رأينا الصحافة اللاقومية في عبر الـحدود قد انقسمت كلها إلا بعضها بين مأجور للدول الديـموقراطية ومأجور للدول الـمحورية. وبعض البعض حافظ على سلامة الوجدان، أما الباقون فأخذوا يدورون على السفـارات والقنصليـات فلما لم يجدوا عندها شغلاً أو محلاً شاغراً التجأوا إلى اليهود فاستأجروهم لـمحاربة القومية السورية والوحـدة السـورية، لأن اليهود يطمعـون بسورية كلها كما تدل أعمالهم ومساقات تدريسهم والـخرائط التي يوزعونها على أبناء ملّتهم. أما «الوحدة العربية» فيعلمون أنها أفضل مخدر يقعد بالسوريين عن الاتـحاد والاستقلال يضاف إليها مخدر «استقلال لبنان» فأوعزوا إلى الـمأجورين الـجدد بـمحاربة العقيدة السورية القومية الاجتماعية بواسطة هذين الـمخدرين فانبرى هؤلاء الـمأجرون ينادون بإفك جديد هو الادعاء أنّ الوحدة السورية لا تفيـد وأنّ ما يفيـد هو تفكك سورية وبقاؤها مفسخة ومطروحة عند أقدام الطامعين، حتى اليهود منهم، بانتظار حصول الوحدة العربية. وهذا يعني أنه بينما السوريون يتفرقون ويضعف إيـمانهم بشخصيتهم وتقلّ ثقتهم بأنفسهم ويتخلّون عن وحدة بلادهم الكبيرة الغنية يعمل اليهود في جوٍّ صافٍ لهم على وضع أساسات سورية اليهودية التي يطمعون فيها.
هـذه هي حقيقـة هذه النغمـة التي ذرّ قـرنهـا مـؤخـراً بين من ينتحلون الـمبادىء والصحافة ويدّعون أنهم ينشؤون الصحف لترتيب أوضاع الأمـم وتقرير مصائر الشعوب.