أيها الرفقاء- أيها الـمسؤولون:

 

نحن الآن نشترك في حدث خطير في تاريخ الـحركة القومية- في مؤتـمر هو الأول من نوعه، للمسؤولين القوميين، تعلن فيه لهم مبادئ العمل الإداري، والـمناقب العملية التي يجب أن يتحلى بها الـمساهمون فيه- مؤتـمر تشعرون بواسطته، ولا شك، وسيشعر رفقائكم في الـمناطق الـمختلفة من ورائكم، بقيمة العمل العظيم الذي قد تطوعنا كلنا معاً على تـحقيقه، فكانت من إرادتنا الـحركة القومية، وسيكون منها تاريخ الأمة ومستقبلها.

 

ويسرني أن أحمل إليكم، بـمناسبة هذا الـحدث، بشرى توازيه خطورة وقيمة: بشرى أريدكم أن تنقلوها إلى الرفقاء في الـمناطق، لكيما يشعروا بنطاق جديد لنشاطهم تتيحه لهم الـمؤسسة القومية، الـحريصة أبداً على أن تضم- في دورة تفاعلها الشاملة- سائر نواحي الـجهد البشري التي يقوم بها أبناؤها: يسرني أن أحمل إليكم، في هذه الـمناسبة، نبأ إشغال عمدة جديدة- جديدة على جهاز الـحزب لا على دستوره- هي «عمدة الثقافة والفنون الـجميلة».

 

 

تبرير العمل الثقافي الحزبي

 

وقد تتساءلون:«ما الـحكمة في إشغال هذه العمدة الآن، وعلام تتدخل الـمؤسسة القومية في شؤون الثقافة؟»

 

ولهذا أراني مضطراً لتذكيركم بأننا في الـمؤسسة القومية كنا أول من نبه الـمشتغلين بشؤون الأمة إلى الـمعنى الـحقيقي والشكل الصحيح، للعمل القومي: فأوضحنا للشعب- ولقادة الشعب أيضاً!- أن القضية القومية هي أعمق بكثير من الـمناورات السياسية والبرامج السياسية، وأعمق أيضاً من ضمان مصلحة اقتصادية للشعب بكامله أو لفئات فيه! لقد انفردنا- وما زلنا ننفرد- بين الـمشتغلين في قضية الأمة، في تشديدنا على الأساس الاجتماعي للقضية القومية: أنها قضية حياة الـمجتمع بكامله، فسادها من فساد الـحياة الاجتماعية وإصلاحها بإصلاح هذه الـحياة. لقد انفردنا في هذا التوجيه، وما زلنا عليه، واثقين أن نهضة الأمة لن تنبثق إلا عن معالـجة عنيفة، أساسية، لـمفاسدها الاجتماعية على الشكل الذي نعمل به..

 

فنجم عن هذا أننا كنا أول من قال بالقضية القومية والعمل القومي. لقد قال من سبقنا- بل ومن لـحقنا أيضاً، بالرغم من اقتباسهم تعابيرنا وألفاظنا- لقد قالوا بقضايا سياسية معينة، قالوا بنظم اقتصادية معينة، ونادوا ببرامج لم تتعد استهداف مأرب سياسي أو اقتصادي. أما نحن فقد قلنا، وقصدنا ما قلنا: أن قضيتنا هي قضية نهضة أمة ورقيها.

 

فإن هدفنا الـمميز، وأن مبرر وجودنا كمؤسسة، إنـما هو في أننا نعمل على إيجاد نهضة في حياة الـمجتمع في سائر نواحيها، وسائر مظاهر نشاط الفرد البشري فيها، وسائر مصالـحه الـمؤمنة بواسطتها. وبـما أن الثقافة هي إحدى، بل أهم، هذه النواحي والعناصر الهامة، في حياة الفرد، وبالتالي في حياة الأمة، بات العمل الثقافي عنصراً أساسياً في النهضة القومية التي نحمل لواءها!

 

هذا هو السبب الأول الذي يبرر العمل الثقافي في الـحزب، كعمل يقع ضمن البرنامج الـحزبي ونطاق اهتمام الـحزب.

 

ولكن السبب الثاني الذي سأعرض له الآن، يبرر العمل الثقافي بالنسبة إلى وضع الثقافة في بلادنا.

 

فما هو وضع الثقافة في بلادنا؟

 

ليس الـمجال الآن مجال عرض مفصل لـحالة الثقافة كما هي في بلادنا، ولا إلى بسط الأسباب والعوامل التي أوصلتها إلى هذه الـحالة، ولا إلى التنبؤ بـما يحمله لها الـمستقبل: وإنـما قصدي تذكيركم بواقع تشعرون به كلكم في حياتكم اليومية: إن الثقافة تتسرب إلى هذه البلاد بطرق كثيرة ومتنوعة، ولكن بشكل هزيل: حتى كأن سائر وسائل نقل الثقافة تتآمر على الثقافة- بل تتآمر على هذه البلاد، لتنقل إليها صورة مشوهة عن الثقافة، ولتخلق فينا طبقة مثقفة مـمسوخة، خير أن يشار إليها بالإزدراء كأحد عوامل الإنحطاط الثقافي، من أن تعتبر بادرة خير للبلاد، ورمزاً لعهد ثقافي آت!...

 

فالثقافة تنقلها إلينا صحافتنا الهزيلة، التي لا تعبّر إلا عن مصلحة أصحابها ومـموليها، سواء كانوا من أبناء الوطن أو من الغرباء، ولا تنظر إلى الأمور والـحوادث إلا بالـمنظار الذي يريده، وبالتوجيه الذي يفرضه، هؤلاء الـممولون.

 

والثقافة تنقلها إلينا مدارسنا، وكلكم يعلم الاختلاف البيّن في برامجها وفي توجيهها، الـمنبثق عن الـمؤسسات الـمختلفة، وبالتالي الـمصالح الـمختلفة، الـمسيرة لها.

 

والثقافة تنقلها إلينا الكتب والـمجلات والنشرات الـمتدفقة من الـخارج، تـحمل ثقافة غير ثقافتنا، وتعالج مشاكل غير مشاكلنا، وتعبر عن مصالح غير مصالـحنا. وليست نشرات الدعاية ومجلاتها، والصور التي تزدان بها شوارع مدننا، سوى التطور الأخير لهذه الـموجة الـخارجية الـمتدفقة، تغذي عقول الرجل العادي بيننا.

 

والثقافة تنقلها إلينا دور السينما، وما إليها من مؤسسات: وليس ما يعوض على الـجمهور فيها من إنتاجنا، ولا مـما يتوخى فائدتنا.

 

والثقافة تنقلها إلينا أدوات الـحضارة الـميكانيكة القاتلة روح الثقافة الـحقيقية.

 

والثقافة ينقلها أخيراً الـمثقفون بيننا- من أجانب ووطنيين- الذين يزيدون في بلبلتهم بلبلة مجتمعنا، وفي تناقضهم واختلاف مستوياتهم فوضانا.

 

هذه هي وسائل نقل الثقافة إلينا. وليس من الغريب معها أن تكون الثقافة بيننا على الشكل الـممسوخ التي هي عليه: بدون أساس مشترك، وبدون مستوى رفيع وأن ينظر إليها لا كقيمة بذاتها، بل كأداة للنفع ووسيلة للاستثمار. فالفن، والعلم، والفلسفة، كل هذه قد غدت وسائل نفعية، تقاس قيمتها بـما تدره على الشخص من فوائد، وتنشد فقط بالقياس إلى نـجاحها في إحراز مركز اقتصادي أو اجتماعي أرفع لـمن ينشدها.

 

إزاء هذه الـحالة قد رأى الـحزب أن من واجبه أن يتدخل، ليعالج هذه الناحية الهامة من حياة الأمة، ضمن معالـجته العامة لقضيتها. ولا ريب في أن ظروف الاستقرار الـخارجي هي التي جعلت من الـممكن للمجلس الأعلى الـموقر اتخاذ هذه الـخطوة الـحاسمة الـمشكورة.

 

***

 

 

يتحتم علينا، بعد هذا التبرير لتدخل الـحزب في الشؤون الثقافية، بإشغاله «عمدة الثقافة والفنون الـجميلة» أن نسأل: وكيف سيتقدم الـحزب معالـجاً الشؤون الثقافية؟ ما برنامج هذه العمدة وخطتها في العمل؟

 

ولا يسعني الآن أن أقوم بأكثر من شرح إجمالي. فإن إسناد هذه العمدة إليّ لم يتم إلا منذ مدة قصيرة، كما وأن نوع العمل هذا، وهو جديد في اختبارات الـحركة القومية، ليستدعي أعدادً طويلاً وتصميماً مدروساً، قبل الانزلاق فيه.

 

لكنني سأعرض إلى الـخطوط الكبرى فقط بالإشارة والشرح.

 

الغايات التي تستهدفها عمدة الثقافة:

 

لعمدة الثقافة غايات رئيسية ثلاث، تعمل لها في سبيل سعيها لإيجاد نهضة ثقافية شاملة في المجتمع:

 

أولها: إثارة الإهتمام، وتعميم التعرف الـمباشر، إلى الإنتاج الثقافي الـمتراكم في التاريخ العالـمي، وفي تراثنا القومي. فنحن نبدأ عملنا بـمعرفة تامة وإقرار تام بإن ثمة تراثاً من الإنتاج، الشامل سائر نواحي النشاط البشري، والذي هو بالـحقيقة تراث عالـمي، وبأن علينا أن نعمم التعرف إلى هذا الإنتاج في أوسع مدى مـمكن في البلاد، وأن نشجع الإهتمام به وبدراسته، فوق وقبل التعرف إلى الإنتاج الثانوي، السليب القيمة الثقافية أو ذي القيمة السلبية.

 

ثانياً: إتاحة الإنتاج الـمباشر، من ضمن التفاعل الثقافي الـمتوفر عن طريق الإطلاع والتعرف- إتاحة الإنتاج الـمباشر بشكل ذي قيمة، بشكل يدخل في التراث العالـمي ويضيف إليه ثمرات جديدة.

 

ثالثاً: نشر ثمار التراث الثقافي العالـمي، وما ينبثق عن الاطلاع عليه من إنتاج محلي قومي، على طبقات الشعب، واستبدال الغذاء الفكري الـمقدم حالياً للشعب، به: أي تغذية الشعب بالثمار ذات القيمة بدلاً من تركه على حالته الراهنة، من الإطلاع السطحي على الإنتاج السطحي. ولا ريب أن في استبدال الغذاء الروحي الـمقدم للشعب حالياً، بـما هو أكثر منه قيمة، تغذية لـحس الشعب الثقافي، وذوقه الـمييز بين القيّم وعديـم القيمة، وإنـماء لقدرته على استيعاب الغذاء الروحي الـمقدم له.

 

برنامج عمدة الثقافة:

 

وبالاستناد إلى هذه الغايات التي تستهدفها العمدة، يتألف برنامجها العملي الذي أطمح أن نتوصل، بواسطته، إلى تـحقيق تلك الغايات أو الاقتراب منها.

 

أولاً: إثارة اهتمام الشعب، ولتعريفه على التراث العالـمي الثقافي، ثمة خطط عدة، لن يكون من الـممكن تنفيذها كلها في وضعية البلاد الـحاضرة، أو في الوضع العالـمي الـحاضر، ولكنها ستكون دائماً محور اهتمام، ودراسة، واستعداد هذه العمدة، منها:

 

أ- تدبير أمر بعثات علمية ثقافية إلى الـخارج، تكتسب الثقافة من ينابيعها الأصلية.

 

ب-تشجيع وتسهيل الرحلات الإطلاعية للتعرف إلى العالم الغربي )حيث نشأ معظم التراث الثقافي( في سائر نواحي حياته، وتقصي مظاهر انعكاس الثقافة في حياة الشعوب العامة.

 

ج- تأسيس منتديات ثقافية، في الـمناطق الـمختلفة، تدرس فيها الثمار الثقافية ذات القيمة الدائمة.

 

ثانياً: لإتاحة الإنتاج الـمباشر، لا بد من:

 

أ- ضمان الـمتطلبات الـخارجية للمنتجين وتأمين جو يسمح لهم بالإنصراف إلى الشؤون الفنية، أو العلمية، أو الفكرية، بدون الاهتمام الـمقلق بالشؤون الـمالية والـمادية عموماً.

 

ب-إبتكار أساليب من شأنها تشجيع هؤلاء الـمنتجين، وحفزهم للإثمار.

 

ج- ثم نشر إنتاجاتهم وتعميمها، في سائر أنحاء البلاد، بدون تـحميلهم مشقة الاهتمام بتدبير أمر النشر والتعميم.

 

ثالثاً: لإتاحة نشر الثقافة الصحيحة سنعمل على:

 

أ- نشر التراث الثقافي، والإنتاج الـمتولد عن الإطلاع عليه- وذلك:

 

-1بإنتقاء عدد من الثمار الثقافية، في شتى النواحي.

 

-2نقلها من لغاتها الأصلية إلى العربية بشكل يجعل تعرف القارئ عليها، وتفهمه لها مـمكناً.

 

-3نشر هذه الكتب في طبعات صحيحة ورخيصة، وشعبية.

 

-4تعميمها في مكاتب عمومية في الـمناطق الـمختلفة.

 

-5القيام بالدراسات التامة لهذه الكتب، إن في الـمحاضرات، أو في النشرات والكتب.

 

ب-تأسيس معاهد علمية، ومؤسسات صحية، وشتى وسائل نقل الثقافة الأخرى، لتضمن تسرب الثقافة الصحيحة في الشعب، واحتلالها محل الثقافة الهزيلة الـمتسربة حالياً.

 

وتلاحظون أن في هذا البرنامج من النقاط ما لا يـمكن تـحقيقه في الظروف الـحزبية أو الدولية الـحالية. لكن دراسة هذه الـمشاريع، ووضع التصاميم لها، وإثارة الإهتمام بها، لكفيلة بجعل تـحقيقها مـمكناً، ساعة تغدو الظروف الـخارجية والداخلية أكثر ملاءمة لتحقيقها.

 

مبادئ أساسية في سياسة العمدة:

 

ولا بد لي، قبل اختتام بياني الـحالي، من التنويه ببعض الـمبادئ الأساسية الـمهيمنة على سياسة العمدة:

 

أولاً: العمدة غايتها إحياء الثقافة ونشرها. والثقافة جوهرها الـحرية- في الإنتاج وفي التعبير. ولهذا فإن مهمة هذه العمدة ستكون صعبة ودقيقة، نظراً لكونها جزءاً من جهاز منظم يقوم بعمل هو في صميمه شخصي، وحر. فالعمدة- إخلاصاً منها للمسؤولية الـمطلقة تـجاه القيم العليا، وحرصاً منها على مصلحة الأمة التي تخدمها- لن تسمح باعتبارات خارجة عن نطاق الـخير والـحق والـجمال، أن تتدخل في شؤون إنتاج ثقافي يتوخى التعبير عن الـحق والـخير والـجمال!

 

وستترك هذه القيم تفرض نفسها، وتوجيهها، بحرية. ولن تتهرب العمدة من مواجهة الـحرية في الإنتاج والتعبير- وهي ليست تـجهل أن هذه الـحرية ستقود إلى ضروب من الإنتاج متضاربة، متطاحنة. لكن حل مشكلة هذا التضارب، يرجع إلى نطاق كياني لا أثر فيه للضغط، أو للسيطرة، أو للسلطة بالـمعنى السياسي أو النظامي! إن الثقافة إذن ستُنمى في جو ثقافي، وسيُسمح لها أن تعيش وتتغذى فيه.

 

ثانياً: ولهذا، فإن هذه العمدة ستجمع في تركيبها وتوفّق بين التنظيم في الـجهاز، وبين الـمرونة: أنها ستتبنى النظام بـمقدار ما هو ضروري لضمان استقرار العمل، وتعهد نواحيه التي تسمح بالتنظيم وتتطلبه، ولكنها ستترك التنظيم حيث يتطلب العمل جهوداً شخصية تلقائية، لا يحكم عليها من الـخارج، ولا توجّه بالأوامر والـمراسيم.

 

أما الـجهاز العملي الذي سنحقق فيه أكبر قدر من هذه الـمرونة، والإنسجام بين التنظيم والـحرية، فسيعلن في بيان آخر للعمدة، بعد إعداده، ونوال موافقة الـمجلس الأعلى عليه.

 

ولكن ما من شك في أن هذه العمدة ستجد في جهاز الـحزب الإداري وسيلة مـمتازة لتسهيل أعمالها، وبصورة خاصة: صفوف منظمات الأساتذة، والطلبة، الذين سأعمل على ربطهم معاً بـمؤسسات وأجهزة إدارية ذات اتصال مباشر بالعمدة.

 

ثالثاً: وإن عمل عمدة الثقافة- إن في نتائجه وثماره، أو في تياره الـمولد لها، والـمتولد عنها- لن يحصر في صفوف الـحزب. وهذا يشكل مـميزاً أساسياً لأعمال هذه العمدة عن العمدات الأخرى في الـحزب. ولهذا فإن لهذه العمدة سياسة خاصة ستتبعها بهذا الشأن:

 

أ- ستتصل العمدة، بواسطة «مفوض ارتباط» خاص، بالـمفكرين والأدباء والفنانين الذين لم ينضموا إلى الـحزب. وستمد لهم يدها للتعاون الـمثمر في مضمار الـحركة الثقافية. وستقدم لهم التسهيلات الإدارية والإذاعية الـمتوفرة في الـمؤسسة القومية، والتشجيعات الـمعنوية الأخرى الـمنبثقة عنها، وتضمن لهم الاحتكاك بالـمفكرين والأدباء والفنانين الـمنضمين إلى الـحزب، ثم تقوم وإياهم بالـمشاريع الـمشتركة، كنشر الكتب، أو إعداد الـمحاضرات، أو تأسيس الـمنتديات البحثية والدراسية. وستقدم العمدة بهذا العمل دليلاً على القيمة التي يجنيها الـمفكرون، ذوو الرسالة والإخلاص، من العمل بالإشتراك مع مؤسسة تؤمّن لإنتاجهم رواجاً، وتؤمن لرسالتهم الإنتشار بين أشخاص مؤهلين لتقديرها حق قدرها. وستقدم العمدة أيضاً دليلاً على استعدادها للتعاون مع سائر الأفراد، والـحركات، والهيئات الفكرية الـمخلصة، لـما فيه خير الأمة، وضمان لتحقيق نهضتها الثقافية، وبالتالي نهضتها القومية الشاملة.

 

ب-وستبذل العمدة أقصى ما بوسعها من جهود لتتلافى انحصار التيار الثقافي الذي ستولده أعمالها، في صفوف أعضائها، ولتضمن انتشاره على أوسع نطاق مـمكن في البلاد بوجه عام: وذلك بالسماح بإنتشار منشوراتها خارج الـحزب، وبحضور غير أعضائها لـمنتدياتها، واستماعهم لـمحاضراتها، إن خير الأمة هو هدفنا: وكل ما من شأنه نفعها، سنعمل على تـحقيقه. ولن نحتكر لصفوف الـحزب عملاً هذي قيمته وهذا شأنه.

 

خاتـمة:

 

أ- والآن، وقد انتهى بياني، لا يسعني إلا أن أذكركم بأن العمل الـجديد الذي قد أقدمت الـمؤسسة على تنفيذه، إنـما هو واجب جديد ملقى على عواتقكم أيها الـمسؤولون، وعلى عواتق سائر الرفاق في سائر مناطق الـحزب من ورائكم. وكل عمل تقومون به- إن في التنظيم، أو في الإنتاج، أو في الدراسة والإطلاع- إنـما هو حجر تضعونه في بناية النهضة الضخمة. وليس ببنّاء حاذق من يهمل شأن حجر واحد في البناء الذي يتعهده.

 

الـمركز في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1944

 

عميد الثقافة والفنون الـجميلة

 

 

ملاحظة: يجب التميز بين هذا البيان وبيان العميد الأساسي الـمرفوع إلى الـمجلس الأعلى الـموقر.