بعد إرسالي كتابي الأخير الـموجه إليكم بصفتكم الـمنفّذ العام لفرع الـمكسيك بأيام وردتني بطاقة دعوة لـحضور زفافكم على الرفيقة الـجميلة النفس ألـماس صعب فسررت جداً لذلك، وتـمنيت لو كنت حاضراً بنفسي عقد قرانكما لتكون تهنئتي الـحارة لكما عن قرب ومرفوقة بضغط يديكما.
هذا الكتاب يحمل تهنئتي الـحارة إليكما وتـمنياتي بأن يكون زواجكما فاتـحة عهد سعادة عائلية، تساعدكما على زيادة النشاط القومي، وتتميم واجبات الـجهاد على أفضل وجه. ولا أشك في أنكما تشعران هذا الشعور، وأنكما ستجعلان هذا الهدف نصب أعينكما دائماً، لأنكما قد برهنتما في حياتكما القومية الـماضية عن شعور قومي حي وإدراك لـمتطلبات الـجهاد القومي.
إنّ الـحياة للسوري القومي وللسورية القومية تختلف في معناها ومثلها العليا وأغراضها عن الـحياة للذين لم يعرفوا الشعور القومي الصحيح ولم يدركوا معنى العقيدة القومية. والـحياة الزوجية للاقومييـن هي الغرض الأخير من وجودهم، بل القبر الذي يدفنون فيه حيويتهم ومسؤولياتهم القومية وحميتهم. فبعد زواجهم لا يعود يرجى منهم نفع لعقيدة أو حركة. وليس هذا معنى الـحياة الزوجية للقومييـن. فالعائلة عند هؤلاء أمر مقدس يعزز الرجولة والفضائل الإنسانية السامية، ويرفع الـحياة الروحية، ويقوي معنى الاشتراك الروحي والعمل في الـحياة. الزواج ليس الهدف الأخير لـحياة القومي أو القومية، بل طريق الـحياة القومية الصحيحة إلى أهدافها السامية، فعليها يقوى الشعور بالـمسؤولية وتشتد عوامل التضحية وتنشط دوافع امتزاج الـحياة الفردية بـمجرى حياة العائلة والشعب، فيصير الـمرء أشد شعوراً بالكرامة القومية التي لكيان عائلته نصيب فيها.
أتـمنى لكما التوفيق وازدياد التفاهم وقرّة العيـن.
واقبلوا يا حضرة الأميـن سلامي وبلّغوه قرينتكم الرفيقة ألـماس. ولتحيى سورية.