إلى ناموس الـمراسلات الرفيق جبران مسوح
توكومان
رفيقي العزيز،
تسلمت كتبك الأخيرة، ووصل الرفيق يعقوب ناصيف. إنه شعبي ومتوقد، ولكن طرشه يوجد له بعض صعوبات، وقد جربت له عندي السماعة التي كنت أهديتها إليه وردّها فأعطت فائدة بعد الإرشادات التي ألقيتها عليه في كيفية استعمالها. فأوصيته بالـمواظبة عليها ليتعوّد السمع بها.
إني أنتظر أثمان معامل هوفر الأخيرة لأبتّ أنا في الأمر. إني لن أعطيهم الثمن الذي حصلت عليه هنا إلا إذا وجدت فائدة من ذلك فيما بعد. ولكن الآن عليهم هم أن يقدّموا لي أسعارهم وليسألهم الرفيق [إبراهيم] الكردي عن السعر الأخير، وهل هو على حساب النقدي أو النسيئة أو هو من نوع Prenda Agracia؟ أما الآلة التي هنا فإذا كان يـمكن تكبيرها فإني أطلب تكبيرها هنا رأساً في الـمعمل الموجودة فيه. لم أعد إليه لأني أنتظر أسعار توكومان أولاً لأهيئ اللهجة الـموافقة لصاحبه.
ثم عرضت آلة أخرى طول قاعدتها 2.20 أو 2.40 وعرضها 1.50. والإثنتان تعملان بالضغط السائل (هدرولية)، وهذه الثانية كانت لضغط الـخشب ويـمكن سؤال خبير في صلاحها لـحاجتنا وتغيير دفّاعة الضغط.
الأمر الهامّ الآن هو تـحويل الاختراع إلى صناعة، وهذه قضية قائمة بنفسها. ويظهر لي أنّ تـجارب الرفيق كردي لم تـحل هذه القضية. وأهم نقطة هي: كيفية جعل اللوحة الـمموجة ذات كثافة أو سمك واحد بواسطة الضغط ضمن القوالب.
فقد تبيّـن لي من محادثتي مع إبن الرئيس التقني في مصنع هوفر، ومن محادثتي مع رئيس دائرة شركة كبيرة لصنع الآلات وتركيبها هنا، أنّ مسألة الضغط الـمسطح أو الأفقي على القالب هي مسألة دقيقة للغرض الذي نريده. والرئيس الـمشار إليه يقول إنّ هذا الضغط الأفقي بواسطة آلة ضاغطة لا يكفل جعل اللوحة الـمموجة ذات كثافة متساوية، وفي حالة عدم تساوي الكثافة أرى أنّ اللوحة تتعرّض لأن يكون فيها نقاط ضعف بسبب اختلال كمية الضغط باختلال الكثافة.
ومن الـمعلومات التي استقيتها وجدت أنّ الطريقة التي سلكها الرفيق كردي تخالف طريقة صنع ألواح «فيبروشمنتو»، فهذه الألواح لا تنضغط بل تخرج صفائح عجنية من آلة خاصة تخرجها بهذا الشكل وبالكثافة الـمرتبة لها، ثم توضع هذه الصفائح التي تشبه أدراج القماش (پاسه)، بعد فتحها، أو هي تـمد على أمهات أو قوالب ذات قطعة واحدة من تـحت. ثم تـمرّ هذه القوالب أو الأمهات (متريزس) تـحت أسطوانات أفقية أو محادل (Rollos)، فتمرّ عليها الـمحادل بضغط خفيف كافٍ لإحداث الأقنية أو الـموجات الـموجودة في تـجاويف الأمهات. وبعد أن تـمرّ الأُمهات على هذا الشكل إلى الـجانب الآخر يكون هناك سلك أو شريط خاص يقطع اللوحة عند عرضها وتذهب على أمّها إلى الـماء.
هذه الطريقة لصنع ألواح الفيبروشمنتو لا يـمكن تطبيقها الآن على الـمركّب الـجديد الذي سنصنع منه ألواحنا. والذي أراه أنه قد يلزم صنع قالب أو قالبيـن من حديد أو فولاذ من القوالب التي يتصورها الرفيق كردي وتـجربة فعلها في الـمركّب بواسطة آلة ضاغطة بسيطة كالتي عند الرفيق كردي لنرى هل تخرج الألواح بسمك واحد في جميع خطوطها أم لا. وأنا سأحاول هنا الوصول إلى بعض الـخبراء ودرس هذا الأمر معهم.
وبعد فإني أرى أنّ سرعة الإنتاج تـحتاج إلى استنباط جديد، فيظهر أنّ الرفيق كردي لـمّا يحسب وقت التعبئة والتفريغ كما يجب. وبـما أنّ مركّبنا هو من مزيجيـن: واحد أساسي وآخر تكميلي، فإنّ تعبئة الأمهات ستأخذ وقتاً. ولو أمكن الاستغناء عن الـمزيج الثاني أو دمجه في الأول لأمكن درس تطبيق طريقة الفيبروشمنتو على صناعتنا، إذا لم يكن عملياً الآن فنظرياً على الأقل. إنّ تـحضير الفيبروشمنتو بطريقة الأدراج وبدون حاجة إلى ضغط عالي الدرجة يجعل الإنتاج سريعاً يعوّض أضعافاً مضاعفة عن ثمن الآلات الـخاصة العالي. سمعت من رئيس قسم الشركة الصناعية الـمذكور فوق أنّ أحد مصانع الفيبروشمنتو كلّف تـجهيزه فوق مليوني فاس، عدا عن البناء وثمن الأرض!
يجب أن نسير في عملنا وسأدرس جميع الإمكانيات. وإني أنتظر عودة مهندس خبير جهّز مصنعاً جديداً للفيبروشمنتو من فرصته لعلِّي أستفيد شيئاً من الـمحادثة معه.
وأنا الآن أسعى بجد لتسيير طلب امتياز الاختراع كما يجب. وأريد أن يرسل إليَّ إبراهيم رأيه في مسألة الضغط والقوالب بسرعة. ثم أريد أن يجيبني: هل يـمكن صبّ الـمعجون الـمركَّب صباً ضمن قوالب لها في الـجانب الآخر زاوية فراغ (Vacio) يسهّل دخول الـمادة في القالب وإملاء تعاريجه إلى الأخير؟ أظن الصعوبة في هذه الطريقة هي في دمج الـمزيج الثاني في الأول ليسيرا في القالب كقطعة واحدة. فإذا أمكن ذلك يـمكن تـجربة أمهات أو قوالب ذات زوايا فراغ تصب فيها الـمادة صباً يضمن تساوي سمكها. وسأفحص عن حصول معدل الضغط اللازم للمادة الذي عيّنه الرفيق كردي.
إني لا أرى التسرع مفيداً. فيجب الإسراع في جعل جميع الإمكانيات واضحة لكي تكون خطانا ثابتة.ويجب ضبط حسابات آلية وصناعية لا تزال غير مضبوطة لتكون الطريق واضحة أمامنا.
تأسفت لـحالة الرفيقة نبيهة [إنطكلي الشيخ]، وعسى أن تكون بدء الـختام لعيشة زوجية نكراء. أهنىء الرفيق سندروس بـموقفه من أحد الـمتشدقيـن بالـمطاعن، وكذلك أثني على الرفيق كردي لـحميته في هذا الـموقف عينه.
إني أشتاق للعودة إلى توكومان وترتيب الأمور وتنظيم العمل، ولكن يجب أن لا أذهب قبل الوصول إلى نتيجة في مسألة طريقة الصناعة وأمر الآلات.
أتـمنى أن تكون صحتك وصحة إبراهيم وصحة الرفيقة نبيهة كما تـحبون، وأن يكون الـمدير وسائر الرفقاء الـمخلصيـن بخير. سلامي إلى الـجميع. ولتحيى سورية.
لاحظ أنّ عنوان الزوبعة صار إلى صندوق البريد:Casilla de correo 3267 Bs.As.
وهو عنوان الرفيق [يعقوب] ناصيف أيضاً، أما سكنه ففي شارع ركنكسته 871، عند الصفيف فيليب.