أيها الرفيق العزيز،
تسلمت كتابك ونشيدك(1)، وأظن أنكم في خوخوي قد تسلمتم العدد الأخير من الزوبعة، الذي تأخر صدوره لأسباب مطبعية فقط، وتأكد لكم بطلان الإشاعات التي يذيعها الرجعيون والتي ليست الأولى من نوعها التي يذيعها أهل الفساد ضد الزعيم والـحزب. ومن التلفيقات التي تـجد في العدد الـمذكور تكذيباً صريحاً، مداوراً، تلك التي يشيعها من تشيلي الـمطرودان حنا ملوحي وجميل شوحي ومن لف لفهما، ويدعون بها باطلاً أنّ رفيقنا الـمخلص الـمعيّـن رئيساً لـِ «الـجمعية السورية الثقافية» في بوينُس آيرس، خليل الشيخ، انسحب وغيره من الـحزب.
ولم يكن أشد نقمة على تلك التلفيقات من الرفيق الشيخ الـمتوقد غيرة، نظراً لسعة اطلاعه وحسن إدراكه، الذي أخبرني حين كنت في بوينُس آيرس الشهر الـماضي أنه أرسل إلى الـملوحي في تشيلي أسطراً لاذعة مهينة بسبب اختلاقاته الـمذكورة.
تسألني عن مصير الـمال الذي جمعتموه للقضية، فأطلب منكم أن يحوّل الـمبلغ إلى بوينُس آيرس باسم الرفيق الـمنفّذ إبراهيم أفيوني، وأن ترسل إليّ مذكرة بالـمبلغ الـمرسل لضبط الـحسابات.
لا أجد حاجة للتوكد للرفقاء عندكم أنّ خدمة قضيتنا القومية الـمقدسة هو أسمى أغراضي في الـحياة، وأن لا شيء في العالم يقدر أن يحوّلني عن هذه الـخدمة أو يثبط عزيـمتي أو يستهويني لتركها. إني تعودت كثرة العمل ولم أتعود كثرة الكلام.
أوصيكم جميعاً بالثبات والصبر، فإنه تـمرّ بنا أوقات لا نـجد فيها معتصماً إلا بالصبر وثبات اليقيـن. إنّ الأشياء الهينة في مقدور كل إنسان، والأمور الصعبة هي لأهل العزائم العالية واليقيـن الراسخ فقط.
أهنىء الرفقاء في خوخوي على موقفهم الـجميل وعملهم الطيب. وأتـمنى لكم نـجاح الـمسعى.
سلامي القومي لك ولعائلتك، وللرفقاء عندك وعائلاتهم. ولتحيى سورية.
ملاحظة: ضعوا السند أو التحويل الـمالي باسم [...]
وكذلك الكتاب يكون باسم إبراهيم أفيوني. وعلى الغلاف يكون العنوان هكذا: [مدبر الزوبعة]
لأنه إذا كان العنوان على الغلاف باسم أفيوني فقد تردّه إدارة البريد لأن صندوق البريد باسم الزوبعة.
(1) قصيدة «نشيد قومي». الزوبعة، العدد 81 ، 1944/10/2.