جلسة مجلس العمد:
الـحضور: عميد الـمالية، عميد التدريب، وكيل عميد الإذاعة، وكيل عميد الـمالية، وكيل عميد التدريب، وكيل عميد الداخلية.
قراءة رسالة[1] من الزعيم إلى حضرات رئيس وأعضاء مجلس العمد، من قبل الزعيم.
الزعيم: ليس رئيس الـمجلس حاضراً لنأخذ رأيه ولكن للحاضرين أن يبدوا آراءهم في صدد كتاب الزعيم.
عميد التدريب: تأخرت أعمال عمدة التدريب بسبب عدم اكتمال كتيب التدريب الذي هو في حوزته لإقراره. طلبت عمدة التدريب موافقة الزعيم على مدرب عام ولـمّا لم يـمكن اختيار شخص يقدر أن يقوم بالعمل بلا تعويض، وبـما أن عمدة الـمالية لم تتمكن من تأمين التعويض لم يجر شيء من هذا القبيل، وعرض قضية مساعدة الرفقاء في فلسطين وغيرها من القضايا، إن عميد التدريب لا يـمكنه طلب عقد جلسة مجلس عمد.
جواب الزعيم: إن أكثر الـمسائل التي عرضها العميد هي من الأمور التي كان يجب بحثها في جلسات مجلس العمد أو مع الزعيم.
عميد الـمالية: إن اتصال حضرة عميد الداخلية بالزعيم عائد بالأكثر لقرب بيته من بيت الزعيم وإن حضرة عميد الـمالية كان يطلب من الـمطبعة إخباره بوجود الزعيم في مكتبه ليأتي إليه فلم يكن يحصل على خبر. قضية أن عميد الـمال هو الـمسيطر الـمطلق على الـمالية هو واقع بسبب تقصير العمدات الأخرى في الإشتراك وتهرّب أكثر العمدات من مواجهة الـمسائل الـمالية، إن أي تفتيش في دوائر العمدات يظهر كم هو اتصال عمدة الـمالية دائم مع جميع فروع الـحزب الذي يؤدي خدمات لعمدة الـمالية وللعمدات الأخرى. إن جولات تفتيش عمدة الداخلية لم تعط نتائج جيدة.
وكيل عميد الداخلية: إعتراض على قول عميد الـمالية إن جولات عميد الداخلية لم تعط نتائج محسوسة.
عميد الـمالية: يصرّ على قوله إن جولات عميد الداخلية لم تعط نتائج محسوسة ويعطي دليلاً أن أخباراً تأتيه من ناظر مالية إحدى الـمنفذيات التي زارها العميد تفيد أن عدة مديريات مشلولة وأنه هو يحتاج إلى زيارتها بنفسه لتحقيق مهمته الـمالية.
وكيل عميد الداخلية: محافظة اللاذقية العامة واسعة جداً، قبل زيارة العميد كانت كل منفذياتها مشلولة. وإن حضرة العميد قد ابتدأ حيث يجب أولاً وهذا النشاط ابتدأ في مدينة اللاذقية وسيمتدّ إلى بقية الـمنفذيات، والدلائل تدلّ على أن الناحية الـمالية تتأثر تأثّراً جيداً بنتائج الرحلات، أعطى أدلّة أخرى.
الزعيم: إن عدم اطلاع حضرة عميد الـمالية على نتائج رحلات عميد الداخلية، بسبب انقطاع مجلس العمد عن الاجتماع وبسبب عدم اطلاعه بطريقة أخرى على نتائج الرحلات الـمذكورة، هو الذي يجعله يقول القول الـمتقدم في صدد الرحلات. ويظهر أن عميد الـمالية قد نسي وصف حالة فروع محافظة اللاذقية الوارد في تقرير عميد الداخلية بعد زيارته الأولى لتلك الـمنطقة في أثناء الانتخابات النيابية الـماضية وبعدها. أما قوله أن ما يجعل عميد الداخلية يتصل بالزعيم باستمرار هو قرب بيته من بيت الزعيم فهو خطأ واضح. إن عميد الداخلية كان يتبع الزعيم إلى أمكنة متعددة إذا اقتضى الأمر، ليحصل على موعد للمقابلة ولم يكن يهمه أن تكون الـمقابلة في البيت أو في الـمكتب أو في أي مكان بعيد أو قريب يعيّنه الزعيم. وأما قول حضرة العميد أن عمدته على اتصال بجميع الـمناطق فهو لا يبرر عدم الـجولات الإدارية لرفع الـمعنويات وإعطاء نتائج أفضل. إن الـجباية من منفذية الساحل الـجنوبي، مثلاً، سيئة إذ لم يجبَ فيها شيء يستحق الذكر في الـمدة الأخيرة. مع أنها على مقربة من الـمركز ولا يفيد الـحزب كثيراً كون عمدة الـمالية على اتصال بها بواسطة رسائل البريد. إن عميد الـمالية قد تصرّف بصرف أموال حزبية، حتى خلافاً لأوامر صريحة من الزعيم بأن لا يصرف شيء إلا بعد النظر في مجلس العمد وموافقة الزعيم، كما حدث حين صرف الـمال الوارد من منفذية شاطئ الذهب ومبلغه ألف وسبع مئة وخمسون استرلينية من قبل عميد الـمالية صرفت بـمعرفة عميد الـمالية وحده بعد النظر في إيضاحات [...] ووكيل العميد [...]
ولا بصورة من الصور الـحالة الـحاضرة والنتائج السيئة التي وصل الـحزب إليها، أرى لزاماً إعلان أن عمدة الـمالية مسؤولة كل الـمسؤولية عن الشؤون الـمالية وتصريف الأموال الداخلة إلى الـخزانة وعن السياسة الـجارية والـمتبعة في عام كامل إلى اليوم وعن تصرفها حتى بأموال مؤتـمنة عليها واردة بشكل تبرعات لبناء دار للزعيم. يجب النظر في مصير الأموال التي جمعت بإسم تبرعات لدار الزعيم ووجوب إصدار بيان عنها للمتبرعين. وقد أرى وضع بيان من قبلي أشكر فيه الـمتبرعين تبرعاتهم وأطلب الكف عن التبرع لأني لست في حاجة إلى شيء من ذلك.
عميد التدريب: أرى أنه يجب عقد جلسة قريبة للنظر في الشؤون الـمالية.
الزعيم: أعين الـجلسة غداً الساعة الثامنة عشرة، وقد يأتيني موعد لـمقابلة سياسية أنتظره فإذا تغيبت تعدون أنتم ما تتمكنون من إعداده وإذا لم أتغيب أحضر الـجلسة، إن واجب العمد في الظروف الـحاضرة هو أن يجلسوا في مجلسهم كل يوم. إننا في طور جهادي عنيف والإدارة كانت تقوم في الـماضي على غير التقليد الـمتبع اليوم. إن الـمركزيين كانوا يعملون في الـماضي كل عشية إلى منتصف الليل تقريباً وكنا نعمل في الدور الذي كنا نستأجره في شارع الـمعرض مدة طويلة على نور الشمع لأنه لم يكن لنا الـمال لدفع الكهرباء. يجب على الـمركزيين أن يعودوا إلى ذلك التقليد إذا أرادوا النجاح، تلك كانت الطريقة التي بني بها الـحزب والتقليد الـحزبي.
التبصّر في الأمور الـمعروضة للغد، من يتكفّل بتبليغ حضرة رئيس الـمجلس؟
عميد التدريب: أنا.
وختمت الـجلسة حسب التقليد.
مكتب الزعيم
الإثنين في 29 مارس /آذار 1948