الرفيق نعمان ضو
كاوسيته - سان خوان
رفيقي العزيز،
وصلتني رسالتك الأولى، بعد سلامتك وعائلتك العزيزة، إلى بوينُـس آيـرس وكنت فيها. وبرقيتك في أول مارس/آذار حوّلت إليّ إلى توكومان لأني كنت انتقلت إليهـا أنـا والعائلـة.
لم أكتب إليك لأني كنت في كل يوم أتوقع أن يسمح الوقت بالكتابة إليك في اليوم التالي، ولكن الـمسائل الـمتعلقة بالـموضوع الـجديد الذي وجّهت عنايتي إليه أخذت تُبرز الـمسألة بعد الأخرى، وكلها مسائل جديدة لي، وكان عليّ أن أحلها بنفسي.
أقمت الشركة بيني وبين الرفيق إبراهيم الكردي على أساس أنه مخترع مادة جديدة ومدبّر صناعتها. ولكن تبيّـن من درس الناحية التقنية بعد عقد الشركة أنّ هذا الرفيق ليس على هدى من الوجهة الصناعية. صحيح أنه توفق في تركيب مزيج مادي صالح ومتيـن ولكنه لم يتوفق في اختياره الأسلوب الصناعي. وهنا ابتدأت الـمشاكل لي فصرت أعالج الـموضوع وأنقّب عن أحوال صناعة «الفيبروشمنتو» وأخيراً اخترعت حيلة صناعية قال لي أهل الاختصاص إنها موفقة وإنها الـحل الوحيد لهذه الطريقة.
لم يكن ذلك الـمسألة الوحيدة، بل نشأت مسائل كثيرة ذات أشكال اقتصادية وتـجارية. وقد كلّفني إسراع الرفيق إبراهيم في استئجار محل لصنع وإصلاح القلبون في ذاك الـمحل وما تبع ذلك من نفقة وأجور قبل البدء في العمل ما وجب أن أنظر في تداركه.
أنا جاد الآن في إنشاء الـمصنع وقد ألـحقت بي خبيراً صناعياً ليخطط الـمصنع [....] ما يلزم وقد أوصيت على آلات وأعتقد أنّ العمل يبتدىء [.....] شهرين لأنه لا توجد آلات جاهزة.
[....] إن رأيت عجز الرفيق كردي عن القيام بالناحية الصناعية [....] العملي من الصناعة بحثت الأمر معه فسلّم بالواقع وارتضى [....] والتصفية، ووقّعنا اتفاقية خصوصية بفسخ الشركة. والرفيق كردي [....] الـمستخدم الأول في الـمصنع وهو رجل صادق ومخلص وأميـن وأحب فيه هذه الـمزايا، ولكن بساطته أوجدت لي، في البدء، بعض الـمتاعب وعفا الله عما مضى.
ترى أني الآن في معركة صناعية اقتصادية مضافة إلى الـمعركة السياسية. ولـما كان الأمر جديداً لي لأني كنت متجنباً جميع الـمسائل الصناعية والتجارية فقد اقتضى ذلك أن أصرف وقتاً في درس الـموضوع ونواحيه وأخطاره وإمكانياته وغير ذلك. وعسى أن تكون الـخاتـمة التوفيق.
منذ مدة قريبة كنت في بوينُس آيرس لطلب الآلات. وفي غيابي أتى من سوق البقول صندوق عنب باسمي إلى عنوان الرفيقة نبيهة الشيخ. الشخص الـمكلف أوصله إلى منزلي وبعد اتصال زوجتي بالرفيق [جبران] مسوح أخبرها بأنّ الهدية هي للرفيقة نبيهة لأنّ عنده كتاباً منك بذلك. ومنذ بضعة أيام تسلّمنا في منزلنا هدية أخرى هي صندوق عنب خمري. وقد علمت، بدون رسالة، أنّ الهدية منك.
هديتك في أول مارس/آذار إلى توكومان اشترك فيها الرفقاء عند الرفيقة نبيهة بعد عشاء أول مارس/آذار. وقد عرفت بهديتك إلى بوينُس آيرس من كتابك الأخير إلى الرفيق مسوح. وآسف أنّ الرفيق جواد نادر لم يتمكن من التغلب على النظر السطحي في الأمور.
إنّ هداياك ترافقنا بشعورك العالي الدالة عليه فلا عدمنا غيرتك وجهادك.
زوجتي تشاركني في الدعاء بنجاحك. والسلام عليك وعلى أهلك وأولادك. ولتحيى سورية.
عنوان منزلي في توكومان:
Monteagudo 862
tel: 7282