أيها الرفيق العزيز،
منذ أيام أرسلت إليك كتاباً رسمياً في ما ظننت أنه مستعجل من التعليمات والتوجيهات الـمتعلقة بحفلة أول مارس/آذار، التي أرجو أن يكون ابتهاجكم بها وفاقاً لـما تطمئن إليه نفوسكم.
إنّ الزعيم كان قد أظهر تقديره لـمواهبك وما لك من مؤهلات، وأراد تشجيعك في كل ما يـمكن أن تؤديه للحركة من الـخدمات. وقد ظهر من أعمالك على رأس الـمنفذية ما ثبّت فراسة الزعيم، وإذا صرف النظر عن بعض أغلاط إدارية اعتيادية، فلا شك أنّ عملك كان جيداً. ولكننا يجب أن لا نقف عند الـجيد نسبياً، فنحن نرمي إلى التحسيـن والإكمال.
وقد أحببت أن تتخذ من الزعيم قدوة في النظر في مواهب الرفقاء الذين حولك وتشجيعهم ليدركوا أنّ الـحركة لا تغفل عن حق ولا عن جميل أو تقدير لـحقيقة الأشخاص. ثم إنه يجب علينا أن نعطي فرصة لكل من نظن أنه مستحق ليبرهن عن مبلغ استحقاقه ومقدرته. وفي مقدمة الأعضاء الـموجودين في بوينُس آيرس الرفيق خليل الشيخ، الذي شهدت أنت وشهد غيرك له بحسن النظر واتساع معارفه على معارف بقية الرفقاء هناك وبجودة يقينه القومي الاجتماعي.
وهذه قيم يجب أن يفسح الـمجال لتأخذ محلها اللائق بها. وإذا كان لا بد من الافتراض أنّ الرفيق خليل الشيخ لا يزال غير مجرّب فيجب عدم تأخير تـجربته لتظهر مزاياه ونتائجها بسرعة.وصاحب الفكر أو الكلام إذا لم يجد حفولاً بفكره أو كلامه ولا تقديراً لقيمته تضعف همّته ويقلّ ميله إلى الإنتاج الفكري. ونحن نريد تنشئة الـمواهب لا إهمالها. فأتـمنى أن يكون جرى ما أشرت به، وإن كان متأخراً إعطاء التوجيه به نظراً لضيق الفسحة بين وصول الـخبر وموعد الـحفلة.
لم أتـمكن من إرسال الـمواد التي ذكرت في كتاب سابق، وإني مرسلها عاجلاً، لأنّ الأعمال هنا وضيق الوقت الباقي بعدها لم تسمح لي بالنظر في رسالة خوخوي قبل إرسالها إلا اليوم، وها أنا أرسلها مع هذا الكتاب حتى إذا كانت مواد العدد الأخرى أصبحت جاهزة تصبّ هذه الرسالة وتوضع في صدر العدد في الصفحة الأولى، ثم يتلو ذلك مقال «نسر الزعامة» وتأتي بقية الـمواد. وإني أرسل أيضاً قصيدة الرفيق يعقوب ناصيف الشعبية لإثباتها في مواد عدد أول مارس/آذار التي أنتظر وصولها إليّ للنظر فيها وترتيبها.
وأزيد، في هذا الصدد، أنه إذا لم يكن جاهزاً قسم من العدد الـمعدّ للصدور فإذا وردتني مواد عدد أول مارس/آذار حالاً، فإني أعيدها سريعاً ليصدر هذا العدد أولاً. وإذا كان قد أنـجز تـحضير بعض مواد العدد الذي كان مقرراً إصداره أولاً فليسر فيه بسرعة ويتلوه بسرعة عدد حفلة أول مارس/آذار ليصدر بتاريخ آخره أو أول أبريل/نيسان القادم.
إني أرسل إليك في هذا البريد عدة نسخ من الدستور.
من الأمور الهامّة التي شغلت فكري وتشغله الآن أمر تقديـم بيان موثوق إلى إدارة الضرائب على الدخل عن أعمالي الكسبية في السنوات الـخمس الأخيرة. فيجب أن أقدّم بياناً عن الزوبعة وسيرها منذ أول صدورها. ثم يجب أن أقدّم دفاتر الـمحل التجاري. ولـما لم يكن للمحل دفاتر مسجلة ولا كاملة، كما أنه لم يكن ذلك للجريدة فستكون عملية تبيان الداخل والـخارج شاقة. وبينما أنا أسعى الآن، ولو متأخراً، لوضع بيان عن سير الـمحل التجاري أطلب منك جمع ما أمكن من الوثائق عن سير الـجريدة كسجل الـمشتركيـن والـمعلنيـن ووصولات الـمطبعة وإدارة البريد وصندوق البريد، وجميع ما يـمكن أن يثبت كمية الدخل والـخرج في كل سنة.
وكل الدفاتر القديـمة ودفاتر الوصولات تكون لازمة لإثبات صحة البيان الـمقدم. وقد يلزم أن تـمضي أنت وصولات بالشهرية الـمعيّنة لك، كما أني سأطلب من الرفيق يعقوب ناصيف إمضاء وصولات بـما أنفق عليه. وجميع ذلك يكون ضرورياً، وبعد ذلك سأرى ما يكون