تهدف «مؤسسة سعاده للثقافة»، من خلال تصنيف أعمال سعاده إلى مواضيع محددة إلى الـمساهمة في زيادة الـمعارف عند الـمهتمين وتشجيع القوميين الإجتماعيين وتـحفيزهم بالعودة إلى فكر سعاده في الـمجالات الـمختلفة.

وكتابنا الـجديد هذا «التوجيه والإدارة»، موجّه إلى القوميين الإجتماعيين بالدرجة الأولى. وهو يدفعهم إلى التمعن بدراسة الدستور والـمراسيم الدستورية والنظام الداخلي. فالـجهل الواسع الطاغي بـما يتعلق بالـحقوق والواجبات أدى- وما يزال يؤدي- إلى تفشي الفردية والـمزاجية في تطبيق القوانين، والتصرف الكيفي في الصلاحيات... بحيث أن كل تراجع وكل ضعف يتسبب بتعديلات في الدستور والأنظمة الداخلية لكي تتناسب مع الوضعية التي استوجبت التعديلات.

في العام 1945، عقد الـحزب السوري القومي الإجتماعي مؤتـمره الإداري الأول في بيروت (وقائعه موثقة في ملاحق الكتاب). وتدل توجيهات الـمسؤولين وتعليماتهم على فهم عميق وإحساس راق بالـمسؤولية، ولا شك في أن تلك التوجيهات تصلح حتى يومنا هذا، وكأنها بتوجيه من سعاده نفسه، وهي لا تختلف عن توجيهاته إلى الـمسؤولين الإداريين في الـمغتربات.

إن العمل الإداري بالـمفهوم القومي الإجتماعي لا يقتصر على القيام بالوظائف الـمكتبية، ولا على الـمحافظة على الروتين والصلات التراتبية في الـمهمات والعلاقات بين أفراد الـجهاز العامل، ولا تـحكمه أو تـحركه قوانين الأجر والـمكافآت والترقيات، بل ينطلق من روح الـمسؤولية القيادية، وروح التضحية والنضال، وروح العطاء غير الـمشروط.

يقول سعاده في رسالة إلى أحد الـمسؤولين:«إن الـمسؤولية الـملقاة على الـمسؤولين توجب عليهم أن ينسوا جميع الـمشاحنات والـحزازات التي قد تكون تولدت عندهم تـجاه بعض العناصر أو الأشخاص، وأن هذه الـمسؤولية توجب عليهم أن يجدوا كل تضحية هينة في سبيل انتصار القضية القومية، وواجباً على أفرادها التعاون الـمستمر تـحت كل الظروف».

وهذا ما يحفز «مؤسسة سعاده للثقافة» على الإهتمام بالتربية القومية التي ستكون موضوع التصنيف التالي.

                                                                          مؤسسة سعاده للثقافة