أيها الرفيق العزيز،
تسلمت في الـمدة الأخيرة كتابيـن أو ثلاثة منك، ولم أجبك لأني قدّرت أني سأزور خوخوي وأراك هناك. وعندما سافرت إلى توكومان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الـماضي كان في عزمي أن أتابع السفر إلى سلته وخوخوي، ولكن تأخرت الأجوبة التي كانت منتظرة لـمعرفة مبلغ استعداد الأوساط أو تنبّهها في تينك الولايتيـن، وبقي أمر نـجاح الرحلة غامضاً وخالياً من كل تقدير يستند إلى معلومات وثيقة. ثم عرض أمر جديد حملني على العودة إلى بوينُس آيرس لأدرس إمكانياته. وبعد عودتي وإنـجاز الدرس الـمطلوب رجعت إلى توكومان وهناك لم أجد أخباراً مشجعة على السفر نحو الشمال. وقد عدت أول أمس إلى بوينُس آيرس وأقدّر أني سأبقى هنا بين 10 و20 يوماً.
سأجري في هذه الـمدة جميع الـمعاملات التي تتطلبها قرارات الـحكومة الـجديدة لتثبيت وضعية الزوبعة من الوجهة القانونية، وسأستأجر لها صندوق بريد في دار البريد الـمركزية ليظل عنوانها ثابتاً فلا يتغير محل الإقامة أو مكتب الإدارة.
وقد قررت نظراً لـمقتضيات الـحال، أن أسند إليك إدارة جريدة الزوبعة، ولذلك أكلّفك الـحضور إلى بوينُس آيرس بالسرعة الـممكنة، أي قبل عشرين يوماً، إذا أمكنك، لأسلّم إدارة العمل إليك قبل مبارحتي هذه الـمدينة قريباً.
إنّ تأمين إقامتك هنا قد نظر فيه. وحال وصولك تنزل ضيفاً عند ناظر إذاعة منفذية بوينُس آيرس الرفيق جواد نادر، أو في بيت رفيق آخر، بينما ترتب مكان إقامة مستقل. وقد صار في الإمكان تخصيص مبلغ لنفقتك الضرورية في البدء، ثم يصير رفع هذا الـمبلغ مع ضبط إدارة الـجريدة وتـحسيـن مقبوضاتها. وفي كل حال نفقة إقامتك مؤمنة. وإذا كنت لا تـملك أجرة القطار فأخبرني سريعاً لتدبير هذا الأمر. إنّ وجودك هنا يفيد من عدة وجوه فعسى أن يكون قدومك قريباً. سلامي القومي لك وللرفيق سعيد [جرجس سمعان] وللمحبّذين. ولتحيى سورية.