بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 1944 قدم حضرة عميد الداخلية اقتراحاً إلى مجلس العمد الـموقر يوضح فيه الأسباب والـمبررات التي تدعوه لعقد مؤتـمر إداري يحضره جميع الـمنفذين العامين وهيئات منفذياتهم والـمديرين الفرعيين فيها. وفيما يلي نص الاقتراح الـمذكور:

 

حضرة رئيس مجلس العمد الـمحترم

 

تـحية قومية. أما بعد فإنني أتقدم بالـمشروع التالي إلى مجلسكم الـموقر للنظر فيه ودرسه درساً أولياً لكي تستطيع هذه العمدة الـمباشرة فيه مستندة إلى موافقة إجماعية للإدارة الـحزبية العليا.

 

بينما نحن نقترب من نهاية هذا العام الذي افتتح بالإفراج عن معتقلي الـحزب، يوم بذل فيه رجال الـمركز جهوداً كبيرة في سبيل حل مشاكل الـحزب السياسية الـمزمنة، وصرفوا فيه وقتاً طويلاً في أعمال إذاعية واسعة النطاق، كان القصد منها تذكير الـمجموع بوجود الـحزب وإعادة الـمعنويات الـمتضعضعة بوسائل دعائية ومظاهر شعبية تدفع بالـحزب إلى نشاطه السابق وتغذي روحية أعضائه التّواقة إلى الوثوب. وبعد حصولنا على نتائج هذه الـجهود التي تعبر عنها حركة الإقبال القوية في مختلف الـمناطق، قد أصبحت الـحاجة إلى تنظيم القوى الـحزبية القديـمة والعناصر الـجديدة الـمقبلة عليه في هيكل إداري محكم التنظيم أمراً ضرورياً وملحاً يؤدي التقصير عنه إلى إضاعة تضحيات سنين طويلة وبعثرة كل ما ربحته جهودنا السياسية والإذاعية مؤخراً.

 

والآن لكي أعطي اقتراحي الصبغة العملية التنفيذية أطلب من الـمجلس الـموقر الـموافقة على النقاط الآتية:

 

1- يعقد مؤتـمر إداري في بيروت في الثاني عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1944.

 

 -2تتشكل اللجنة التحضيرية للمؤتـمر من عميد الداخلية والعميد ناموس مجلس العمد ووكيل عميد الـمالية.

 

-3ترفع اللجنة التحضيرية للمؤتـمر مشروعها النهائي لـمواد البحث في الـمؤتـمر في 6 نوفمبر/تشرين الثاني لينظر فيها ويوافق عليها الـمجلس الـموقر في جلسة خاصة تعقد لهذا الغرض.

 

عميد الداخلية

 

 نعمة ثابت

 

عن الـمركز في 10 أكتوبر/تشرين الأول 1944

 

 

وبعد الـمناقشة أقر الـمجلس الـموقر إقتراج حضرة العميد وشكلت اللجنة حسب الاقتراح.

 

والتأمت اللجنة في جلستها الأولى بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول وفيما يلي تقرير حضرة عميد الداخلية عن أعمالها في جلسة مجلس العمد بتاريخ 15 أكتوبر/تشرين الأول، قال العميد:

 

«اجتمعت اللجنة اجتماعها الأول في 14 الـجاري في الساعة 5:30 مساء ودرست ما يجب أن تبدأ به لإعداد العدة للمؤتـمر فوجدت أن عليها أن تسجل بعض الـمبادئ الإدارية الأساسية التي يجب أن تكون الـمقياس لتفتيش الـمناطق وجمع الـمعلومات منها، وبعد ذلك راجعت لائحة الـمناطق فقسمتها على الـمفتشين. ثم وضعت النقاط الرئيسية للتوجيه الذي ارتأت أن تعطيه لكل من الـمفتشين كي يستنير به في قيامه بالتفتيش».

 

فأقر الـمجلس الـموقر هذه الـخطوط الأساسية في السياسة الإدارية الـمتبعة من قبل العمدة.

 

وبتاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول عادت اللجنة فعقدت جلسة ثانية لتضع تعميماً على أساس الـمبادئ الإدارية التي أقرها الـمجلس. وفيما يلي نص التكليف والتعميم اللذين وجهتهما إلى كل من الـمفتشين مع الدعوة الرسمية إلى كل من الـمسؤولين الـمدعوين.

 

 

دعوة رسمية

 

حضرة

 

تـحية قومية، إن عمدة الداخلية تبلغكم وجوب الـحضور في الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم الأحد في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1944 إلى منزل حضرة رئيس الـمجلس الأعلى عميد الداخلية في بئر حسن(بيروت) للإشتراك في الـمؤتـمر الإداري الذي أصدر مجلس العمد الـموقر قراراً بعقده.

 

ملاحظات:

 

1- لا يجوز التغيب قطعاً.

 

-2تنتهي أعمال الـمؤتـمر في الساعة السادسة مساء ويـمكنكم العودة إلى منطقتكم فور انتهائه.

 

-3يحق للمسؤول أن يصطحب معه من يود حضور الـمؤتـمر كمستمع من غير الـمسؤولين.

 

    توقيع المبلغ:                                                      توقيع المبلغ إليه:

 

 

تكليف

 

حضرة

 

تـحية قومية، بناء على قراري مجلس العمد الـموقر بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول و15 أكتوبر/تشرين الأول 1944، إن هذه العمدة تكلفكم القيام بتفتيش الـمناطق التالية:

 

بين تاريخ هذا التبليغ ونهاية شهر أكتوبر الـحالي، وتقديـم تقريركم بواسطة هذه العمدة إلى اللجنة التحضيرية للمؤتـمر الإداري بناء على التعميم الـمرفق ربطاً.

 

وبهذه الـمناسبة تـجدون ربطاً أيضاً عدداً من تذاكر الدعوة الرسمية الـموجهة إلى جميع الـمنفذين العامين وهيئات منفذياتهم وكل مدير مستقل وهيئة مديريته، وكل مدير فرعي دون هيئة مديريته. الرجاء أن تبلغوا كل مسؤول مذكور أعلاه في الـمناطق التي ستقومون بتفتيشها، وذلك بواسطة التوقيع على تذكرتين من قبلكم ومن قبل الـمبلغ إليه- تُـحفظ الأولى منها معكم وتعاد إلى العمدة مع تقريركم، وتبقى الثانية مع الـمبلغ إليه.

 

وكذلك ترجو العمدة أن تهتموا بوجودكم في الـمنطقة بإعطاء الـمسؤولين رأيكم في تنظيم الـمجيء إلى الـمؤتـمر والعودة إلى الـمنطقة.

 

عن الـمركز في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1944

 

عميد الداخلية

 

تعميم

 

حضرة الـمفتش الـمحترم،

 

تـحية قومية، أما بعد فإنني أثبت لكم في هذا التعميم بصورة تفصيلية ومتسلسلة ما كنت قد شرحته شفهياً في مقابلتنا عن الدوافع التي حدت بهذه العمدة لإعداد العدة لعقد مؤتـمر إداري عام يدعى إليه الـمسؤولون الرئيسيون في الـمناطق، ويكون بـمثابة محاولة فعالة لتنظيم قوى الـحزب الـحاضرة على أساس راق من الفن الإداري، ولـمساعدته على بلوغ أهدافه العليا.

 

في العاشر من الـجاري أرسلت كتاباً إلى مجلس العمد الـموقر يتضمن مشروع الـمؤتـمر الإداري، وأريد بهذه الـمناسبة أن أنقل إليكم فقرة من حيثيات الاقتراح قد تلقي نوراً على الدوافع التي منها ولدت فكرة الـمؤتـمر، والتي بالاطلاع عليها تتمكنون من إدراك أهميته وغاياته. فقد ورد في الفقرة الثانية من الكتاب الـمشار إليه أعلاه ما يلي: «بينما نحن نقترب من نهاية هذا العام الذي افتتح بالإفراج عن معتقلي الـحزب، عام بذل فيه رجال الـمركز جهوداً كبيرة في سبيل حل مشاكل الـحزب السياسية الـمزمنة، وصرفوا فيه وقتاً طويلاً في أعمال إذاعية واسعة النطاق، كان القصد منها تذكير الـمجموع بوجود الـحزب وإعادة الـمعنويات الـمتضعضعة بوسائل دعائية ومظاهر شعبية تدفع بالـحزب إلى نشاطه السابق وتغذي روحية أعضائه التواقة إلى الوثوب، وبعد حصولنا على نتائج هذه الـجهود التي تعبر عنها حركة الإقبال القوية في مختلف الـمناطق، قد أصبحت الـحاجة إلى تنظيم القوى الـحزبية القديـمة والعناصر الـجديدة الـمقبلة عليه في هيكل إداري محكم التنظيم، أمراً ضرورياً وملحاً يؤدي التقصير عنه إلى أضاعة تضحيات سنين طويلة وبعثرة كل ما ربحته جهودنا السياسية والإذاعية مؤخراً».

 

الآن، وقد اتضحت بجلأ الضرورة الـماسة للمباشرة بهذا الـمؤتـمر الهام، بقي علينا أن نضع له الـخطة العملية ونعين الـمبادئ الإدارية الأساسية التي يـمكن أن تكون مقياساً دائماً نضبط بواسطته الأعمال والتصرفات الإدارية ونلجأ إليه للحكم على فعالية وصلاحية جميع التدابير الإدارية التي يـمكن أن تتخذ. فعلى هذا الأساس قد وضعت اللجنة التحضيرية للمؤتـمر النقاط الـمدرجة أدناه باعتبارها أبرز الـمبادئ الإدارية التي أوحاها لنا اختيارنا الـحزبي:-

 

أولاً- إعادة النظر في جهازي الـمنفذية والـمديرية الإداريين:

 

إن أمر انتقاء الأعضاء الصالـحين لتسلم الـمسؤوليات الـحزبية في الـمناطق يعتبر من أدق وأهم القضايا الإدارية التي تشغل الـمركز، ويشكل بالفعل قاعدة أساسية في السياسة الإدارية لهذه العمدة. وإليكم ما ورد بهذا الشأن في بيان العمدة الأساسي:«لا يـمكن للمركز أن يؤمن أي سياسة إدارية أو إيجاد أي اتـجاه إذاعي أو سياسي معين قبل تسليم إدارة مناطق الـحزب لأفراد حائزين على صفات تؤهلهم لقيادة الأعضاء وتطبيق التعليمات الـمركزية بدقة وفهم وإخلاص، لذلك يتحتم على عمدة الداخلية أن تهتم بأمر إكمال الـجهاز الإداري للمناطق على أن يجري ذلك بـمنتهى السرعة».

 

لذلك، وبالنظر للنتائج الكبيرة الـمترقبة على كيفية معالـجتكم لهذه الناحية الهامة من السياسة الإدارية الـمركزية، رأينا أن نزودكم بالتعلميات التي قد تساعدكم على تنفيذ هذه السياسة على أفضل وجه مـمكن:-

 

1- تبدأون عملكم التفتيشي باتصالكم بهيئة الـمنفذية أو الـمديرية الـمستقلة أو الـمديرية الفرعية، فتبلغون الـمنفذ العام أو الـمدير الـمستقل أو الـمدير صفتكم الرسمية.

 

-2تباشرون بجمع الـمعلومات عن أفراد هيئة الـمنفذية أو الـمديرية الـمستقلة أو الـمديرية الفرعية على الشكل الآتي:

 

أ- تبحثون عن التاريخ الـحزبي لكل مسؤول بـمعرفة: أولاً الـمسؤوليات التي تـحملها في الـماضي، ثانياً مدى نـجاحه في عمله السابق والـحاضر، ثالثاً الـمدة التي قضاها في مسؤولية حزبية في السابق أو في الـحاضر، رابعاً هل اعتقل في سبيل الـحزب ومعرفة شيء عن تصرفاته وروحيته أثناء الاعتقال.

 

ب-تبحثون عن التاريخ الاجتماعي أو الشخصي لكل مسؤول بـمعرفة أولاً رتبته العلمية أو تـحصيله الشخصي، ثانياً وسطه الثقافي، ثالثاً هل تنتمي عائلته إلى حزبية محلية ومدى تأثره بهذه الـحزبية.

-3إن الـمعلومات الـمطلوبة أعلاه يـمكن جمعها بعدة طرق منها:

 

أ- الإحتكاك الشخصي الـمباشر مع صاحب العلاقة وتوجيه سؤالات مباشرة إليه عن ما هو مطلوب.

 

ب-استقاء هذه الـمعلومات من معارفه وأصدقائه.

 

ج-استقاء هذه الـمعلومات من الوثائق الـحزبية الـمحلية.

-

4-عندما تضعون تقريركم عليكم أن تشيروا إلى الطريقة التي بواسطتها جمعتم هذه الـمعلومات فتعينوا الطريقة أو الطرق التي استعملت في هذا السبيل والـمنوه عنها في النقطة (3، أ، ب، ج(.

 

هنا ينتهي الفصل الأول من تقريركم وهو الفصل الذي يعالج الوضع الفردي لكل مسؤول على الأسس الـمبينة أعلاه.

 

ثانياً- يبتدئ الفصل الثاني من التقرير بدرس الناحية الروحية في الإدارة الـمحلية، ويتضمن هذا الفصل النقاط التالية التي يهمنا أن تعالـجوها في تقريركم:

 

-1 بين الاتكالية والتعاون: يجب التدقيق لـمعرفة فيما إذا كانت هيئة الـمنفذية أو الـمديرية قائمة بأعمالها بـموجب النصوص الدستورية فيتحمل كل مسؤول مسؤوليته بصورة تامة، وعلى أساس من التعاون الوثيق الـمتجانس. كما  يجب التدقيق لـمعرفة فيما إذا كان هنالك تقاعس في تـحمل الـمسؤوليات من قبل فرد أو أفراد في الهيئة الإدارية، لاعتماده أو لاعتمادهم على حيوية واندفاع غيرهم. وأخيراً يجب التدقيق لـمعرفة فيما إذا كانت الهيئة بأجمعها غير صالـحة للعمل.

 

-2كان القصد من النقطة السابقة الاطلاع على مدى شعور الـمسؤول بـمسؤوليته، ولكن القصد من النقطة هذه هو معرفة مدى تفهم الـمسؤول لـمسؤوليته ومقدرته على تطبيق ما يشعر به ويدركه. لذلك تستهدف هذه النقطة الوقوف على كيفية تصرف الـمسؤول ليس فقط من الناحية الـمثالية والـمعنوية ولكن من الناحية الـمادية أيضاً بصفته مشرفاً على التنفيذ فيهمنا هنا أن ندقق فيما إذا كان يدرك ويعمل بـموجب هذا الإدراك لأهمية السرعة في التنفيذ والضبط التام في الأعمال والـمثابرة والـمتابعة لسير الإدارة بدون كلل ولا ملل. فيتضح لكم من هذه النقطة وجوب التمييز بين صفات الإخلاص في الـمسؤول وتـحليه بـمظاهر خارجية ترتاح إليها النفس، ومواهب التنفيذ في شخصية عملية في تفكيرها وناقدة في ملاحظاتها. لذلك يهمنا، بالنسبة لهذه النقطة، أن نتعرف إلى القوة الدافعة في شخص الـمسؤول ومقدرته على ابتكار شتى الوسائل والطرق لإيصال الـحزب إلى غاياته في منطقته وتنفيذ أوامره وسياسته.

 

ثالثاً- تفتيش الأعمال الـمكتبية

 

-1 في الـمنفذية

 

أ- سجل الـمديريات، وهو السجل الذي يجب أن يحتوي على لائحة بكل الـمديريات تشكل أولى صفحاته مرقمة، )كما في تذكرة العضوية) ثم رقم يرمز إلى صفحة الـمديرية في السجل حيث يسجل تاريخ الـمديرية منذ تأسيسها، وهيئة الـمديرية، والتطورات الإدارية التي تـمر فيها بحسب تواريخها. وكل هذا يجب أن يكون مطابقاً لسجل موجود لدى ناموس الـمديرية تماماً.

 

ب-سجل الأعضاء في الـمديريات، وهو يحتوي على أسماء الأعضاء في كل مديرية وتواريخ انضمامهم إلى الـحزب، وتطوراتهم، والـمسؤوليات التي تـحملوها، وهو أيضاً يجب أن يطابق سجل الأعضاء في الـمديرية.

 

ج- سجل وقائع جلسات هيئة الـمنفذية، وهو السجل الـمخصص لتدوين وقائع جلسات هيئة الـمنفذية الدورية.

 

د- ملفات الرسائل الصادرة والواردة.

 

ه-ملف التقارير، ويجب أن يبوب تبويباً رئيسياً حسب صدور التقارير وورودها، ثم تبويباً فرعياً حسب الـمصدر.

 

و- سجل القرارات الصادرة عن الـمنفذية.

 

ز- سجل القرارات الواردة إلى الـمنفذية، أي الـمبلغة من قبل الـمراجع الـمركزية.

 

ح- سجل الـمواصلات، وفيه يجب أن تسجل الـمراسلات الواردة والصادرة مع تواريخ الصدور والورود وإسم ناقل الرسالة.

 

2-في الـمديرية

 

أ- سجل الأعضاء.

 

ب-وقائع جلسات هيئة الـمديرية.

 

ج- سجل وقائع اجتماعات الـمديرية، حيث يجب أن تسجل وقائع الاجتماعات العامة التي تعقدها الـمديرية لأعضائها، وكل ما يحدث فيها وما يلقى من خطب.

 

د- ملفات الرسائل الصادرة والواردة.

 

ه- ملف التقارير الصادرة والتقارير الواردة حسب النوع الـمذكور في الـمنفذية.

 

و- سجل القرارات الصادرة عن الـمديرية.

 

ز- سجل القرارات الواردة إلى الـمديرية.

 

ح- سجل الـمواصلات. (كما شرح في الـمنفذية أعلاه).

 

رابعاً- بقطع النظر عن السياسة الـمركزية العامة التي ترد الـمنفذية لتحديد اتـجاهاتها في الأمور الإذاعية والسياسية العامة، هنالك سياسة محلية خاصة بالـمنفذية وبالـمديرية ناشئة عن وضع بحت محلي، وتتأثر وتتكيف بتفاعل العوامل الـمحلية ومصلحة الـحزب الـمحلية. وتكون هيئة الـمنفذية وهيئة الـمديرية مسؤولة عن وضع تصميمها لسياستها الـمحلية ونـجاحها في تطبيق هذه السياسة- كل هيئة في دائرتها الـخاصة. مع العلم بأن سياسة الـمديرية يجب أن يوافق عليها قبل التنفيذ من قبل الـمنفذية بناء على تقرير بهذا الصدد. كما أن السياسة الـمحلية للمنفذية يجب أيضاً أن تنال موافقة الـمركز بناء على تقرير شامل مـمحص تضعه الـمنفذية.

 

خامساً- يجب أن ينظم تقريركم بحسب ترتيب وتنسيق النقاط الواردة أعلاه. إننا نأمل أن توفقوا في القيام بـمهمتكم إلى ما فيه خير القضية ودمتم للحق والـجهاد.

 

الـمركز في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 1944

 

عميد الداخلية

 

نعمة ثابت

 

***

وفي اليوم الـمعين بدأت وفود الـمسؤولين تتقاطر من شتى الـمناطق إلى دار حضرة الرئيس، فكانت تنتشر في الباحة الـمجاورة للدار حتى إذا دنا موعد افتتاح الـمؤتـمر صعدت إلى قاعة الـمنزل وأخذت أماكنها فيها وقد خصصت الـمقاعد الأولى لـمنفذي عام الـمناطق. وأخذ الرجال الـمركزيون أماكنهم في الـجهة الـمقابلة.

 

وكان بين الـحضور مسؤولون في الـمنفذيات والـمناطق التالية:

 

بيروت، البقاع الـجنوبي، الشوف، الـمتن، صيدا، الغرب الأعلى، مرجعيون، منفذية الطلاب العامة، الكورة، الساحل الـجنوبي، بعلبك، القويطع، صور، الهرمل، طرابلس، الغرب.

 

وفي تـمام الساعة الثانية وقف حضرة رئيس الـمجلس الأعلى عميد الداخلية فأعلن افتتاح الـمؤتـمر. ثم نهض حضرة العميد ناموس مجلس العمد وقرأ قرارات الـمجلس الأعلى الـجديدة القاضية بإقالة حضرة عميد الـمالية وتعيينه عميداً للرياضة وإقالة حضرة وكيل عميد الـمالية وتعيينه عميداً للمالية وتعيين عميد جديد للثقافة.

 

وكانت الكلمة التالية لـحضرة عميد الإذاعة فألقى خطاباً عالج فيه الـمسؤولية الـحزبية وخطورتها.

 

ثم نهض حضرة عميد الثقافة فألقى بيان عمدة الثقافة موضحاً فيه الغايات التي تستهدفها عمدته الـجديدة والبرنامج التي ستسعى إلى تنفيذه للوصول إلى تلك الغايات.

 

وكانت الكلمة بعد ذلك لـحضرة عميد الـمالية فألقى بيان عمدة الـمالية عارضاً فيه للأحوال الـمالية التي تقلبت على الـمؤسسة القومية منذ أن تأسست إلى الوقت الـحاضر.

 

وهنا أعلن حضرة ناموس مجلس العمد- وكانت الساعة قد بلغت الثالثة- عن فترة راحة تؤخذ خلالها بعض الصور الشمسية للمجتمعين. ثم استؤنفت أعمال الـمؤتـمر في الساعة الثالثة والدقيقة العاشرة. فألقى حضرة ناموس مجلس العمد خطاباً، عن أهمية التنظيم الـمكتبي وقيمة الوثيقة الـحزبية وكيفية معالـجتها وضرورة الـمحافظة عليها.

 

ثم كانت الكلمة لـحضرة رئيس الـمجلس الأعلى عميد الداخلية فألقى خطاباً أوضح فيه قيمة الفرد في تـحقيق الـمثل العليا للحياة.

 

وهنا أعلن عن انتهاء البرنامج الرسمي لأعمال الـمؤتـمر. وبعد ذلك نهض حضرة رئيس مجلس العمد فألقى خطاباً مرتـجلاً ذكر فيه أهمية القوى الـمادية إلى جانب القوى الروحية في النضال الـحزبي.

 

وعلى أثر ذلك طلب حضرة ناموس مجلس العمد من الـمسؤولين أن يرسلوا إلى ناموسية الـمجلس باقتراحاتهم بصدد الـمؤتـمر. ثم طلب من هيئات الـمنفذيات الـمختلفة أن تتوزع على أعضاء مجلس العمد والـمسؤولين معيناً لكل هيأة العميد أو الـمسؤول الذي يجب أن تتصل به بعد اختتام أعمال الـمؤتـمر. كما طلب من الـجميع أن ينتهزوا فرصة اجتماعهم ليتعرف بعضهم إلى بعض. وفي الساعة الرابعة والدقيقة العشرين نهض حضرة رئيس الـمجلس الأعلى وأعلن اختتام أعمال الـمؤتـمر.

 

وفيما كان أعضاء هيئات الـمنفذيات الـمختلفة في اتصالاتهم مع أعضاء مجلس العمد والـمسؤولين، وفي دورات تعارفهم، كانت تدار عليهم الـمرطبات.

 

وفي تلك الأثناء اجتمع منفذو عام الـمناطق حيث أخذت لهم على حدة صورة شمسية تخليداً لذكرى الـمؤتـمر.