حضرة الـمدير الـمحترم،
سلام قومي اجتماعي، ثم إنكم تـجدون في ما يلي نص مرسوم الزعيم الصادر في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الـماضي القاضي بتعيينكم مديراً لـمديرية التوكومان وإلغاء التدابير السابقة، الذي تبلغتموه شفوياً في اجتماع مديرية التوكومان العام في أول ديسمبر/كانون الأول الـحاضر، فتفضلوا وتبلّغوه رسمياً، كتابة الآن واعملوا بـمقتضياته، وهو كما يلي:
إنّ زعيم الـحزب السوري القومي الاجتماعي
بناءً على الـمواد الأولى والرابعة والـخامسة والسادسة والسابعة من الدستور، وبناءً على إشرافه الـمباشر على التنظيم السوري القومي الاجتماعي في الأرجنتيـن، وعلى إعادة تنظيم مديرية التوكومان خصوصاً
يرسم ما يلي:
مادة أولى - يعيّـن الرفيق ضرغام حداد مديراً لـمديرية التوكومان.
مادة ثانية - ينفّذ هذا الـمرسوم فور تبليغه.
مادة ثالثة - يلغي هذا الـمرسوم جميع التدابير الإدارية السابقة.
مادة رابعة - يبلّغ هذا الـمرسوم لـمن يلزم ويسجل ويذاع.
وبعد، ألفت نظركم، يا حضرة الـمدير، إلى أنّ الـمديرية التي تتسلمون، بـموجب الـمرسوم الـمتقدم نصه، زمام أمورها هي مديرية قديـمة تنشأ نشأة جديدة. وكونها ناشئة الآن نشأة جديدة يسهّل لكم كثيراً مهمتكم الإدارية ويجعلكم في مركز مـمتاز لتعهّد سيرها سيراً جديداً قويـماً على النهج السوري القومي الاجتماعي الصحيح، بكل ما يعني ذلك من صحة العقيدة وقوة الإيـمان وجدّ العمل واستقامة النظام. وكونها مديرية قديـمة يضع أمامكم حالة دقيقة في بيئتكم يجب معالـجتها بـمزيد التحفظ والـحزم.
إنّ نشأة مديرية التوكومان الـجديدة هي النشأة الثالثة. فقد نشأت أول مرة نحو أواخر سنة 1939 ثم تضعضعت وانهارت نهائياً بـما كان فيها من ضعف الـمعنويات وانحطاط الـمناقب، ولم يبقَ منها سوى أفراد قلائل لا يبلغون عدد أصابع اليد الواحدة وتـم ذلك نحو أواسط 1942. ثم عادت فنشأت نشأة ثانية بانضمام مواطنيـن جدد، منهم الصالح ومنهم الطالح، في سنة 1943. ونـمت الـمديرية في نشأتها الثانية نـمواً سريعاً بلا ضابط ولا تدقيق في صحة عقيدة الـمنضميـن ومن غير غرس لـمبادىء الروحية القومية الاجتماعية في نفوسهم، فلم تلبث أن تضعضعت أمورها لأسباب تافهة ولم يـمضِ على نشوئها نصف سنة، وكان تضعضعها دليلاً على أنّ معنوياتها وأخلاق أفرادها كانت أضعف من النشأة الأولى.
مـما لا شك فيه أنه يوجد عدد من الأفراد مسؤول عن ضعضعة الصفوف الـمؤلفة في الغالب، من أفراد بسطاء، قليلي العلم أو أمّييـن، غير واعيـن الوعي القومي الاجتماعي الصحيح وغير معلميـن ومهذبيـن في النظام الـحزبي. فيكون هنالك أفراد سيقوا إلى التضعضع سوقاً بتأثير آخرين فليس جرمهم في مرتبة جرم الذين عملوا على التأثير في نفوسهم وحملهم على الـحنث بأيـمانهم. فأي من شاء من هؤلاء الرجوع إلى قَسَمه والعمل به يجب أن يـمرّ في طور استقصاء لسيرته وما أظهر من الأقوال والأفعال في صدد العمل القومي الاجتماعي ونظامه، ليرى ما ارتكب من أغلاط وهفوات وليعلم أنّ النظام القومي الاجتماعي ليس شيئاً عديـم الوجود أو خالياً من الـمعنى. وأرى أفضل تدبير أولي أن تبقى أسماء القدماء الـمضعضعيـن والـخارجيـن على النظام في قائمة وحدها. ويوجد من هؤلاء من ليس أهلاً للعودة إلى الصفوف. وقد كنت كلّفت الرفيق محمد نبيه قريدس نقل أسماء الذين دخلوا صفوف الـحزب قديـماً وحديثاً، وأن يجعل القدماء في آخر الدفتر. وقد فعل. وكان بودّي وضع الـملاحظات اللازمة عند إسم كل واحد منهم ولكن لم ينفسح وقتي لذلك. ولكن يـمكنكم معرفة الشيء الكثير عنهم من الرفيق القديـم العامل نديـم عاقل والرفيق أحمد فوزي قلبقجي.
في كل حال، يجب أن تراقبوا تصرفات الأعضاء، وأن تقيموا هيبة النظام، وأن لا تظهروا تساهلاً في غير محله يجعل عديـمي الاحترام للقيم والـمسؤوليات يجنحون إلى العبث بالنظام كلما عنّ لهم.
والآن أخبركم أنه بعد بضعة أيام يصل إلى التوكومان السيد محمد أميـن الرسلان النائب في الـمجلس الشامي. وقد أعطى تصريحات لـِ الـجريدة السورية اللبنانية نشرت في عددها الصادر في 3 ديسمبر/كانون الأول الـحاضر وفيها تكلم عن حالة سورية الـحاضرة كلاماً منطبقاً على التوجيه السوري القومي الاجتماعي وشدد فيه على الصفة السورية. وقد زاره وفد من الرفقاء باسم «الـجمعية السورية الثقافية» صرّح لهم أمام الـحاضرين من غير القومييـن أنّ الفضل في نهضة سورية الـحديثة وروحيتها الـجديدة هو للحزب السوري القومي الاجتماعي، وأحد الرفقاء من الوطن الـموجود الآن في بوينُس آيرس، وهو من عشيرة الرسلان، يقول إنّ محمد أميـن عضو في الـحزب وإنه ألقى خطاباً في حضرة الزعيم عندما زار صافيتا في أواخر سنة 1936. لست أذكر ذلك، لأني لا أذكر جميع حوادث الرحلة الـمذكورة. والرفقاء يقولون إنهم وجدوا فيه تـحفظاً قد يكون سببه الـجماعة الـمحيطة به. وكان يريد رد الزيارة للقومييـن الاجتماعييـن لولا ضيق الوقت، ولكنه أكد لهم أنه سيزورهم حين عودته من التوكومان.
أكتب إليكم هذه الـمعلومات لتعرفوا بعض الشيء عن الشخص الذي سيكون في وسطكم وموضع اهتمام أبناء عشيرته العلوييـن وعشائرهم الأخرى، في الدرجة الأولى، والذي يصح أن تهتموا به إذا استمزجتموه ووجدتـم فيه صدق القومية، وإذا أمكنكم أن تختلوا به وتـحدثوه في أمر الـحزب وموقفه منه كان ذلك حسناً.
من نحو يوميـن أو ثلاثة أرسلت إلى السيد إميليو، الصديق العامل في محكمة كنسبسيون كتاباً مـمضياً مني بطلب نسخة من اعتراف في الـمحكمة للأثيم الذي سبّب قلاقل كثيرة في التوكومان عن إثمه. فليهتم بهذا الأمر كما يجب وراجعوه فيه.
أرجو أن تكونوا والعائلة بخير وسلامي بواسطتكم للجميع. ولتحيى سورية.