وزعت عمدة الإذاعة على الصحف البيان التالي ويرى القارئ، في مكان آخر من النشرة الشكر الـموجه من اللاجئين السوريين إلى القوميين الاجتماعيين في بعلبك:
خلال شهر أغسطس/آب الـحالي بلغت عناية القوميين الاجتماعيين في الفروع الـحزبية باللاجئين السوريين من فلسطين، درجة هامة من الـمثابرة والـجهد والشمول، وأخذت في منطقة بعلبك طابعاً قومياً اجتماعياً بارزاً كان له أثر بعيد الـمدى في نفوس اللاجئين والأهلين والسلطات الـحكومية في وقت واحد عبرت عنه إحدى دوائر هذه الأخيرة بشكر وتقدير.
وإن عمدة الإذاعة التي تدرك صعوبة نشر الأعمال الكثيرة التي يقوم بها القوميون الاجتماعيون في الوطن السوري للاجئين السوريين ترى لزاماً عليها أن تنشر من وقت لآخر بعض هذه الأعمال.
أولاً: في الثالث عشر من شهر أغسطس/آب وصلت إلى بعلبك قافلة من اللاجئين إلى بنت جبيل في عدة سيارات كبيرة ألقت بهم على قارعة الطريق، فهب القوميون الاجتماعيون فوراً للإطلاع على حالهم وحاجاتهم بينما نشط الباقون إلى جمع الـمساعدة والغذاء وتقديـمه لهم، وباشر وفد منهم الاتصال بالسلطة الـمحلية للاهتمام بهم. ولـما لم تتخذ السلطة الـمحلية الاجراءات اللازمة، وفي فترة السعي لاتخاذها تابع القوميون الاجتماعيون تأمين حاجات اللاجئين حتى صار نقلهم إلى عنجر.
ثانياً: وفي منتصف الشهر نفسه وصل إلى بعلبك الفان ومئة لاجئ سوري من فلسطين نزلوا في أمكنة تدعى «الـمعسكرات الفرنسية» سابقاً وما تزال، فكرر القوميون الاجتماعيون الاهتمام والعناية نفسها بهم كما سبق واهتموا وعنوا بأخوانهم الذين جاؤوا قبلهم.
ثالثاً: وفي الثالث والعشرين من الشهر عينه تأخر متعهد اطعام اللاجئين عن تقديـم الطعام والقيام بتعهداته في هذا السبيل مدة أربع وعشرين ساعة وأكثر ضج على أثرها الأطفال والنساء والشيوخ من الـجوع وقام وفد منهم بـمراجعة السلطة على غير طائل، فقاموا بـمظاهرة اخترقت شوارع البلدة إلى دار الـحكومة تتقدمها النساء والأطفال محتجين صارخين:
«جوعانين يا حكومة، جوعانين يا عالم... »
فتقفلت الأبواب في وجوههم، عندئذ توجه اللاجئون الـمتظاهرون وعددهم ألفان ومئة، وقد عرفوا ما عرفوا عن اهتمام الـحزب القومي الاجتماعي بأحوالهم وراحتهم، إلى دار منفذ عام منفذية بعلبك العامة للحزب القومي الاجتماعي، صارخين «جوعانين...يا حزب القومي» ودعي وفد منهم لـمقابلة المسؤول القومي الاجتماعي للنظر في قضيتهم، وبنهاية الـمداولة طلب إليهم الرجوع إلى مقرهم بعد أن أكد لهم عزم الـحزب القومي الاجتماعي على متابعة الاهتمام بأمورهم كالسابق دون توان ففعلوا وهم يهتفون بحياة الـحزب القومي الاجتماعي وزعيمه.
وباشر القوميون الاجتماعيون حملة منظمة في الـمنطقة أمنوا بنتيجتها طعام اللاجئين وحاجاتهم ووزعوها عليهم بإشراف وفد من القوميين الاجتماعيين على رأسه منفذ عام بعلبك. في الوقت نفسه كان الرفقاء ناشطين لدى السلطة الـمحلية لتنظيم اطعام اللاجئين ولاكراه الـمتعهد على القيام بتعهداته وللتأكد من عدم عودته إلى مثل هذا التأخير الذي أثار حفيظة اللاجئين وهددهم بالـموت جوعاً. كما تدخل مسؤولو الـحزب مع اللاجئين بقبول ما قدمه الـمتعهد عندما رفضه هؤلاء احتجاجاً على التأخير والاهمال ورداءة تلك الـمواد وأخذوا وعداً من الـمتعهد بذلك.
ويتابع القوميون الاجتماعيون حتى الآن تفقد أحوال اللاجئين والطعام الـمقدم لهم والاشراف على توزيعه وملاحقة مراقبة الـمتعهد لتأمين تقديـم الوافر والـجيد منه.
وهكذا أصبح مكتب فرع الـحزب القومي الاجتماعي في بعلبك مرجعاً للاجئين يهتم بأحوالهم ويتابع تأمين مصالـحهم وحقوقهم بناء على السياسة العامة التي خطها الـحزب لـجميع فروعه في الوطن لـمساعدة اللاجئين وايوائهم والاهتمام بهم منذ بدء وفودهم إلى أن تستقر أحوالهم نهائياً.
إن من يـمر في منطقة بعلبك ويحتك بالأهلين واللاجئين يدرك مدى الاحترام والتقدير اللذين للحزب القومي الاجتماعي في نفوس اللاجئين السوريين من فلسطين وفي قلوب الأهالي أنفسهم.
الـمركز في 3 سبتمبر/أيلول 1948
عمدة الاذاعة