..[1]. وأريد أن يكون واضحاً لكم ولـمن يهمهم الأمر، أن تترك الـمسائل السياسية كلها لي، للزعيم، ومتى احتجت إلى وسيط أو مندوب أو مستشار فإني أعرف كيف أختاره. وتاريخ الـحزب وتقاليده تعطي أمثلة يجب اتّباعها.
إتّخذوا الـحذر والـحيطة في أعمالكم، وأبعدوا الشيوعييـن والذين كانوا شيوعييـن عن الوظائف ومكامن الأسرار، واتخذوا تدابير احتياطية لـما قد يقع، واتخذوا قراراً بتعييـن خلفٍ لكم في حالة اعتقالكم حتى أكون اتصلت ورأيت التثبيت أو خلافه.
إمنعوا كل تعليق سخيف حول أقوالي وأعمالي التي يجب أن لا تكون عرضة لنقد العاطليـن وآراء غير الـمؤهليـن، فإن مقاصدي هي مقاصد الزعيم، وقصار النظر لا يـمكن أن يدركوا مغزاها إلا بعد وقت ولأي، فوفروا عني الإصغاء إلى تعاليق سخيفة بالتدابير التي أطلب منكم اتخاذها، لـمنع الأعضاء من إبداء آرائهم الصبيانية في تدابير الزعيم. فالزعيم يعلم قبل كل إنسان إذا كان سفره إلى أميركة مـما يحسن أن يصرّح به أم لا، وما يراه الزعيم لا يراه الـمتطفلون على السياسة، الناظرون إليها بالنظر العادي الذي لا جديد ولا نبوغ فيه. وامنعوا كل إنسان من التكلم باسمي أو التعبير عن رأيي، فإني لا أكلف أحداً بذلك. وأنتم أنفسكم لا تهتموا كثيراً بآراء الـمتطفليـن ومحبّي الظهور، واختاروا معاونيكم من ذوي الرصانة والاحترام وأهل العلم والـخبرة لا أهل الطفرة. ولتحيى القضية القومية.
ملاحظـات
يحسن أن تتخذوا إمضاءً أو إسماً مستعاراً تتسترون به. يحسن أن تتخذوا الأستاذ ق. [عبدالله قبرصي] مستشـاراً قضائيـاً. كل ما يجري ضمن الهيئـة الإداريـة والتنفيذيـة العليا يجب أن يبقى سراً، فلا يتحدث أحد أفرادها به خارج الـجلسات أو أمام من لا ينتمي إليها.التشكيلات العليا تبلّغ للمنفذين العاميـن فقط، على أن يبقوها سراً إدارياً فلا يذيعوه على الأعضاء.
يجب إصدار إذاعة على الأعضاء تطلب منهم التقيد بـميزات النهضة القومية، التي هي أن يعرف كل فرد حدّه، وأن يقوم بواجباته، وأن لا يشوش على ذوي التبعة أفكارهم وأعمالهم وإطاعة الأوامر بدون تردد. وعدم التطفل أو التقدم بـما ليس أهلاً له أو ليس مكلفاً به والاحتفاظ برباطة الـجأش والثقة غير الـمحدودة بالزعيم وتدابيره، وهي صفات يجب أن تظهر في الظروف الاستثنائية كما في غيرها.