اليهود ويعودوا إلى تلك «الاثنتين وثمانين دولة» التي أصلهم منها لأن وجودهم في وطننا يشكل تهديداً خطراً على السلام العالـمي من الشرق الأوسط حتى أقصى مكان في العالم. هذه هي الشروط الوحيدة للحل السلمي، وأن هيئة الأمـم هي الـمؤسسة الـمؤهلة والقادرة على تطبيق هذه الـحلول السليمة وتوفير أشكال أخرى من الـحلول لـحل الـمشاكل التي تعكر جو السلام في العالم».
السوريون القوميون الاجتماعيون في الأرجنتين
بونس آيرس في 22 آب 1959
ناظر الإذاعة
خليل الشيخ
صدى الـمذكرة
وكتبت جريدة «لافوس دل انتريور» التي تصدر في مدينة كوردوبا-الأرجنتين في عددها الصادر بتاريخ 22 آب 1959 ملخص صرخة السوريين القوميين الاجتماعيين في كوردوبا بوجه همرشولد فقالت:
«في كتاب مفتوح موجه من الـجمعية السورية الثقافية إلى الدكتور همرشولد أمين عام هيئة الأمـم الـمتحدة تـحتج فيه الـجمعية على الـمشروع هذا لإسكان الـمشردين الفلسطينيين – تقول هذه الـمؤسسة- أن الدكتور همرشولد ينصح في مشروعه باستخدام رأسمال أجنبي لـمساعدة الـمشردين ليعيشوا في الأماكن التي يقيمون فيها الآن، ويتناسى أن الـمشردين قد شردوا من بيوتهم ظلماً وعدواناً واغتصب أملاكهم دخلاء غرباء- وتضيف- أن هذا الـمشروع هو برهان آخر على أن هيئة الأمـم قد حنثت في حقوق الإنسان لأن هذه الـمؤسسة العالـمية لا تهمل فقط حقوق الفلسطينيين بالعودة إلى بلادهم، بل تـحكم عليهم أن يعيشوا خارجها وتـمنعهم أن يتمتعوا بهذا الـحق الأولي الذي تتمتع به جميع الشعوب- وبالتالي تشير إلى أن مشكلة فلسطين التي هي جزء من الهلال السوري الـخصيب يجب أن تـحل بإرادة الأمة السورية التي لا تسمح أبداً بإنشاء دولة غير سورية في جناحها الـجنوبي الغربي- وتنتهي الوثيقة قائلة- أن ميثاق هيئة الأمـم الـمتحدة يجب أن يطبق بشكل عادل وبدون احتكار حتى لا يكون مستعملاً لسعادة البعض وتعاسة الآخرين»
هذا وما يبعث على الفخر والاعتزاز ويجدر ذكره تلك الـحملة العنيفة التي يشنها السوريون القوميون الاجتماعيون في الأرجنتين ضد اليهود والتي تردنا أخبارها تباعاً.
[1] -1 توسيع برامج تأهيل اللاجئين وتعزيز قدراتهم على إعالة أنفسهم والاستغناء عن المساعدات التي تقدمها إليهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
-2 توطين اللاجئين في الأماكن التي يوجدون فيها.
-3 مناشدة الدول العربية )المضيفة للاجئين) التعاون مع الوكالة الدولية.