معالي رئيس الوزراء[1]
مجلس الوزراء الـموقر
إنّ إزالة السيادة السورية عن لواء الإسكندرونة ووضعه تـحت تقلبات السياسة والـحزبية الأجنبية يكون خسارة كبيرة للأمة السورية وإجحافاً بحقوقها وخطراً على كيانها وحياتها.
والـحزب السوري القومي يعلن أسفه للموقف الذي وقفته الـحكومة السورية من الـمناورة التركية التي انتهت بتكليل جهودها بالاتفاق الفرنسي - التركي على نزع السيادة السورية بالفعل والاحتفاظ بستار إسمي يبقي لواء الإسكندرونة ضمن الـحدود السورية.
وأما زوال السيادة السورية عن اللواء فواضح في تقرير »ساندلر« مقرر القضية أمام مجلس الـجمعية الأمـمية وأهم موجبات زوال السيادة السورية الواردة في التقرير الـمذكور ما يأتي:
1 - استقلال اللواء التام في شؤونه الداخلية.
2 - امتناع سريان مفعول أي اتفاق إنترناسيوني تعقده الدولة السورية على اللواء إلا إذا تم له أحد شرطين: إما أن لا يؤثر في استقلال اللواء وإما أن يعرض على مجلس الـجمعية الأمـمية للموافقة.
3 - جعل اللغة التركية اللغة الرسمية الأولى.
4 - وضع اللواء تـحت رئاسة الـجمعية الأمـمية.
5 - إعطاء مندوب الـجمعية الأمـمية للرقابة حق منع تنفيذ القوانين التي تسنها السلطة التشريعية السورية في اللواء.
6 - منع تشكيل جيش سوري في اللواء وإعفاء أهله من الـخدمة العسكرية ومنع إقامة تـحصينات حربية.
7 - جعل حماية اللواء من حق الدولتين التركية والفرنسية.
8 - السماح لتركية باستعمال مرفأ الإسكندرونة إلى أقصى حدّ مـمكن.
9 - جعل تقرير نظام اللواء وقانونه الأساسي من حق مجلس الـجمعية الأمـمية.
تـجاه هذه الـحال الـخطرة على كيان سورية يطلب الـحزب السوري القومي من الـحكومة السورية:
1 - أن تصدر الـحكومة السورية مذكرة تعلن فيها أنّ قبول الدولة السورية التعهدات التي عقدها الانتداب باسم سورية لا يشمل أيّ تعهد يأتي بعد جواز الـمعاهدة السورية - الفرنسية في الـمجلس السوري.
2 - أن تدعو الـمجلس السوري بصورة مستعجلة إلى دورة استثنائية لدرس الـحالة واتخاذ موقف حاسم يعبّر عن إرادة الأمة.
3 - أن يقرر الـمجلس عدم الاعتراف بأي اتفاق عقد أو سيعقد باسم سورية على يد الدولة الـمنتدبة بعد جواز الـمعاهدة السورية- الفرنسية في الـمجلس السوري إلا إذا وافق هذا الـمجلس عليه.
4 - أن تقدّم الـحكومة السورية بناءً على قرار الـمجلس الـمذكور التحفظات اللازمة عند تبادل نصوص الـمعاهدة السورية - الفرنسية الـمصدقة.
وإنّ الـحزب السوري القومي يعلن للحكومة السورية استعداده لتأييدها في أي موقف جريء لـحفظ حقوق الأمة وسلامة الوطن ويطلب منها أن تقف في جانب قضية الأمة ويحمِّلها مسؤولية أية خسارة قوية تقع بالوطن وسلامة حدوده.
في 30 يناير/كانون الثاني 1937
زعيم الحزب السوري القومي
أنطون سعاده