في افتتاحية العدد العاشر من النشرة الرسمية عالـجنا مسألة تهدّم الـمثالية النظامية والعقدية في الـحزب، في الـمدة التي غاب فيها الزعيم عن الوطن، وما جرّه ذلك التهدم من مَيَعان أخلاقي وعقدي، الأمر الذي أدى أخيراً إلى فسح الـمجال لنشوء عقلية النفعية والانتهازية والتسوية بين القضية القومية الاجتماعية الـمقدسة والـمآرب الفردية الـخصوصية، في عدد من الذين احتلوا مراكز أمامية في صفوف الـحزب، وإلى تسرب هذه العقلية الانحطاطية الذميمة إلى أوساط القوميين الاجتماعيين دون أن تلقى وازعاً أو رادعاً.
قلنا في الافتتاحية الـماضية الـمشار إليها: »إنّ عدداً من الذين ترشحوا من صفوف الـحزب القومي الاجتماعي للنيابة في لبنان والشام وشرق الأردن لم يكونوا من الذين يَعدّون الغاية القومية الاجتماعية هي الغاية الـحقيقية، بل كانت لهم، تـحت ستار الغاية القومية الاجتماعية غاية خفية، تذرعوا ببلوغها بـمختلف محاولات التسوية.« وإننا نثبت هنا هذه الـحقيقة الـمؤلـمة لكل قومي اجتماعي مثالي حارب وقاسى وتـحمّل كل أنواع الاضطهاد والـخسائر والألم من أجل قضية حزبه الـمقدسة، ونتناولها هنا بالـمعالـجة التي تستحقها. ولكي نتمكن من الـمعالـجة كما يجب، لا نرى مندوحة عن استعراض حوادث الانتخابات النيابية الـماضية في لبنان والشام:
عندما قدم الزعيم، بعد غيابه القسري الطويل بسبب الـحرب العالـمية الثانية، كان أكثر الـمتهيئيـن للترشح للنيابة من صفوف الـحزب في عملية الانتخابات التي كانت ستجري في لبنان والشام وشرق الأردن سنة 1947، قد هيأوا أنفسهم وكان القابضون على زمام الـحركـة السياسيـة في الـمجلس الأعلـى اللادستـوري والـمكتـب السياسي قـد قرروا خطة ينتهجونها وأعضاء معيّنين لدخول الانتخابات. وكانت سلسلة الـخطابات التي ألقيت في مهرجان »يوم الإصلاح« في مصيف الشوير في فندق القاصوف في الواحد من سبتمبر/أيلول سنة 1946 نوعاً من استعراض للمقرر ترشيحهم أو للذين يرشحون أنفسهم للانتخابات النيابية في لبنان. فكان ذلك الـمهرجان أشبه شيء بافتتاح الـحملة الانتخابية من قِبل الـحزب القومي الاجتماعي. فينتج من هذه الـمقدمة أنّ وضعية الـحزب للانتخابات عند عودة الزعيم التي سبقت موعد الانتخابات اللبنانية بنحو شهرين ونصف فقط مرت في ذلك العراك التاريخي الذي أثارته عناصر الرجعة وتبنّته الـحكومة اللبنانية، كانت وضعية مفروغاً منها ولم تكن للزعيم الأسباب الكافية والظروف الـمساعدة لتعديلها. ولـما لم يكن بد للحزب من خوض الانتخابات بصفته أقوى قوة سياسية بـمفردها في البلاد السورية كلها، لم يكن هنالك مناص من التقدم إلى الانتخابات بالـجهاز السياسي الترشيحي الذي كان قد تكوَّن في غياب الزعيم.
سقط من ذلك الـجهاز في لبنان، الـمدعو نعمة ثابت الذي اهتم كثيراً، وهو بعد في الـمعتقل، بترتيب وضعيته السياسية الشخصية في الـحزب، فتولى رئاسة الـمجلس الأعلى ورئاسة الـمكتب السياسي واستحصل مصادقة من الـمجلس الأعلى على قانون وضعه للمكتب السياسي يجعله الـمسيطر على سياسة الـحزب ويجعل رئيسه عضواً في مجلس العمد بصفة عميد، فصار نعمة ثابت رئيساً في الـمجلس الأعلى، وعضواً في مجلس العمد، ورئيساً للمكتب السياسي، بحيث أصبح محتكراً الأعمال السياسية في الـحزب كلها، وبالنظر للاتكالية الـمبنية على أساس الثقة التي أوجدتها النهضة القومية الاجتماعية في سابق عهدها البطولي الأول، أصبح الـمسيطر الـمطلق على سياسة الـحزب والـمحتكر لـجميع اتصالاتها وخفاياها. وكان سقوط ذلك الشخص من جهاز الترشيح للنيابة لأنه لم يتمكن من تأمين مركز له في القائمة الـحكومية التي كان أخذ الأستاذ كميل شمعون، وهو وزير الـمالية في ذلك الـحين، في تأليفها، لأنه لم يتمكن من الإثبات أنه لا يزال قادراً على جر الـحزب القومي الاجتماعي عن عقيدته وعلى جعله مطيَّةً للأغراض السياسية الرجعية، ولأنّ الزعيم رفض أن يكون للحزب مرشحان اثنان فقط في القائمة الـحكومية في جبل لبنان، هما: نعمة ثابت وأسد الأشقر، ولم يقبل بأقل من أربعة مرشحين يستحق الـحزب أكثر منهم، بالنظر إلى قوّته الانتخابية العظيمة في محافظة جبل لبنان.
من استعراض حركات الـمرشحين الـحزبيين وخطبهم الانتخابية في الـمعركة الانتخابية التي مرت في الدويلات السورية الـمذكورة آنفاً، يتبين أنّ الـمرشحين الوحيدين الذين عملوا بروح حزبية صحيحة في الـجمهورية اللبنانية كانوا: الرفقاء الأمين عبدالله سعاده في الشمال، والأمين أديب قدورة في بيروت، والرفيق عبدالله محسن في البقاع. أما بـاقي الـمرشحيـن فلم يعملوا بروح حزبية ولا تقدموا إلى الناخبيـن على أساس التمثيل الـحزبي التعليمي والسياسي، بل عملوا بروحية شخصية فردية وتقدموا إلى الناخبيـن على أساس شخصي لا حزبي وبأسمائهم الشخصية وليس باسم حزبهم ومبادئه. وتـجاه التراخي في الروحية الـحزبية والتعليمية وضع الزعيم بنفسه البيان الأول لـمرشحي الـحزب في محافظة جبل لبنان، فطُبع ووزع باسم أولئك الـمرشحين الذين سكتـوا عليـه ولم يعتمدوه ولا اعتمدوا ما ورد فيه أساساً لـحملتهم الانتخابية، بل نبـذوه وأصـدروا بيانات وخطباً مخالفة له ولا تعلن لهم غير صبغتهم الشخصية. وكانت دعـاوتهـم كلها لأشخـاصهـم ولأشخـاصهم فقط. وأنفقت الأموال الـمخصصة للحملة الانتخابية على تلك الدعاوة الشخصية. وإنّ واحداً منهم، هو الـمدعو حافظ منذر، فاق كل رصفائه بإصداره، عقب البيان الذي وضعه الزعيم، بياناً شخصياً وزّعه بهذا الاسم الـمشترك: »حافظ منذر والكتلة الدستورية« الأمر الذي أعلن استعاضة الشخص الـمذكور عن ولائه الـحزبي بالتـزلف إلى »الكتلـة الدستورية« تقرّبـاً من السيد سليم الـخوري شقيق رئيس الـجمهوريـة وأحد العامليـن في فئة »الكتلة الدستوريـة« الذي كـان في القائمة الـمختلطة التي تشكلت من مرشحي الـحزب وغيرهم. وذلك »البيان« الذي أذاعه الـمدعو حافظ منذر كان أول أعمال خيانته للحزب وأول الأسباب العديدة التي أدت إلى سحب الـحزب ترشيحه وطرده من صفوفه. وفي محافظة البقاع كان الـحزب قد رشّح الرفيق عبدالله محسن و»الرفيق« الدكتور كريـم عزقول. وكان الزعيم قد أمر بترشيح الدكتور كريـم عزقول بعد اعتراف الدكتور عزقول بغلطه وانحرافه عن العقيدة والنظام ووعده بلزوم العقيدة والنظام القوميين الاجتماعيين. فلم يكن من الدكتور عزقول الذي ظل الـمرشح الـحزبي الوحيد في البقاع بسبب انسحاب الرفيق محسن لـمصلحة ترشيح عزقول، إلا أن أذاع بياناً على الناخبين البقاعيين يقول فيه إنّ ما تـحتاج إليه الـجمهورية اللبنانية لاستقامة أمورها ليس تعاليم الـحزب القومي الاجتماعي ولا منهاجه الاقتصادي ولا تنظيمه الاجتماعي الاقتصادي، بل هو العلم والنزاهة والإخلاص، ولذلك يطلب هو من الناخبين، في بيانه الـمذكور، أن ينتخبوه لعلمه ونزاهته وإخلاصه! وفي بيروت لم يسلك الدكتور أديب معلوف مسلكاً قومياً اجتماعياً وصار يخبط بين الدعوة إلى العروبة وبين غيرها. وتـحت ضغط الاجتماعات الـحزبية ظهر بـمظهر قومي اجتماعي موقتاً ثم عاد إلى الشذوذ بعد مرور الانتخابات، ولم يكن في بيروت سوى الأميـن أديب قـدورة مرشحاً حزبياً واضحاً جريئاً يحارب في سبيل القضية القومية الاجتماعية.وفي الـجنوب تقدم مرشحان: أحدهما الأستاذ نظمي عزقول الذي ليست له في العراك القومي الاجتماعي أية جولة مذكورة، والسيد بشارة الطرابلسي الذي لم يظهر أنّ له أية علاقة بالـحزب القومي الاجتماعي، إلا عندما برزت مسألة الانتخابات النيابية. وفي محافظة الشمال (طرابلس - الكورة - عكار - الزاوية) كان للحزب مرشح قومي اجتماعي واحد يـمثّل قضيته ويحارب في سبيل فوزها، هو الأمين عبدالله سعاده، أما الـمرشح الثاني الدكتور عفيف عبدالوهاب، فليس من الذين يسمع لهم صوت في الـمعركة العقائدية والسياسية الـجارية بين القومييـن الاجتماعييـن وغيرهم، فهو تقريباً حيادي مع ميل لـجهة الـحزب لا يزيد على ميل أي محبِّذ من خارج الصفوف القومية الاجتماعية، بل إنّ بين الـمحبِّذين من خارج الصفوف من له نضال في سبيل الـحزب، يفوق بكثير موقف عدد انضموا إلى الصفوف القومية الاجتماعية بعقلية الوصولييـن الـخصوصييـن، فلم يجعلوا حرب الـحزب حربهم ولا قضية الـحزب قضيتهم.
ما قيل في حالة الـمرشحيـن للنيابة في لبنان يقال في حالة الـمرشحيـن من صفوف الـحزب في الشام وشرق الأردن. ففي محافظة اللاذقية ترشّح الرفيق جميل مخلوف وهو من الرفقاء الـمتيني العقيدة والنظام القومييـن الاجتماعييـن، والرفيق عبدالعزيز الأرناؤوط وهو من الرفقاء الذين كانت لهم سابقاً مواقف حزبية مـمتازة، وكان موقفه في الترشيح صريحاً باسم الـحزب ولكنه انسحب أخيراً هو والرفيق مخلوف بسبب اختلال تـحالف القوى. وكذلك انسحب الرفيق محمود أحمد حبيب الذي ترشّح بصورة شخصية عن قضاء بانياس، محافظة اللاذقية، والدكتور إسبر حنا الذي ترشّح عن الـحزب في قضاء صافيتا، ولم تقتنع الإدارة الـحزبية الـمركزية بصواب انسحابه. وانسحب أيضاً الرفيق إلياس عبدالله يازجي الذي ترشّح عن الـحزب في قضاء الـحصن من الـمحافظة الـمذكورة وأسباب انسحابه مبررة في الـمركز. وحاول عبداللطيف اليونس اللعب على الـحبلين، فانتمى إلى الـحزب الوطني ليربح عطف الـحكومة وظل يتظاهر أمام مركز الـحزب أنه قومي اجتماعي، ولكنه اندحر على الرغم من أنَّ الـحزب لم يكن قد اتخذ قراراً بطرده قبل الانتخابات. وفاز في منطقة وادي العجم الرفيق كمال كنج وهو يحتاج إلى نظامية حزبية. وفي شرق الأردن فاز عبدالـحكيم النمر وأبو جابر ولكنهما منقطعان عن الـحياة والعمل القومييـن الاجتماعييـن.
يتضح من هذا الاستعراض، أنّ الفئة التي تقدمت للترشح للنيابة من صفوف القومييـن الاجتماعييـن في الانتخابات النيابية الـماضية، كانت فئة فقيرة في الإيـمان القومي الاجتماعي وفي روحية الصراع العقائدي والسياسي، فما خلا ثلاثة مرشحيـن استثنيناهم نـجد بقية الـمرشحيـن عملوا بنظرات خصوصية وخطط خصوصية واندفعوا بروحية انتهازية وأحياناً بروحية انهزامية وبطمع في الكرسي النيابي، إذ ليسوا من حملة العقيدة والقضية ولا من الـمحاربيـن من أجل انتصارهما ولا من مقدّسي النظام والـخاضعين له. وقد تأخذ بعض القـومييـن الاجتمـاعييـن الـحيرة تـجـاه بعض من تناولهم هذا النقد إذ إنّ بينهم من قد سمعوا له خطباً رنانة وطافحة بعبارات الاتّقاد القومي الاجتمـاعي وبعبـارات أخـرى تستميـل هـوى النفـوس. والـحقيقـة أنَّ بعض العـامليـن بروحية خصوصية ضمن الـحركة القومية الاجتماعية، لم يغفلوا أهمية اكتساب شعبية بيـن الرفقـاء القومييـن الاجتماعييـن فـاهتموا كثيراً بالبروز، خطبـاء متـوقـدين حمية في الاجتماعـات الـحزبيـة، ولكن عملهم القومي الاجتماعي كان ينتهي بانتهاء تلك الـخطب كما كـان يبتدىء بابتدائها. فينصرفون من الاجتماعات القومية الاجتماعية إلى اجتماعات أخرى يكون كلامهم فيها مخالفاً لكلامهم في الاجتماعات الـحزبية.
إنّ من أشد العلل التي يحاربها النظام القومي الاجتماعي خبثاً وخطراً علّة التلاعب بعواطف الـجماهير وتسخيرها للمآرب الـخصوصية - علّة الديـماغوجية Demagogie. فإنّ هنالك أشخاصاً لا قدرة لهم على بناء القضايا ولا على العمل النظامي الـمثمر، ولكن لهم مقدرة على دغدغة ميول الـجماهير وعنعناتها، فيجعلون همّهم استثمار النظام والقضايا لاكتساب شعبية تفيدهم في مراميهم اللابنائية واللانظامية. هؤلاء قد لا تكتشف شعوذتهم الـجماهير إلا بعد نكبة أو فضيحة. ولكن عين القيادة القومية الاجتماعية الساهرة تكتشف خططهم ومراميهم وغاياتهم وتضع حداً لتلاعبهم بآلام ألوف الـمؤمنيـن القومييـن الاجتماعيين الذين قاسوا وبذلوا وضحّوا بكل ثمين وضروري من أجل قضيتهم القومية الـمقدسة وليس من أجل أن يرفعوا أفراداً إلى السؤدد ونيل الـمآرب الـخصوصية.
ينتج من هذا الدرس، أنه يجب القضاء على جميع الـمآرب الـخصوصية التي أخذت تتولد في رؤوس البعض ضمن الـحزب القومي الاجتماعي، في غياب الزعيم، وأنه يجب وضع حدّ للميعان العقدي والنظامي ضمن الـحزب، وأنه يجب قطع دابر الانتهازية التي تطعن القضية في صميمها، وأنه يجب حفظ الـمراكز الأمامية في الـحزب للذين يحاربون حرب القضية والنظام، فلا يجوز أن يتقدم إليها من لا يحملون حمل العقيدة والنظام، مهما بلغت مهارتهم في اجتذاب ميول الـجماهير بأساليب الديـماغوجية.
وينتج من هذا الدرس، أنه يجب أن يخضع الترشيح للنيابة من ضمن الـحزب لقواعـد ثابتـة، لأنّ النيابـة تعني التعبـير عن القضيـة القومية الاجتماعية وعن إرادة القومييـن الاجتماعيين العامة الـمتجلية في تعاليم حزبهم وفي زعامة سعاده، وهذه القواعد الثابتة هي:
أولاً - أن يـكـون الـمرشــح مشبعـاً بروح التعاليم القومية الاجتماعية وقوي التعبيــر عنهـا.
ثانياً - أن يكون ذا نظامية مـمتازة.
ثالثاً - أن يـكـون منفّـذاً للخطط السيـاسيـة الـمقررة من الـمراجع الـمختصة بكل دقــة وأمانــة.
رابعاً - أن يكون من غير الذين ظهر منهم ترجرج في العقيدة أو النظام.
خامساً - أن يـكـون من الـمحاربيـن في الصفـوف الأمامية في سبيل العقيدة القومية الاجتماعية ونظام الـحركة القومية الاجتماعية، وأن يكون حاملاً في جبهته ولو أثـراً من آثار الـمعركة (وآثار الـمعركة ليست سجناً أو اعتقالاً بسبب القيام بوظيفة أسندت اضطراراً، في بعض الظروف، كما كان الـحال مع عدد من الـخونة الـمطرودين، أمثال صلاح لبكي ومن جرى مجراه، بل تـحمّل الاضطهاد والـخصومة والاستمرار في العراك بالقول والفعل تـحت كل الظروف).
إنّ الذي يتجنب الصراع ويزعم أنّ مشاكل خصوصية، من تـجارية وغيرها، تـمنعه من القيام »بالواجب«، ثم يُقبل قبيل الانتخابات على الاجتماعات الـحزبية لإلقاء الـخطب وعلى التجول في أوساط القوميين الاجتماعيين لاكتساب رضاهم وميلهم، زاعماً أنّ تلك الـمشاكل قد انتهت، أو أنّ »الواجب قضى« في هذه الظروف أن يقوم بقسط من »العراك«، ليس محارباً قومياً اجتماعياً ولا يجوز اعتباره صالـحاً لتمثيل مصلحة الـحزب أو للتعبير عن القضية القومية الاجتماعية الـمقدسة وعن إرادة القوميين الاجتماعيين.
وإننا نكرر هنا ما قلناه في افتتاحية العدد العاشر من النشرة الرسمية: إننا نريد جنوداً في السياسة ومحاربيـن تـحت خفق الزوبعة لا مراوغين ومشعوذين وأصحاب تسوية بين القضية والـمآرب الـخصوصية!