حضرة أعضاء لـجنة الـمفاوضة لفسخ شراكة سورية الـجديدة،
وردني منذ بضعة أيام كتاب من أحدكم، الرفيق إلياس فاخوري، مصادق عليه من الرفقاء فؤاد بندقي وتوفيق بندقي وجورج بندقي. ومنه وقفت على ما يلي:
1 - إنّ الرفيقيـن فؤاد وتوفيق بندقي قد خالفا الشروط التي أنشئت عليها سورية الـجديدة بطلبهما من الـحزب تقديـم مبلغ مالي لتغطية قسم من العجز الـمالي الذي أصيبت به إدارة الـجريدة لقاء تخلّيهما عن شراكتهما، وقد كان الاتفاق الأساسي على إنشاء الـجريدة، قبل أن صار السيدان فؤاد وتوفيق بندقي رفيقيـن قومييـن، على أن تكون الـجريدة ناطقة بـما تشير به الـمراجع الـحزبية العليا وخاضعة لسياسة الـحزب في سياستها، وأن يكون تـحريرها من متعلقات الـحزب وحده، وأن يقوم السيدان فؤاد وتوفيق بندقي بالنفقات وسد العجز. ومتى صار للجريدة أرباح يأخذ السيدان بندقي 60 ٪ بالـمئة ويأخذ الـحزب 40 ٪ بالـمئة. فيكونان شريكيـن عليهما الشرط الـمالي ولهما النصيب الأكبر من الأرباح الـمالية.
2 - إنّ الرفيقيـن فؤاد وتوفيق بندقي يطلبان، لقاء تركهما شراكتهما في الـجريدة، دفع الـمبلغ الـمذكور فوق الـمحدد بأربعيـن كنط ريس من العملة البرازيلية على قسميـن: القسم الأول، وهو النصف، يدفع حيـن تركهما الشراكة. والقسم الثاني يسدد أقساطاً في مدة ستة أشهر ابتداءً من أول يناير/كانون الثاني الـمقبل.
3 - إنّ الرفيقيـن فؤاد وتوفيق بندقي يفضلان أن يخسرا الـمبلغ الذي يطلبانه من الـحزب في سبيل إيقاف الـجريدة وإنزال خسارة معنوية بالـحزب، على الوصول إلى اتفاق يـمنع وقوع هذه الـخسارة على الـحزب، ويكون في كل حال أفضل من النتيجة التي ينالانها من إيقاف سورية الـجديدة.
فإذا صح أنّ الرفيقين الـمذكورين يفضلان أن يخسرا مادياً ليخسّرا الـحزب على أن يخسرا ليربح الـحزب، فليذكرا يـمينهما وشروط اتفاق إنشاء الـجريدة. وإذا أصرّا على هذا الـموقف الـمخالف للروح القومية ونظام الـحزب فيكون ذلك بناءً على درايتهما التامة بـمـا يفعـلان.
4 - إنّ الرفيقيـن فؤاد وتوفيق بندقي يخالفان بطلبهما الـمذكور آنفاً ما أرسلا يعرضانه عليّ بواسطة الرفيق جورج بندقي، حين أعلنا عزمهما على ترك شراكة الـجريدة، وهو ما يأتي، مقتطفاً من كتاب الرفيق جورج بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول الـماضي: «ولكي يكون لك (للزعيم) متسع من الوقت للنظر في أمورها الإدارية والإنشائية وتنظيماتها الداخلية ورغبتهما في مساعدتك في ذلك يتحملان مسؤوليتها الـمادية لغاية آخر هذا العام، أي 1940.»
بناءً عليه أطلب من اللجنة الـمفاوضة العودة إلى مخابرة الرفيقيـن فؤاد وتوفيق بندقي، وإظهار حقيقة الـموقف لهما، وتذكيرهما بتعهداتهما وواجباتهما القومية وبـما أرسلا يعرضانه عليّ.
وأطلب تبليغهما أني أرى الـحل الشريف اللائق، الذي يجعل الأمور تـجري نحو الوفاق والنجاح، هو ما كان قد ذكر في بعض محادثات اللجنة معهما: أي أنّ ما يُقبض من الاشتراكات القديـمة التي تنتهي مدتها في آخر سنة 1940 يدفع لهما. وفيما سوى ذلك يكون كل شيء عائداً إلى الـجريدة التي عليها مهمة صعبة وعبء ثقيل.
ومع ما تقدم أوصي اللجنة بالاتصال بـمن يقدر على الـمساعدة الـمعنوية والـمادية، لـمعرفة ما يقدر أن يساعد به مشروع فسخ شراكة سورية الـجديدة كالرفيق فارس بطرس وغيره مـمن للرفيق فاخوري اتصال بهم، فلعله يكون في ذلك حل للمشكل الذي يكون الأفضل حلّه بالإبقاء على الـجريدة في كل حال.
فإذا عرض الرفيق بطرس مساعدته، وكان هنالك أمثال السيد فيليب لطف الله وبعض الـمناصرين ويرغبون في الـمساعدة فليجرِ الاتصال بهم وليدرس الـموقف مع بعضهم وإمكانيات مساعدتهم. وما زال باب الدرس والـمفاوضة مفتوحاً وأعمال الـمخابرات جارية، فالأفضل الاستمرار في إصدار الـجريدة، خصوصاً وأنّ عامها يبتدىء في فبراير/شباط لا في يناير/كانون الثاني. ولتحيى سورية.