نشرنا في العدد الـماضي من النشرة الرسمية بعض ما فعله القوميون الاجتماعيون لاستقبال وإيواء وإعانة اللاجئين السوريين من فلسطين، في مديرية النبطية الـمستقلة ومنفذية اللاذقية العامة، وفي منفذية صور حيث تـم إنشاء مستشفى لـجرحى الـمعركة الدائرة في فلسطين مجهزة بالآلات الـحديثة.
وإننا إذ نكتفي بذكر بعض هذه الأعمال لا ندعي أن نذكرها كلها لأنه ليس مـمكناً في هذا الـمجال الضيق من النشرة أن نتعدى الغاية الرمزية من تسجيل مساعدات القوميين الاجتماعيين ونشاطهم واهتمامهم بأبناء الـجزء الـجنوبي العزيز من الوطن.
ومن الضرورة أن ننشر هنا، قبل البدء بـمتابعة ما وعدنا به القراء من نشر الـمساعدات القومية الاجتماعية للاجئين السوريين، بيان عمدة الإذاعة الذي نشرته جريدة «بيروت» في عددها 3046 الصادر بتاريخ 25 مايو/أيار 1948.
جاء في جريدة «بيروت» ما يلي:
«أنشأ أصحاب مستشفى الـميناء في طرابلس السادة الأطباء عفيف عبد الوهاب وعبدالله سعاده وريشار جباره وجوزيف يـمين ودانيال كاتبه مستشفى في صور لـمساعدة جرحى الـمعركة الدائرة في فلسطين. يتسع الـمستشفى لـخمسة عشر سريراً مجهزاً بجيمع الآلات الـجراحية اللازمة لإجراء عمليتين جراحيتين في وقت واحد وبجميع الأدوية والضمادات والوسائل الطبية ومختبر كيمائي حديث التجهيز.
يقوم على أعمال الـمستشفى بالـمناوبة الأطباء الـميامون الـمذكورون، وقد بدأ العمل منذ صباح الـجمعة الفائت في 21 الـجاري الطبيب القومي الاجتماعي عفيف عبد الوهاب رئيس مستشفى الـميناء والدكتور عبدالله سعاده منفذ عام الكورة الـحزب السوري القومي الاجتماعي والدكتور ريشار جباره مع عدد واف من الـممرضين والممرضات وعلى رأسهم الممرضة القومية الاجتماعية الآنسة جميلة فاضل ومساعدتها الآنسة مريانا جلال.
كما أن الوجيه الثري السيد عادل عبد الوهاب قد تبرع بنفقات الـمستشفى فدفع ثلاثة آلاف ليرة كدفعة أولى على أن يستمر عمل الـمستشفى حتى إحراز النصر في الـمعركة القائمة في فلسطين ضد الصهيونية الـمجرمة والاختلاطات السياسية الغريبة».
مديرية معلقة زحلة
وتظهر جلية مساعدة القوميين الاجتماعيين للاجئين من جنوب سورية في التقرير الوارد من مدير مديرية الـمعلقة والكرك التابعة لـمنفذية البقاع الأوسط العامة الرفيق جورج أبو حنا:
«تـحية قومية اجتماعية: تنفيذاً لتعميم عمدة الإذاعة القاضي بالـجاء اللاجئين السوريين من فلسطين نعلمكم أنه قد وصل إلى بلدة الكرك ما يقارب الـخمسمئة من أطفال ونساء وعجز. وقد قام القوميون الاجتماعيون بواجبهم نحوهم ففتحوا بيوتهم للاجئين وقدموا كل ما أمكن من مأوى ومأكل وملبس وسائر الـحاجات الضرورية مدة ثلاثة أيام إلى أن صار نقل اللاجئين إلى قرية «عنجر» على أثر اتصال الـمدير بـمحافظ البقاع ومكتب فلسطين الدائم. لقد كان لأعمال القوميين الاجتماعيين وقع عميق في قلوب الـمواطنين اللاجئين السوريين وأهالي الـمنطقة»
مديرية صيدا الـمستقلة
وجاء من مدير مديرية صيدا الـمستقلة التقرير التالي:
«تـحية قومية اجتماعية، وبعد بناء على أوامر الإدارة الـمركزية الصادرة بتاريخ 10 مايو/أيار 1948 نـجيب:
«ما حطت أقدام اللاجئين السوريين في صيدا حتى هب القوميون الاجتماعيون إلى مساعدتهم وتقديـم كل ما يلزم من حاجة، فاشترك في ذلك الرفقاء الآتية أسماؤهم بإسم قوميي مديرية صيدا الـمستقلة: سليم صباغ، مصباح ضاهر، حسن الـحسن، محمد نصرالله، كمال منذر، ووفيق البساط، وتشتمل أعمال القوميين الاجتماعيين على تأمين وصول حاجاتهم إلى الـمساكن الـمعدة لهم والإحصاء وتأمين الطعام بصورة منظمة خصوصاً للأطفال والـملبس والإسعاف الصحي»