أولاً- وردنا من منفذية بيروت العامة استفسار حول ورود كلمة «من أصل كردي» في سياق التحدث عن اعتقال قوميي قطنة أحد الـجواسيس العاملين للصهيونية.
التعبير الـمذكور «من أصل كردي» وارد أصلاً في تقرير مديرية قطنة حول الـحادث الـمقتطف عنه الـخبر الـمنشور في النشرة – العدد العاشر يونيو 1948 الـمجلد الأول.
وقد احتفظ بالتعبير كما هو لأنه يحمل توضيحاً لهوية الـجاسوس الـمعتقل وايضاحاً ضرورياً حول مظهر من مظاهر عنصرية بعض الأكراد النازحين إلى الوطن السوري والقاطنين فيه والواقع أن قسماً كبيراً من الأكراد في الهلال السوري الـخصيب يدينون بالولاء للأمة والوطن السوريين ويضمون جهودهم وإمكانياتهم إلى جهود القوميين الاجتماعيين.
إلا أن هذا لا يـمنع أن بين الأكراد أنفسهم الذين يقطنون سورية فئة ذات ميول عنصرية تسخِّر نفسها وإمكانياتها لـخدمة مصالح دول أجنبية وارادات غريبة منافية لإرادة الأمة التي يقطنون ويعيشون مع أبنائها تـحت ستار العنصرية الـجامحة الرامية إلى التكتل في دولة كردية ترمي إلى ضم جزء من الوطن السوري تكون أداة قلق ومشاغبة دائمين في الشرق الأوسط، وفي سورية خصوصاً، وتـحركها يد أجنبية ودولة لـما فيه مصلحتها هي، الـمنافية لـمصلحة الأمة السورية العليا.
وتـجب الإشارة إلى أن الـمبادئ القومية الاجتماعية الـممثلة في الـحزب القومي الاجتماعي لا تخرج، إلا اليهود، من الهجرات الكبيرة من تـحت إمكان صهرها في بوتقة القومية السورية إذا ما دان أبناء تلك الهجرات، ما عدا اليهود، بالولاء القومي للوطن والأمة السوريين، وقد جاء في الـمبدأ الرابع من التعاليم القومية الاجتماعية.
«إن في سورية عناصر وهجرات كبيرة غير متجانسة مع الـمزيج السوري الأصلي لا يـمكن أن تهضمها الأمة إلا إذا مر عليها الزمن الكافي لذلك، يـمكن أن تذوب فيها وتزول عصبياتها الـخاصة. وفيها هجرة كبيرة لا يـمكن بوجه من الوجوه أن تتفق مع مبدأ القومية السورية هي الهجرة اليهودية الخ..