عزيزي جورج،
يكتب إليّ الآن مشتركو سوريـة الـجديدة من أفريقية والولايات الـمتحدة والـمكسيـك متسائلين عن سبـب انقطـاع الأخبـار في جريدتهم. وقـد وردني كتـاب من الـمحرر يطلعني فيـه على عزمه على انتهاج خطة غريبة هي الامتناع عن نشـر أخبار الوطن، لأنّ جريدة أخرى في سان باولو تصدر يومية تنشر أخباراً من الوطن تسبق بها سورية الـجديدة، وقـد رأيـت هـذه الـخطة غريبة جداً وتوازي قـتل مركـز الـجريدة، وقتـل الـجهود الـمبذولة لـجعلها صحيفـة هامـّة. والصحيفة الهامّـة لا يـمكن أن تتجرّد عن الأخبار لـمجرّد أنّ جريدة أخرى محدودة الانتشار تسبـق إلى نشـر بعـض الأخبار. فألفت نظرك إلى هـذه الناحية الـخـطرة التي تعنـي مساعدة الـجرائد الأخـرى على احتـلال الـمركز الذي شغلـته سورية الـجديدة بالتنازل لتلـك الصحـف عـن حقل الأخبار.
إني قد استغربت هذه الـخطة كل الاستغراب، خصوصاً بعد أن علمت أنّ الـمحرر قد لـجأ إليها من عند نفسه متخذاً لنفسه حق التصرف الـمطلق بالـخطة التي يجب أن تسلكها الـجريدة، مخالفاً التعليمات التي صدرت إليه من أصحابها. وبـما أني أغار كثيراً على مصلحة أصحاب هذا الـمشروع النافع، ألفت نظرك إلى وجوب إعطاء أخبار الوطن أوسع مجال على الإطلاق، لأنّ الـمشتركيـن في جميع أنحاء العالم يحتاجون إلى تتبع أخبار وطنهم في جريدتهم لا في غيرها. وإذا نفّذ الـمحرر خطته فأضطر إلى الإجابة على السؤالات بأن يتوجه الـمشتركون إلى الـجريدة الأخرى التي تنازلت لها سورية الـجديدة عن حق نشر أخبار الوطن!
إنّ روايـة مراسل سورية الـجديدة للأخبار عينهـا تختـلف عن رواية الـمراسليـن الآخريـن. وهـذه أهـم نقطـة في الأخبــار. إنّ أهميتها الكبـرى هي في كيفيــة روايتهـا لا في الأخبار بذاتهـا. فأطـلب الـمحـافظـة على سياسة الـجريدة وخطتهـا بكـل دقــة.