الإسم الكامل: محمد سعيد العاص
مكان وتاريخ الولادة: حماه 1889
تاريخ الانتساب: أيلول 1936 في حيفا.
مكان وتاريخ الاستشهاد: جبال الخضر، بيت لحم،7 تشرين الثاتي 1936
اشتهر باسمه العسكري (سعيد العاص) وهو من أسرة شهاب الأحموية ولد في مدينة حماه، تلقى دروسه الإبتدائية فيها، وأكمل دراسته الرشدية والإعدادية العسكرية في دمشق، وتخرج برتبة ملازم من الكلية الـحربية في الآستانة سنة 1907، وعيّن بدمشق، ثم تنقل في مراكز عسكرية شتى، وفي سنة 1908 دخل بالفحص مدرسة الأركان الأحربية، وفيها تأجلت مواهبه، وفي أوائل عام 1910 أخرج من الـمدرسة لأسباب سياسية عربية، وعين في كتيبة الرماة، ودخل مكتب الرماة وأتـمّ الدورة التعليمية، ثم سافر مع فرقته إلى ألبانيا واشتبك بحروب عصابات الألبان، وفي سنة 1911 خاض الـمعارك الـحربية ضد جيش حكومة جبل الأسود.
وفي منتصف عام 1911 وقع أسيراً مع جيش سلانيك بقبضة اليونان، واستطاع الفرار من الأسر والوصول الى الآستانة واشترك في معارك البلقان في موقع سركوبرى، وفي هذه الفترة كانت التنظيمات العربية قد بدأت فانتسب الى «حزب العهد العسكري» وبدأ بنشر مقالاته بتوقيع مستعار.
ولأما زحف الأجيش العثماني على أدرنة عين قائداً لأمنطقة حدود طونأجة وفي سنة 1913 عين مأموراً في الأمهمات الأحربية بدمشق، واشترك مع ياسين الهاشمي وغيره للقيام بالأحركة السورية فعلاً، ثم انتدب لـمهمة إيصال الديناميت الى الآستانة فقذف به الى ميدان جناق قلعة.
في الـمجلس العرفي
اتهم بانتسابه إلى الـجمعيات العربية فجيء به من ميدان القتال الى ديوان عرفي عاليه وحكم عليه بالإعدام، ثم أبدل الـحكم بحبس القلعة مدة سنة قضاها في حلب، ونصف سنة في سجن عاليه.
نفيه: نُفي الـمجاهد الشهيد الى جوروم وعاد الى وطنه يوم دخول الأمير فيصل لـحلب، فتولى الشعبة الثالثة بدائرة الشورى الـحربية، ثم نقل الى منطقة الزبداني ومنها لـمفتشية التجنيد العامة، وفي أثنائها حدثت وقائع بعلبك الـمعروفة، فاشترك فعلاً بها، ثم ذهب لـمنطقة جسر الشغور وصهيون وجبل الأكراد، وبعد نزوح الـملك فصيل عن سورية اشتبك مع قوى الفرنسيين فدحرهم حتى قرى الصهاونة في قضاء اللاذقية، وبعد نفاذ عتاده ذهب لـمنطقة الشيخ صالح العلي، وحضر معاركه الأخيرة أمام أبواب العمرانية.
سجنه: أقام في حماه متنكراً، وبثت السلطة الفرنسية عليه العيون والأرصاد وتـمكنت من القبض عليه مدة شهرين بينما كان يحاول الإلتحاق بثورة إبراهيم هنانو.
في الشرق العربي: وفي سنة 1921 وصل إلى الأردن فاراً فعين قائداً للسرية الاحتياطية، ثم أميناً للسر العام للأمن العام، فقائداً لـمفرزة «كاف» ثم وكيلاً لـمدير التعليم العام، فمديراً عاماً لشرطة عمان، وفي هذه الآونة هاجم الوهابيون منطقة الشرق العربي فصدمهم بالقسطل.
في الـحجاز: ولـما اندلعت نيران الـحرب بين الهاشميين والوهابيين في الـحجاز سنة 1923 تطوع وبعض رفاقه من الضباط السوريين في الـجيش الـحجازي فعين قائداً للواء النصر، وقائداً لـخط دفاع جدة الـمشهور، وثبت فيه تسعة أشهر بقوة ضئيلة لا يتجاوز عددها الألف أمام 30 ألف محارب دحرهم مرات أمام خطوط الدفاع.
ثم عين برتبة زعيم للعقبة ومعان فتمنع عن الذهاب، فنقل الى ينبع ومنها الى عمان.
جهاده في الثورة السورية
ولـما وقعت الثورة السورية عام 1925، اشترك بـمعركة رساس الـمشهورة في جبل حوران، وتوفق بالـمؤازرة مع فؤاد سليم وزكي الدروبي على تنفيذ فكرة توسيع الثورة في الـمنطقة الشمالية، وبإقناع سلطان الأطرش بذلك.
واشترك بتاريخ 30 تشرين الأول سنة 1925 بـمهاجمة دوما بالإشتراك مع محمد عز الدين وخاض معارك الـمليحة الـمشهورة، ويلدا وبابيلا وجوبر وحمورة.
واشتبك بصدام في 11 كانون الأول سنة 1925 مع الـمصفحات الفرنسية، وفي 14 كانون الثاني سنة 1936 زحف إلى الشمال وقام مع مجاهدي النبك وحمص
بتخريب جسر الـحارون، والتحم مدة أسبوع مع قوات الـجنرال مارتي الفرنسي، ثم عاد إلى الغوطة واشترك بوقائع الـميدان وجوبر، واشترك بحروب النبك الـمشهورة وعيون العلق بالإشتراك مع القائد فوزي القاوقجي وأبدى في هذه الـمعارك بطولة مشهودة وتـجلت مواهبه العسكرية بالإنسحاب والنجاة من تطويق الـحملات الفرنسية، وعاد إلى الغوطة واشترك بوقائع مدبرة وغيرها، واشترك بتنظيم خطة مهاجمة دمشق وتطبيقها فعلياً.
في الـجبهة الشمالية
أثر اختلاف الشهيد سعيد العاص مع زعماء الثورة في الغوطة انسحب منها وتوجه إلى الشمال، وقام بحروب وادي فيسان وقلعة «كنفيذ» وكفرحبو والضنية وأكروم وأكوم والسير، وتدمير الـخطوط الـحديدية. وألّف فرقة ابن الوليد وجيش أمير الـمؤمنين في الشمال الغربي، ثم ذهب إلى الأزرق، واجتمع بسلطان الأطرش، ونزل إلى الغوطة، واشترك في معاركها مع الأمير الشهيد عز الدين الـجزائري، وقد جرح في معركة «معربا» والتحم في داريا وطريق دوما مع القوات الفرنسية، ثم في معركة الزور الأخيرة، وفي آخر حملات التطويق في الغوطة افترق عن الأمير الـجزائري وعاد الشهيد العاص إلى جبل حوران.
جرح الشهيد مرتين، وبذل قصارى جهده لتنظيم أعمال الغوطة، وتأليف حكومة وطنية فيها، ولكن الاختلافات الواقعة على القيادات والزعامات أدت إلى انحلال الثورة.
جهاده في فلسطين
لم يخلق القائد الشهيد سعيد العاص إلا للوثوب، وقضى حياته ولم يهنأ يوماً واحداً، وكان لا ينسحب من ميدان القتال إلا ليصول ويجول في معارك جديدة في ساحات أخرى، ولـما اندلعت نيران الثورة في فلسطين هبّ ليقود الـمجاهدين الأحرار، ودخل فلسطين في الربع الأول من شهر أيلول سنة 1936، واختار لنفسه منطقة جنوب القدس، لأن الثورة فيها كانت لا تزال في بدايتها، فبدأ الشهيد ببث الدعوة للثورة والـجهاد، واتصل مع القرى لتقديـم الـمتطوعين، وكان يوآزره في إعداد الثورة الشهيد عبد القادر الـحسيني بعد إطلاق سراحه من معتقل صرفند، فاستجاب لدعوته مئات من سكان منطقة القدس وأقضية بيت لـحم والـخليل وتـمكّن من جمع 250 مسلحاً فقرر القيام بهجوم شامل على القوافل العسكرية الإنكليزية التي تـمر في تلك الـمنطقة، واختار جبال قرية حلحول القريبة من طريق بيت لـحم مركزاً لتهيئة الهجوم، ورأى أن يكون الهجوم في رابعة النهار ليتمكن من قتل أكبر عدد مـمكن من الانكليز، وخطته كانت ترمي إلى رفع الـمعنويات في نفوس الـمجاهدين وسكان الـمنطقة، وابتدأت عملية الهجوم بأن وزع الشهيد سعيد العاص إخوانه الثوار إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: وهو القسم الأكبر رابط في جبال حلحول وقد سدّ الشارع العام بالـحجارة الكبيرة.
القسم الثاني: وقد رابط إلى الشمال بقيادة إبراهيم خليفة.
القسم الثالث: وقد رابط إلى الـجنوب بقيادة سالم الشيخ لـمنع وصول النجدات العسكرية الى ميدان القتال هناك.
وفي الساعة الثالثة من بعد ظهر 24 أيلول سنة 1936، وصلت قافلة عسكرية من الـخليل فوجدت الطريق مسدوداً بالـحجارة، ولـما قام الـجند بفتحها انهال الـمجاهدون الـمرابطون قرب الطريق عليهم بالرصاص، فصرعوا عدداً كبيراً منهم، ودافع الـجند عن أنفسهم بالرشاشات والـمدافع وأسرع القائد الإنكليزي بطلب النجدة، فأتى ألف وخمسمئة جندي بريطاني، ولم تتمكن هذه النجدة من الوصول إلى ساحة الـمعركة، إذ تصدى لها الـمجاهدون الـمرابطون لـمنع وصول النجدات ودامت الـمعركة أكثر من خمس عشرة ساعة، وقبل صباح يوم 25 أيلول سنة 1936 انسحب الـمجاهدون إلى مواقعهم الـحصينة في الـجبال، وبلغت خسائر الـحملة الإنكليزية أكثر من أربعين جندياً، وغنم الـمجاهدون كمية من سلاح العدو وعتاده، واستشهد ثلاثة من الـمجاهدين.
معركة الـخضر
أثر ما أصاب الانكليز من هزيـمة منكرة في معركة حلحول أرادوا تغطية فشلهم بالإنتقام، فجهزوا حملة مؤلفة من ثلاثة آلاف جندي، طوقت الـمنطقة التي كان يعمل فيها الشهيد، وهي واقعة بين القدس والـخليل، واستمرت عملية التطويق على شدتها حتى 6 تشرين الأول سنة 1936 وكان القائد سعيد العاص في مكمنه الـحصين في الـجبال، والـحملة تـجري حركة التفاف وتضيق الـمجال على الـمجاهدين، فطلب الشهيد من إخوانه الإنسحاب من الـمعركة إلى قراهم وبقي معه 25 مجاهداً صنديداً كان بينهم القائد البطل عبد القادر الـحسيني.
وفي صباح 6 تشرين الأول سنة 1936، وقعت معركة ضارية في جبال الـخضر بين عدد قليل من الثوار والـحملة الإنكليزية واستمر القتال بضع ساعات، والتحم الـمجاهدون مع الـجند بالسلاح الأبيض أجساداً بأجساد بعد أن نفذت ذخائرهم، وقاتلوا بيأس وبأس وإيـمان خرّ أثرها سعيد العاص وإخوانه شهداء في ساحة الـمجد والشرف، وأصيب مساعده عبد القادر الـحسيني بحربة فأسر وهو جريح، ولكنه استطاع الفرار من مستشفى السجن.
وقد اختلفت الروايات في أمر استشهاده، فرواية تقول بأنه التجأ إلى كهف وقاوم بـمسدسه، وتكاثر عليه الـجند ورموه بالقذائف اليدوية والرشاشات، ورواية تقول، أن استشهاده كان اغتيالاً وغدراً، وأن الـجاسوس «رشدي البرمكي» هو الذي أبلغ الـجيش البريطاني عن محل الشهيد سعيد العاص، وقد قبض على الـجاسوس في منطقة الثوار واعترف بأسماء بقية الـجواسيس وأنه تقاضى 35 جنيهاً مقدماً على أن يقبض 500 جنيهاً بعد ذلك.
وقد احتفل بقرية الـخضر بتشييع جثمان الفقيد الشهيد احتفالاً مهيباً، وأحجمت صحف فلسطين بإيعاز من السلطة البريطانية عن خبر استشهاده، لقد كابد في حروبه أشد الأهوال والأحداث، وسجل فخراً عظيماً في الـمعارك والوقائع التي خاض غمارها.
وقام الـمجاهد الشهيد عيسى البطاط وإخوانه للثأر والإنتقام للشهيد القائد سعيد العاص، فقتل البطاط غدراً، فقام الـمجاهد البطل عبد الـحليم الـجولاني ورجاله بالأعمال الثوروية في منطقة الـخليل بصورة واسعة.
إقترن الشهيد سعيد العاص بإمرأة شركسية من عمان وأنـجب منها كريـمة واحدة هي سعاد وقد تزوجت من وجيه شركسي في عمان ثم توفيت.
إنتماء سعيد العاص واستشهاده
إنتمى سعيد العاص إلى الـحزب أثناء فترة الإعتقال الثاني في حيفا وكان الـمسؤول الـحزبي في حيفا الرفيق كميل الـجدع ولكن لم تطل مدة انتمائه فقد استشهد في السابع من تشرين الثاني 1936 أي بعد خروج الزعيم من السجن بيوم واحد وذلك في معركة الـخضر قضاء بيت لـحم وكانت من أكبر معارك الثورة.
وفي 18 تشرين الثاني جرت لشهيدنا سعيد العاص حفلة تأبينية في دمشق أقامها محمد علي ظبيان تكلم فيها بهجت البيطار، مأمون الـمهايني، كامل التونسي، تيسير ظبيان وفخري البارودي.
وأقيم في حماه حفلة تأبينية كبرى بـمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاده، وتبارى الشعراء والـخطباء بالإشادة ببطولة الشهيد.
يضيء إسم سعيد العاص في ذاكرتنا من جديد لا لأنه اشترك في الثورة السورية (1926) وقارع بالكفاح الـمسلح الإنتدابين الفرنسي والإنـجليزي واستشهد وهو يحارب (1936) الإستيطان الصهيوني كي لا يضرب جذوراً في تراب الوطن فحسب بل لكونه أيضاً من القدرات النادرة التي فكرت مبكراً بالـمواجهة طريقاً لتحقيق الأهداف القومية والـمطالب الوطنية وهو من حفنة القيادات العربية التي تبينت منذ البدء عبث الـمفاوضات إذا لم تدعمها القوة الـمسلحة في ميادين النضال.
وبالإضافة إلى كون سعيد العاص قائداً عسكرياً تلقى علومه في الـمعاهد إلا أن أهميته تبرز في أنه الأول من الذين فكروا بحرب العصابات وحرب الشوارع وخبرته في هذا الـمجال مهمة لأنها تنبثق من بيئتنا الـجغرافية ومـما يتصل بها من مصاحبات استراتيجية.
إن الـجدل الذي انفجر أثر حرب حزيران 1967 وضرورة اللجوء إلى الكفاح الـمسلح حرب العصابات يبقى جدلاً تنظيرياً لا أهمية له اذا لم يضأ بالـخبرة والـممارسات العملية لقدرات عسكرية قومية عانت هذا الـموضوع في الساحة العملية، أن حرب التحرير القومية مع حاجتها إلى خبرات وتـجارب الأمـم الأخرى لا يـمكن أن تستورد أساليبها من الصين وفيتنام وغيرهما بل عليها أن تكتشف أساليبها هي التي ترتبط بالبنى القومية والبنية الـجغرافية لبلادنا إلى جانب الإستنارة بالـخبرات الأخرى، من هذه الزاوية بالذات يعنينا إسم سعيد العاص وغيره لكونهم كشفوا عن الإمكانات والـخطط التي يـمكن أن يلجأ إليها الكفاح الـمسلح من أجل تـحقيق الـمقاصد القومية العليا، ويـمكن أن نلخص الأسلوب الذي لـجأ إليه سعيد العاص في النقاط التالية:
أولاً: استراتيجية الكفاح الـمسلح هي وحدها الكفيلة لتحقيق الـمطالب القومية.
ثانياً: إن القاعدة الشعبية بـمختلف شرائحها هي الأرضية الأساسية لأي كفاح مسلح، فالشعب الذي تغتصب أرضه وحقه هو وحده الـمؤهل لاسترداد هذه الأرض وهذا الـحق.
ثالثاً: الإنتساب إلى الـحركات الثورية والأحزاب وتـحريكها وعقد تـحالفات جبهوية بين كافة الشرائح الشعبية في سبيل نـجاح الكفاح الـمسلح، إن الولاء القومي هو وحده القاسم الـمشترك الذي يجمع كل الإنتماءات الدينية والكيانية والإجتماعية والعرقية وتـجاوز الولاءات الضيقة، هو وحده الطريق الى حفظ الـمصالح الـمشتركة الكبرى، والعناصر الـمسلحة التي كانت تـحارب في صف سعيد العاص رغم تعدد انتماءاتها وأصولها ومذاهبها فقد كانت تُـجمع على أولوية القضية القومية.
رابعاً: التعبئة العسكرية الكاملة للقاعدة الشعبية وتأليف الفرق الـمقاتلة بأسماء حركية، فقد ألّف فرقة بإسم ابن الوليد وفرقة أخرى بإسم جيش أمير الـمؤمنين.
خامساً: الإنقضاض على الـمؤسسات، والـحملات العسكرية العدوة والإيقاع بها في كمائن مدروسة وإضعاف قواها بالصدام والـمفاجئة وقطع ضروريات العيش عنها.
قطع الـماء عن الـحاميات العسكرية كما اقترح في الهجوم على دمشق «13-14 شباط 1926»
تدمير الـخطوط الـحديدية كما في الـجبهة الشمالية من الثورة السورية.
قطع الطريق على القوافل والإمدادات العسكرية والسطو على مؤنها وذخائرها.
الهجوم أحياناً في وضح النهار وقتل أكبر عدد من جند العدو وإنهاك قواه العسكرية والبشرية مادياً ومعنوياً.
التحصن بالغيطان والأشجار الكثيفة والأنهار والتلال في حرب الأدغال، وبالتجمعات السكانية في حرب الشوارع.
الهجوم على القوى الغادرة ومواجهة العدو.
إقامة التحالفات بين الشرائح الشعبية وتنسيق العمل السياسي مع قياداتها وإنشاء قوة أعلام منظمة.
التضييف على مؤسسات العدو وإنهاكها عسكرياً قبل مرحلة التحرير التي تأتي نتيجة طبيعية لتنظيم القوى الشعبية وجعلها تـمارس القتال في الساحة، أما تـحرير الأرض والشعب فهما الـمقصدان الأساسيان لـحرب الـمقاومة والكفاح الـمسلح والعصابات التي كان سعيد العاص رائداً من روادها في الأرض السورية.
أن يستشهد سعيد العاص في معركة الـخضر يعيدنا بالذاكرة إلى تقاليد الشهادة في الأدب السوري الذي يقف جزء كبير من قصصه وأساطيره وملامحه على تـمجيد الشهداء والشهادة ويضع الـمواجهة ومـمارسات الصراع في نقطة الدائرة من اهتماماته وتناوله.