بلاغ من مكتب الزعيم[1
أنشأ الزعيم بنفسه جريدة سورية الـجديدة حين كان في سان باولو، البرازيل، بعد التفاهم الذي جرى بينه وبين السيدين فؤاد وتوفيق بندقي على أن يدخلا شريكيـن مضاربيـن، مطواعيـن ويكون لهما معدل معيّـن من الأرباح، دون أي تدخّل في إدارة الـجريدة أو سياستها أو كتابتها فيكون الزعيم ولي أمر الـجريدة يدير سياستها وكتابتها وفاقاً لسياسة الـحزب ومصلحة القضية القومية التي يعطيها التعبير الصحيح. وقد أصدر الزعيم قراراً بإلـحاق الـجريدة بعمدة إذاعة الـحزب السوري القومي التي عينت لها شعبة مراسلة في الوطن. وقام الزعيم بنفسه بكتابة أهم مقالاتها السياسية وأرسل تعليماته إلى جميع فروع الـحزب بقراءة سورية الـجديدة وتعميمها. ولم يتوقف الزعيم عن هذا العمل، إلا بعد العدد الثالث منها، بسبب توقيفه في البرازيل، ثم عاد إليه بعد رفع الـحجز عنه. ولكنه في السنة الـماضية أخذ يشعر أنّ هنالك إرادة خفية تتدخل في سياسة الـجريدة وتنشر ما لا يلتئم مع خطة الـحزب السوري القومي ومع التوجيهات الـخطية التي أرسلها الزعيم إلى «مجلس إدارة سورية الـجديدة» الذي أنشأه الزعيم لتأميـن محافظة الـجريدة على الغرض الذي أنشئت لأجله، حتى توصلت هذه الإدارة، في أواسط السنة الـماضية، إلى منع تنفيذ تعليمات أرسلها الزعيم إلى الـجريدة تتعلق بقضية سياسية هامة للحزب. فلما رأى الزعيم الـموقف بلغ هذا الـحد قرر، حرصاً على مصلحة الـحزب والقضية القومية التي يضطلع بها، اتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف كل تدخّل عند حده. وكان في جملة هذه التدابير حجز أبدال اشتراكات الـجريدة عن إدارة الـجريدة وتـحويلها إليه إلى أن تنجلي القضية عن حل نهائي. ولم يذع الزعيم بياناً على القومييـن في هذا الصدد اعتماداً على تقاليد الثقة التامة بتدابير إدارة الـحزب العليا، ولأن مثل هذا البيان كان يكون، قبل الآن، سابقاً لأوانه.
وبفضل تدابير الزعيم الـجازمة أمكن الـمحافظة على حقوق الـمنظمة السورية القومية. فقد قضى على التدخل الذي أنزل أضراراً جسيمة بسياسة الـحزب في السنة الـماضية. ولكي لا يبقى سبيل لـحصول مثل هذا الـخلل في الـمستقبل فسخت شراكة الرفيقيـن فؤاد وتوفيق بندقي وذلك وفاقاً لرغبتهما وحرصاً منهما على سلامة وحدة الإدارة في الـجريدة. وقد توقفت سورية الـجديدة عن الصدور منذ أول السنة الـحاضرة لإتـمام الـمعاملات وإيجاد الإدارة الـجديدة. فتم ذلك واستدعى الزعيم الرفيق، الـمذياع العام، وليم بحليس من ولاية مينس إلى سان باولو وأمره بتسلم إدارة الـجريدة ففعل. وقد عادت سورية الـجديدة إلى الصدور بإدارة الرفيق الـمذكور ابتداءً من الثامن من شهر فبراير/شباط الـجاري.
والفضل في إعادة الأمور إلى مجراها عائد إلى نظام الـحزب السوري القومي وحسن تنفيذ المسؤوليـن. ولم يحدث أي تقصير في أي فرع من فروع الـحزب في الـمهجر، إلا في مديرية توكومان الـمتصلة، موقتاً، رأساً بـمكتب الزعيم.
وبما أنّ أمور سورية الـجديدة قد عادت إلى مجاريها القانونية فقد ألغي الـحجز على أبدال الاشتراكات العائدة إلى إدارتها وأصبح يجوز لـجميع القومييـن العودة إلى إرسال الـمترتب عليهم من بدل الاشتراك إلى مديرها الـجديد الرفيق وليم بحليس على العنوان الذي يعطى في عدد سورية الـجديدة الصادر في 8 فبراير/شباط الـحاضر.
وفي هذه الأثناء، ولتدارك خلل الإذاعة الذي أحدثته مظاهر سورية الـجديدة اللاقومية في السنة الـماضية، أنشأ الزعيم في بوينُس آيرس جريدة الزوبعة لتكون الـجريدة الشبه رسمية للحزب السوري القومي ويكون مشارفاً عليها بنفسه. وعين مديراً عملياً لها، أولاً، الرفيق فريد نزها. ثم عاد فعيـن في مكانه الرفيق جبران مسوح، على أنّ مرجع الزوبعة الأعلى هو الزعيم نفسه لتأميـن كون هذه الـجريدة معبرة عن توجيهاته وخططه ويكون الرفيق جبران مسوح كاتباً رئيسياً فيها ضمن اختصاصه ومدير أعمالها وقيّماً على علاقاتها مع الـمشتركيـن.