أيها الرفيق العزيز،
منـذ عـدت مـن خـوخـوي وأنـا أشعـر في نفسـي رغبـة شديـدة في إظهـار شعـوري بالعنايـة والإكـرام اللذيـن أحاطني بهمـا الرفقـاء في خوخــوي. ومـع أنّ هـذه الرغبة أخذت مجراها في عدة أحاديث في بوينُس آيرس، وفي بعض الـمراسلات القوميــة، فحتى الآن لم يـمكني تـحقيقها نحو الذين كانوا مصدر هذا الشعور، وهم رفقاء خـوخـوي بلا استثنــاء.
عدت من خوخوي مستعجلاً فأقمت هنا ثلاثة أيام فقط بالكدّ، كفت للنظر في بعض الأمور، وإعطاء بعض التعليمات، وأخذ الـمعلومات اللازمة لسفرة بوينُس آيرس التي حققتها سريعاً. وقد عدت من أيام قليلة، وحالـما فرغت من القضايا التجارية الـملحة رأيت أن أكتب إليك بصفتك الشخصية، وبصفتك رئيساً مؤتـمناً على مديرية الرفقاء القومييـن الاجتماعييـن في خوخوي.
إنّ ما أظهره الرفقاء في خوخوي نحوي من الـحفاوة والعناية وقع في نفسي موقعاً حسناً، ورأيت فيه مؤهلات روحية عالية، وإمكانيات كبيرة لتأييد قضيتنا ونظامنا ومبادئنا الـمناقبية والاقتصادية والاجتماعية وخططنا السياسية. وأرجو أن تكون زيارتي أفادت الرفقاء في ما كانوا يرغبون في جلائه وتـحقيقه والتيقن منه من الاحتكاك بشخص زعيمهم الذي أعطاهم الـمبادىء التي اعتنقوها بإيـمان، كما أثق أنه هو الواقع، وقاد حزبهم ونظّمه ووحّد شعورهم وجهودهم.
إني قد أحللت مديرية خوخوي، بالرفقاء الـمتشكلة منهم، محلاً مكيناً أرجو أن يكونوا من الرصانة وعلو النظرة بحيث لا يعرّضونه لـما وقع فيه الذين لم يكونوا على هدى من أمرهم ولا على بيّنة من حقيقة قضيتهم التي تتطلب توطيد النفس عليها وحمايتها بكل مرتخص وغال.
أود، أيها الرفيق الـمدير، أن تثق ويثق رفقاء مديرية خوخوي أنّ الـمكانة التي اكتسبوها عندي بروحيتهم ومظهرهم الـحسن هي شيء حقيقي. وإني أشكر لهم ما أثاروه فيّ من شعور بالثقة بهم، وبما يـمكن أن يؤدوها لقضية أمتهم ووطنهم ولسيادة مبادئهم القومية الاجتماعية.
وأوصيكم جميعاً بالـحرص على القضية القومية الـمقدسة التي تـجدون منها حرصاً عليكم وأن تعززوها فتعتزوا بها.
سلامي القومي لك ولعائلتك الكريـمة، ولـجميع رفقاء خوخوي وعائلاتهم الـمحترمة. ولتحيى سورية.