حضرة السفير
أغتنم فرصة وجودي حاليا في بوينس آيرس لأعلم سعادتكم بـما يلي:
نظراً للظروف السائدة حالياً في أوروبة والناتـجة عن الصراع الـجاري هناك والذي يؤثر بشكل مباشر على الـمصالح الأساسية لكل من سورية وفرنسة .
وعلى ضوء إمكانية استعادة الـمحادثات التي بدأت سابقاً بين الـحزب السوري القومي والسلطات الفرنسية من أجل خدمة الـمصالح الـمشتركة لكل من سورية وفرنسة، وبالرغم من الصعوبات التي أعاقت جهودنا آنذاك في البحث عن تفاهم ضروري ومفيد، أتوجه إلى سعادتكم لأعرض عليكم ما يلي:
إطلاق اتصالات جديدة بين الـحزب السوري القومي الذي لي شرف قيادته والسلطات الفرنسية وذلك من أجل التوصل إلى تفاهم يؤمن الـمصالح الـمشتركة، كما ورد أعلاه، لذلك فإنه من مصلحتنا الـمتبادلة أن نبلور النقاط التالية وذلك من أجل تنويركم حول موقف الـحزب السوري القومي من الأوضاع الدولية السائدة:
أولاً- لقد تأسس الـحزب السوري القومي كمنظمة سورية أصيلة ومستقلة تهدف إلى إطلاق حركة نهضة قومية، وتثبيت الشخصية السورية واستعادة السيادة القومية والـحفاظ على حقوقها ومصالـحها. يعني ذلك أن الـحزب السوري القومي لم يؤسس من أجل أن يناصب أية قوة خارجية العداء، أكانت فرنسية أو غيرها، ولا لـخدمة الـمصالح الـحصرية لأي من هذه القوى.
كل وثائق الـحزب السوري القومي، الـمنشورة وغير الـمنشورة، تؤكد صحة ذلك.
ثانياً- لم يبادر الـحزب السوري القومي منذ تأسيسه إلى أية مـمارسات أو مظاهر عدوانية تـجاه فرنسة؛ وعندما اكتشفت السلطات الفرنسية وجوده وجرى توقيفي مع معاونيّ، كان الـحزب لا يزال في طور التأسيس ولم يكن قد حدد أنذاك بعد موقفه على صعيد السياسة الدولية.
أما رد الـحزب على التدابير الـمتخذة بحقه فقد كان من باب الدفاع الـمشروع عن النفس.
ثالثاً- لقد أثبت الـحزب السوري القومي، من خلال الـمحادثات التي أجريناها، معاونيّ وأنا، مع رئيس الـمكتب السياسي للمفوضية العليا في بيروت (السيد كيفّر أنذاك)، تفضيله الوصول إلى تفاهم مع الدولة الفرنسية على الوصول إلى تباين في وجهات النظر، كل ذلك طبعاً على أساس الإقرار بحق سورية في السيادة القومية وتأمين وحدتها القومية من كافة الأوجه وبالشروط التي توافقها.
بناء عليه، لا شيء يحول دون إقامة تفاهم أولي مع الدولة الفرنسية حول تـحقيق الأهداف الـمدرجة أعلاه.
لا بد أن نذكر أيضاً رغم إقرار رئيس الـمكتب السياسي للمفوضية العليا، السيد كيفّر، بصوابية مبادئ الـحزب السوري القومي من وجهة نظر سوريّة، فإن الـحزب لم يشهد أية متابعة عملية ولا أية نتائج إيجابية لهذا الأمر من قبلكم.
يؤكد الـحزب السوري القومي أنه من مصلحة سورية وفرنسة الـخروج من هذا الطريق الـمسدود.كما يؤكد عن استعداده بكل حسن نية متابعة التواصل من جديد مع مـمثلي الدولة الفرنسية بغية التوصل إلى نتائج ايجابية تؤمن مصالح الفريقين.
تفصلوا سعادة السفير بقبول أطيب تـمنياتي
بوينس آيرس، أول تشرين الأول 1940
مكتب الزعيم
التوقيع