16 تشرين الثاني 1932: تأسيس الحزب السوري القومي.
24 تشرين الثاني 1934: جمعت مواد الدستور والقوانين التي اشترعها الزعيم في شكل دستور وقوانين داخلية.
8 كانون الأول 1934: جرى أول اجتماع عام لممثلي فروع الحزب السوري القومي.
أول آذار 1935: في هذا الإحتفال تلى سعاده قَسَمْ الزعامة.
أول حزيران 1935: جرى الاجتماع الحزبي العام الثاني وفي هذا الاجتماع ألقى الزعيم خطابه المنهاجي الذي أعلن فيه أن الحزب السوري القومي هو دولة الشعب السوري المستقلة.
16 تشرين الثاني 1935: قُبض على الزعيم وعلى أعضاء مجلس العمد وبعض المسؤولين وأُخذت إفادتهم الأولى وأُودعوا سجن الرمل. ومما يجدر ذكره أنه في منتصف ليل هذا اليوم انقضت صاعقة على إحدى الصنوبرات القائم عليها عرزال الزعيم في ضهور الشوير فشقتها إلى نصفين وبقيت الشجرة واقفة وظل العرزال قائماً إلى اليوم.
25 و26و27 كانون الثاني 1936: جرت محاكمة الزعيم وأركان الحزب في المحكمة المختلطة في بيروت بتهم عديدة أهمها: محاولة التعدي على كمال الأرض القومية، إنشاء حزب سؤي بغير رخصة قانونية، عقد اجتماعات وإلقاء خطب وتوزيع منشورات غير جائزة على رخصة قانونية.
منع أعضاء الدولة من ممارسة حقوقهم المدنية، التحريض ضد الانتداب ورجال السلطة الانتدابية، محاولة تغيير شكل الحكم،إلخ...فأجاب الزعيم على الإتهام بخطاب ارتجالي نقض فيه هذه التهم كلها وأظهر بطلانها، وبعد بضعة أيام لفظت المحكمة حكمها بسجن الزعيم ستة أشهر وغرامة مالية.
15 حزيران 1936: أذاع الزعيم بلاغه الأول المعروف بالبلاغ الأزرق تناول فيه موقف الحزب من المفاوضات الجارية في فرنسة حول القضية السورية وموقف الحزب من الوفدين الشامي واللبناني وفيه أعلن أن كل معاهدة تخلو من مواد احتياطية على الأقل لتأمين مبدأ الوحدة القومية السورية، تلاقي بالرفض من قبل السوريين القوميين، وأن كل تسوية لا تكون عامة، باشتراك لبنان فيها، هي تسوية غير ثابتة.
إن تقييد مصالح أمة بأسرها بمعاهدة لثلاثين سنة، من أجل الحرص على نجاح المفاوضات هو الفشل السياسي الذي لا فشل بعده.
26 حزيران 1936: أُوقف الزعيم للمرة الثانية بناء على مصادرة رجال التحري نسخة "مرسوم الطوارئ" الذي أعده الزعيم بتنظيم العصيان المدني ليعلن في الظروف المنصوص عليها في المرسوم. وكان وقوع هذا المرسوم في قبضة التحري بإهمال المدعو جورج حداد الذي سلك فيما بعد مسلك الخيانة وطُرد من الحزب.
7 تشرين الثاني 1936: سقط شهيداً في فلسطين القائد السوري القومي الاجتماعي الكبير الذي كان أقوى قوة في تنظيم ثورة فلسطين في تلك السنة، سعيد العاص واضع أسس وقواعد حرب العصابات في كتاب "التجارب الحربية في حروب الثورة السورية".
1-12 تشرين الثاني 1936: أنجز الزعيم شرح مبادئ الحزب وهو في السجن. وفي هذا الصدد يقول في رسالة إلى سلمى صائغ:
إن هذا الشرح الوجيز يحتوي تعاليم الحزب وإيضاح قضيته. وقد أنجزت مع الشرح المذكور، أهم شغل في بناء الحزب منذ إنشائه، أي تكوين جزعه الذي هو عدة هيئات ومجالس دنيا وعليا.
12 تشرين الثاني 1936: خرج الزعيم من السجن تحت كفالة مالية بعد أن قضى نحو أربعة أشهر ونصف في سجن الرمل كانت كلها عراكاً مع قضاة التحقيق ودوائر الأمن بسبب المحاولة من قبل الحكومة لجلب شهداء زور وإدخال الزعيم في قضايا تأديب الصحفي عارف الغريب والانتقام من الصحفي ابراهيم حداد وحرق مطبعة الجريدة التي يعمل فيها من قبل عدد من أعضاء الحزب. وهي قضايا غير سياسية، ولكن جميع محاولات الحكومة والقضاء حبطت وخشيت الحكومة جلب القضية أمام المحكمة.
14 كانون الأول 1936: مذكرة الحزب السوري القومي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ضم لواء الإسكندرونة إلى تركية واعتبار هذا التاريخ يوم الحدود الشمالية.
19 كانون الأول 1936: بدأت زيارة الزعيم من طرابلس إلى منطقة اللاذقية. المحطة الأولى في صافيتا حيث ألقى خطاباً تعرض فيه إلى مسألة الاسكندرونة ومطامع الأتراك في هذا اللواء وندد بموقف حكومة الشام. وفي أحد المنازل عقد جلسات إدارية للمسؤولين في المنفذية والمديريات شرح لهم فيها الأصول الإدارية والمكتبية والمواد الدستورية والأمور المالية على الأخص. لأن الدستور لم يكن قد طبع بعد.
من صافيتا إلى قرية المشتى حيث كان الاجتماع في الهواء الطلق فألقى الزعيم خطاباً في المحتشدين من القرى المجاورة، من المشتى إلى مرمريتا حيث ألقى خطاباً في أحد الحقول الذي امتلأ بالمواطنين وأسطح المنازل المجاورة، من مرمريتا إلى مقعبرة حيث ألقى كلمة بالمجتمعين.
من مقعبرة إلى تلكلخ وما أن أطل موكب الزعيم حتى فاجأه فرسان الدنادشة بسيوفهم يقومون على خيولهم بعرض ترحيبي ويواكبون الموكب إلى داخل البلدة إلى بيت القومي الاجتماعي خالد آغا الكنج.
ومن على شرفة منزل الرفيق محمد بك ألقى الزعيم خطبته الرائعة مخاطباً تلك السيوف التي تحولت بفعل النهضة من خدمة العشيرة إلى خدمة الوطن كله. بعدها عقد الزعيم جلسة إدارية للمسؤولين والرفقاء. وقد فاجأ الزعيم الفرسان الدنادشة بخبرته الفنية العسكرية في ركوب الخيل. ختام الرحلة كان في طرطوس حيث جرى التجمع في متن عرنوق في دار آل عرنوق حضره القوميون الاجتماعيون من مختلف المديريات فألقى فيهم الزعيم كلمة. وقد حاولت قوى الأمن عرقلة الاحتفال ثم ارتدت على أعقابها حين رأت ما يؤول إليه الاشتباك معهم.
بعدها انطلق الموكب عائداً إلى بيروت بعد أن رسم الزعيم خطة إدارية للعمل الحزب. فاستدعى عند وصوله إلى بيروت المنفذ العام لصافيتا أديب الطيار وسلّمه مسؤوليات الإذاعية المركزية وعيّن الدكتور اسبر حنا بدلاً منه.
19 كانون الثاني 1937: زار الزعيم منطقة الشوف لبنان زيارة رسمية فسيّرت الحكومة قوة عسكرية بقيادة الكومندان نسيب دحروج قائد موقع بيت الدين إلى قرية عماطور لمنع مظاهرات الحزب المجتمع فيها. ولكن القوة العسكرية ارتدّت خائبة تجاه قوة الحزب. وقد جرت المظاهرات وألقى الزعيم خطبة نارية دون أن تتجاسر القوة المسلحة على القيام بأي عمل لأنها كانت قد شعرت بالعواقب الوخيمة لأي تحرك من جهتها.
أواخر كانون الثاني 1937: يوم دمشق وضعت اللجنة التي أرسلتها الجمعية الأممية إلى الإسكندرونة تقريرها المعروف بتقرير ساندلر، وهو رئيس اللجنة، أشار فيه بمنح اللواء استقلالاً تاماً في الشؤون الداخلية وفصله في الشؤون الانترناسيونية من الاتفاقات التي تعقدها حكومة الشام وجعل اللغة التركية اللغة الرسمية الأولى.
أدرك الزعيم أن قبول التقرير المذكور والعمل له يعنيان فقد السيادة السورية على الاسكندرونة بالمرة. فوضع مذكرته الشهيرة التي وجهها في أواخر كانون الثاني 1937 إلى الحكومة السورية يعنفها على موقفها من المناورات الفرنسية-التركية ويطلب دعوة المجلس الشامي إلى دورة استثنائية.
ما كادت هذه المذكرة تنشر حتى دبت الحمية في صفوف القوميين الاجتماعيين وحدثت تشنجات في طول البلاد وعرضها وأخذت كتب التأييد تنهال على مركز الحزب القومي الاجتماعي في بيروت.
من ردود الفعل القوية التي حدثت على أثر انتشار المذكرة بشأن الاسكندرونة ذلك المظهر الباهر الذي برز فجأة على مسرح الأحداث في دمشق والذي سماه القوميون الاجتماعيون يوم الاسكندرونة ويذكره الزعيم يوماً من أيام الحزب التاريخية في النداء إلى الأمة السورية بتاريخ 31-5-1939 إذ يقول:"أذكركم بيوم دمشق حين وقفت صفوفكم أمام الجامع الأموي في يوم الإسكندرونة وحاولت بعض العناصر الشيوعية الاعتداء على بعض الرفقاء الذين كانوا في الداخل، وكانت تلك العناصر متفاهمة مع رجال الحكم ضدكم ومؤيدة من رجال الأمن، فكفت جريدتان أو ثلاث جرائد منكم للسيطرة على الموقف والاقتصاص من المعتدين وإعادة الأمن إلى نصابه وحمايته من "رجال الأمن" حتى صفقت الجماهير لعملكم وهتفت لكم وتجاوب صدى اجراءاتكم الباهرة في موسكو وباريس.
ويقول الرفيق حسن الجمال وهو من الرفقاء الأول في دمشق عن هذه الماظاهرة ما يلي:"كانت المظاهرة برئاسة المسؤول المركزي مأمون أياس يعاونه المدرب عارف الرشاش من سوق ساروجة، حي دوار آغا. كان مركز الانطلاق بيت فتحي سويد، فوق جامع دك الباب في عرنوس. كان بعض الرفقاء معينين للمراقبة أمثالي وأمثال رفعت شوفي وشقيقه مظهر ولم أعد أذكر الباقي ولكني أذكر من الذين اشتركوا في قيادة هذه المظاهرة عبدالحكيم مراد وابن عمر يوسف.
بدأت هذه المظاهرة من المهاجرين وانتهت في شارع بغداد وكما ظهرت فجأة تفرقت فجأة. كان المسؤول عن الأمن الشامي قائد الشرطة عبدو بك العابد وهو إنسان مشهور بوطنيته وقد ظهرت جلية في إشرافه على هذه المظاهرة.
كان يوماً مشهوداً ولكن ذاكرتي لم تعد تستوعب أكثر من هذا الذي دوّنته.
20 شباط 1937: جرت تظاهرة حزبية في بكفيا، المتن، لبنان، بمناسبة وجود الزعيم في الشوير. وقد سيّرت الحكومة على هذه التظاهرة قوة مسلحة يبلغ عددها نحو 150 جندياً بالخوذ الفولاذية والبنادق والذخيرة. وعلى رأس هذه القوة قائمقام المتن في ذلك الوقت فؤاد بريدي والملازم فيليمون الخوري. وبعد وصول هذه القوة أمر قائمقام القوميين الاجتماعيين بالتفرق فأجابه أحدهم أنهم لا يتفرقون إلا بأوامر رؤسائهم، فأشار على الملازم بانتزاع الأعلام القومية من حامليها. فهجم الجند وأمر الضابط السوري القومي الاجتماعي الذي كان متسلماً قيادة فرقة الميليشيا العزلاء بتطويق الجند فطوقهم القوميون الاجتماعيون وعزلوا قائدهم عنهم. وصدرت أوامر حزبية عليا بعدم تجريد الجند من سلاحهم وبالقبول بالصلح فتم الصلح.
ولما أخذت الفرق القومية تسير كل فرقة إلى ناحيتها ولم يبق في بكفيا غير نحو فرقتين لا تبلغان المئة عدداً امر الملازم جنوده المسلحة بالحملة على القوميين فجرت معركة جرح فيها عدد من الجند وتكسرت عدة بنادق استولى عليها القوميون وكسروها وسقط من القوميين عدد من الجرحى.
أول آذار 1937: أصدر الزعيم بلاغه الثاني إلى الرأي العام والتاريخ وهو في مقر سري يضع الخطط ويتخذ التدابير التي كان من المنتظر أن تعقبها إجراءات باهرة تكون لها نتائج خطيرة. ولم يوقف تنفيذ تلك الخطط والتدابير سوى خيانة عامل بسيط أدت إلى توقيف الزعيم وهو في طريقه لتفقد بعض المناطق التي كانت تجري فيها استعدادات واسعة. إن قيمة هذا البيان التاريخية عظيمة جداً لأنه وضع في ظروف غاية في الخطورة هي الظروف التي عقبت الصدام الدامي بين بعض الصفوف القومية وفرقة من الجند المسلح في يوم بكفيا المشهور. هذه الظروف هي وليدة عهد من عهود الطغيان لم يعرف مثيلاً له من قبل.
9 آذار 1937: أوقف الزعيم بخيانة خائن، وهو في طريقه إلى دمشق للإشراف على التدابير المتخذة فيها، لأن الحزب كان يتأهب لخوض معركة عظيمة وقد اكتظت الطرقات بالجنود وأوقفت جميع سيارات المسافرين للتفتيش. وطارت الطيارات فوق مناطق معينة تراقب حركات الحزب وصارت الحالة حالة حرب لا ينقصها غير الضغط على الزناد.
كان برفقة الزعيم جورج عبدالمسيح ووداد ناصيف، ففي رسالة منه إلى رئيس المجلس الأعلى بتاريخ 12-7-1938 يقول:"والحقيقة أن مسألة إلقاء القبض عليّ المرة الثالثة وأنا في طريقي إلى دمشق ظلت لغزاً لي يجب حله.
ثم يسرد الزعيم في الرسالة الخطوات التي قام بها بعد تحليله للأحداث التي حصلت لحل اللغز ليكشف أخيراً عن عصابة جاسوسية خطيرة في الحزب مؤلفة من: جورج حداد، صبحي فؤاد الرئيس، محمد الباشا المناصفي، يوسف شقير، جان جلخ وغيرهم.
15 أيار 1937: خروج الزعيم من السجن وجميع الموقوفين بعد توقيف دام شهرين ونصف.
14 تشرين الأول 1937: صدور العدد الأول من جريدة "النهضة" التي وفرت للحزب منبراً واسعاً في المسائل السياسية والفكرية ووجوداً مميزاً على الساحة القومية. لكن هذا النجاح كان عرضة لحملات قوى الحكومة وقوى الانتداب.
أوائل 1938: صدور الطبعة الأولى من كتاب نشوء الأمم.
17 كانون الثاني 1938: السيد أنيس ناصيف ينقل خبر المؤامرة التي كانت تحاك على مي زيادة.
وكان قد مضى على الأديبة مي حتى تاريخه نحو تسعة أشهر وهي في العصفورية، نقلها نسيبها الدكتور زيادة إلى مستشفى ربيز للعلل الجراحية وهناك بقيت نحو ستة أشهر حيث هي موجودة.
قام سعاده بادئ ذي بدء بزيارة الأديبة مي في مستشفاها حيث جرى تعارف في غاية البساطة مع وعد في نهاية الزيارة على تغيير الحال سريعاً. وبدأت الحملة على صفحات جريدة الحزب النهضة ثم مع قاضي التحقيق الأول المركزي الأستاذ حسن قبلان الذي حقق مع الزعيم في الاعتقال الثاني مدة أربعة أشهر ونصف تولدت على أثرها صداقة ومودة لنزاهة القاضي وقوة وجدانه. ثم مع المفوضية الفرنسية بشخص رئيس الغرفة السياسية السيد كيفر. بعد عدة تحركات واتصالات تحرك الحزب وأمّن منزلاً لمي نقلت إليه وقد حاول أقربائها التدخل ثانية لكن الحزب وضع حراسة على منزلها ومنع عنهم زيارتها.
زارها وفد من الأدباء القوميين الاجتماعيين برئاسة الأمين عبدالله قبرصي ومن أعضائه فؤاد سليمان. وكان قبلها قد اتصل الدكتور شارل مالك بالزعيم يعرض عليه زيارة مي فقبل الزعيم وزارها والدكتور مالك يرافقهما الأمين فخري معلوف.
أواخر العام 1972 احتفل الأدباء في لبنان بذكرى وفاة الأديبة الكبيرة "مي" فلم يأت أحد على ذكر دور الحزب أو دور سعاده والقوميين الاجتماعيين في إحباط المؤامرة عليها ولو على سبيل الأمانة للواقع.
إن دور الحزب في إحباط المؤامرة على الأديبة "مي" هو للعبرة والتاريخ.
12 شباط 1938: قرار رقم 62 بتعطيل جريدة "النهضة" في بيروت
12 نيسان 1938: في هذا التاريخ جرت محاكمة 85 رفيقاً من الحزب السوري القومي بينهم الرفيقة ليلى فاخوري أول فتاة في البلاد تقف أمام القضاء بسبب عقيدة عامة تعمل لها. وقد ألقت الرفيقة فاخوري دفاعها عن نفسها وبعد أن ألقى الأستاذ سليم غنطوس دفاعاً بليغاً فنّد فيه التهم الموجهة إلى الشباب والتي ظهر من شهادات رجال التحري أنها لم تقم إلا على اخباريات مخبرين سريين، طلبت النيابة العامة إحالة الأوراق للإيداع وتأجيل اعطاء الحكم إلى العاشر من أيار القادم.
وقد أحيلت الرفيقة فاخوري إلى المحاكمة بتهمة "نشاط سياسي ممنوع" مع رفقائها الخمسة والثمانين وقد خرج الجميع "براءة".
18 أيار 1938: مع حلول ربيع 1938 بدأت العلاقات تتأزم بين الحزب وسلطات الانتداب الفرنسي وشعور المسؤولين في الحزب بقرب عودة الاضطهاد. سارع سعاده إلى مغادرة لبنان إلى الأردن بجواز سفر يحمل إسم أنطون خليل مجاعص قبل أن تنتهي ترتيبات الرحلة إلى المغتربات. وما إن غادر لبنان حتى قامت سلطات الانتداب بمداهمة مراكز الحزب بقصد اعتقال سعاده ومنعت العمل الحزبي وعطلت جريدة "النهضة" فكان تاريخ 17 أيار تاريخ آخر عدد من الجريدة.
أيار 1938: لم يثمر اللقاء مع الملك عبدالله في الأردن لأن الملك كما يقول سعاده لا يحبز وجود أحزاب في مملكته لذلك خشي من زيارة الزعيم إلى الأردن فانتقل سعاده إلى فلسطين وتفقد فروع الحزب في مدن الساحل الفلسطيني ثم انتقل إلى قبرص في انتظار اكتمال التحضيرات لانتقاله إلى المهاجر.
أيلول 1938: غادر الزعيم قبرص إلى رومة وهناك اتصل بالصحف الايطالية وبدأت تظهر في هذه الصحف المقالات الانتقادية لسياسة فرنسة في الشرق الأدنى.
تشرين الأول 1938: انتقل سعاده إلى برلين بدعوة من فرع الحزب هناك للمشاركة في احتفال مرور سنة على إنشاء الفرع وهناك اكتشف سعاده تصرفات سيئة لمصون عابدين بك مدير مديرية الطلبة القوميين الاجتماعيين في ألمانية وتلاعبه بأموال حزبية واتخاذه المديرية وسيلة لطلب إعانات مالية من بعض دوائر الحكومة الألمانية فعزله من منصبه.
في برلين ألقى سعاده محاضرة بالألمانية في نادي هامبلت حضرها عدد من المثقفين الألمان ومسؤولين من الوزارات المختصة بشؤون الشرق الأدنى. وفي هذه المحاضرة ظهرت للعلن للمرة الأولى أفكار سعاده حول الحدود الشرقية للوطن السوري وموقع جنوب العراق في هذا الوطن.
وفي العودة إلى مصون عابدين بك فإن هذا الشخص طرد من الحزب لاشتراكه بمؤامرة انفصالية في منطقة الشام برئاسة خالد مورلي وعضوية جورج عزام ومحمد الرافعي وكامل بنقسلي ونور أيوب آغا وزكي صواف وقد صدر قرار المجلس الأعلى بطردهم من الحزب أوائل عام 1946.
كما ورد في رسالة الزعيم إلى غسان تويني في 26-5 – 1946.
كانون الأول 1938: وصل سعاده إلى البرازيل واستقر في سان باولو، والتقى العديد من أعيان الجالية وأبنائها وأصحاب الصحف والأدباء وحين تبين لهم أن زيارة سعاده ليست تقليدية وأن اتجاها جديداً في العمل السياسي والأدب والثقافة آخذة في توطين أسسها في المهجر مع دخول الحزب السوري القومي، بدأت تظهر من أعيان الجالية التقليديين مظاهر المقاومة لسعاده، في هذه الأثناء كان سعاده يعدّ لإصدار صحيفة في البرازيل تحمل صوت النهضة.
11 آذار 1939: صدر العدد الأول من جريدة "سورية الجديدة" الأسبوعية.
23 آذار 1939: أقدمت قوات الأمن البرازيلي على اعتقال سعاده بوشاية من محازبي فرنسة وعملائها بتهمة الدعاية للسياسية الفاشستية والمسّ بسلامة العلاقات الانترناسيونية للدولة البرازيلية. خلال فترة الاعتقال تقدم قنصل فرنسة بطلب تسليم سعاده لتحاكمه سلطة الانتداب، لكن السلطات البرازيلية رفضت الطلب. وبعد تحقيق قضائي دقيق، تبين للمحكمة براءة سعاده من التهم الموجهة إليه، وأفرجت عنه، وعن معاونيه أسد الأشقر وخالد أديب في 30 نيسان 1939 وقد تبين لسعاده فيما بعد خيانة خالد أديب وضلوعه في الوشاية فطرد من الحزب.
حزيران 1940: أصدرت سلطات الانتداب الفرنسي في لبنان حكماً غيابياً قضى بسجن سعاده عشرين سنة وإبعاده عشرين سنة أخرى، فأصبح نتيجة ذلك شبه أسير ضمن حدود الجمهورية الأرجنتينية. ومع اضطراره للبقاء في الأرجنتين رأى سعاده أن يصدر جريدة فيها أسماها "الزوبعة" ذلك أن سورية الجديدة في البرازيل كانت عرضة لمشاكل إدارية وسياسية مستعصية بسبب شراكة في ملكيتها حالت دون التزامها دائماً سياسة الحزب ولا سيما اعتماد موقف اللاانحياز في الصراع الدائر بين دول المحور والحلفاء مما اضطر سعاده إلى مقاطعتها إلى أن أصدرت السلطات البرازيلية أمراً بإيقاف كافة الصحف الناطقة بلغات أجنبية.
أول آب 1940: صدر العدد الأول من "الزوبعة" وسرعان ما تحولت الجريدة إلى منبر للأبحاث الفكرية العالية، ففي تشرين الأول 1940 نشر المقال الأول من سلسلة "جنون الخلود" التي استمرت حتى أيار 1942 وفيها تناول مسائل الأدب والدين والفلسفة والعروبة بتفصيل وعمق فريدين واتبع ذلك في صيف 1942 بسلسلة مقالات حول الأدب جمعها في كانون الأول 1942 في كتاب الصراع الفكري في الأدب السوري. مع وجود صحيفتين للحزب في أميركة الجنوبية، وتأسيس فروع جديدة له أخذ الحزب يتحول من حركة جديدة في الوطن إلى حركة حقيقية في المهجر تواجه القيادات السياسية والفكرية التقليدية في الجاليات السورية. وهكذا ظهر إلى العيان صراع بين سعاده وأقطاب هذه المواقع التقليدية مثل الشاعر القروي رشيد سليم الخوري والشاعر الياس فرحات وزكي قنصل وإيليا أبوماضي وغيرهم. وأفردت "الزوبعة" صفحات عديدة بقلم سعاده للرد على هجمات هؤلاء على سعاده والحزب.
7 تشرين الأول 1944: مذكرة الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى مؤتمر الاسكندرية المنعقد بتاريخ 7-10-1944.
أثناء انعقاد مؤتمر مشاورات الاسكندرية عام 1944 الذي انبثقت عنه الجامعة العربية، تقدم الحزب السوري القومي الاجتماعي من المؤتمر بمذكرة شاملة يعالج فيها القضية العربية ويحدد أسس التعاون العربي على ضوء مفاهيمه ونظرته، وكان بذلك الحزب الوحيد في العالم العربي كله الذي تقدم بمذكرة.
في هذه المذكرة لفت أنظار المؤتمرين إلى أن كون العالم العربي بيئات طبيعية اجتماعية متعددة يحتم على المنظمة العربية المشتركة أن تضع في صلب أهدافها تسهيل تحقيق كل بيئة اجتماعية لوحدتها وسيادتها وأن كون العالم العربي عالماً يشترك في روابط ومصالح أساسية يحتم أن تتركز أسس التعاون العربي على توحيد في شؤون الثقافة والدفاع والخارجية في ما بين بيآتها الطبيعية، وقد فصل الحزب في مذكرته القاعدة التي يراها كفيلة بالوصول إلى التوحيد في شؤون الثقافة والاقتصاد والدفاع والخارجية فيما بين العرب جميعاً وهي شؤون الحياة الأساسية الهامة.
والحزب السوري القومي الاجتماعي في مذكرته هذه إنما كان عاملاً بوحي مبادئه وتعاليمه التي أقسم كل قومي اجتماعي أن يتخذها إيماناً له ولعائلته وشعاراً لبيته.
12 تشرين الثاني 1944: الحزب يعقد مؤتمراً إدارياً في بيروت لجميع المسؤولين الإداريين في لبنان. تكلم فيه عميد الإذاعة، عميد الثقافة، عميد المالية، ناموس مجلس العمد، رئيس المجلس الأعلى (عميد الداخلية) رئيس مجلس العمد. لو طبقت توجيهات وتعليمات المؤتمر لكانت نقلت الحزب نقلة نوعية، لكن ذلك لم يحصل.
مهرجان عيناب: 29 تموز 1945 "يوم الدفاع" لم يكن بالإمكان اختيار مناسبة أفضل من افتتاح المخيم القومي لإقامة المهرجان القومي الأول لذاك الصيف، ولعله كان أول مهرجان من نوعه في تاريخ الحزب فكان بالتالي حافزاً خطيراً لإقامة مهرجانات أعظم منه وأساساً لأعمال تتعداه أهمية. فقد برهن مهرجان عيناب عملياً كيف أن المركز بوسعه، بأقل من خمسة أيام أن يجمع في نقطة نائية من البلاد، عدداً من القوميين يفوق كل تقدير، يمثلون شتى أنحاء البلاد، وأن ينظم مهرجاناً أجمل ما فيه وفرة عدد الحضور الذي لا يحصى.
بدأ المهرجان باستعراض الفرق بحضور رئيس المجلس الأعلى ومعه سائر العمد والمسؤولين المركزيين. تحية للعلم بعد رفعه وبدء المهرجان. كلمة لعميد الدفاع ثم رئيس مكتب الطلبة بالنيابة عن عمدة الثقافة بعدها توزيع شارات تذكارية على وقع زجليات قومية لعجاج المهتار ويوسف تاج وخطار أبو ابراهيم. بعدها كلمة لعبدالله قبرصي وكلمة لوكيل عميد الدفاع واختتم المهرجان بكلمة لرئيس المجلس الأعلى.
19 آب 1945: مهرجان لبنان الشمالي "عهداً من الشمال المتجدد رافقت مهرجان لبنان الشمالي ظروف عديدة جعلت قيمته أعظم، ولأنه انتصار على فئات أرادت عرقلته في منطقة حزبية ضعيفة نسبياً. يعتبر هذا المهرجان عهداً من شباب الشمال بأن فروع النهضة القومية هناك عائدة إلى ما كانت عليه ولعل أول تثبيت لهذا العهد إقامة المهرجان نفسه. وقد أثبت القوميون أيضاً للحكومة ولرجالها الذين غصت بهم الكورة، محافظة على الأمن وخشية عليهم، أثبتوا أنهم لإخلاصهم القومي وقوتهم الداخلية أشد حرصاً على الأمن وأمانة على سمعة الوطن من أن يسمحوا لمشاحنات بسيطة أن تتسع إلى ما يضر بهذه السمعة ويقلقل الأمن.
التقت الوفود من مختلف المناطق على مفرق بشمزين وساروا موكباً واحداً إلى بشمزين حيث كان ينتظرهم قوميو الكورة. فانتظموا صفوفاً فاستعرضهم رئيس المجلس الأعلى ومجلس العمد. افتتح المهرجان منفذ عام الكورة الرفيق وديع الأشقر ثم تلاه الدكتور كريم عزقول عميد الإذاعة ثم كلمة لمنفذ عام طرابلس الرفيق وصفي المغربي شارحاً علاقة الدين بالدولة منوهاً بعدم تضارب الاثنين وبصحة الفصل بينهما. وألقى عميد المالية جبران جريج كلمة فاضل فيها بين الكورة قبل النهضة وبعدها، وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس مجلس العمد، الرفيق أسد الأشقر الذي أشاد بالمناقب القومية كالأساس الواحد الصحيح للإستقلال، كما تخلل المهرجان عدد من القصائد الشعرية والزجليات.
16 أيلول 1945: مهرجان بعقلين "يوم لبنان" يعتبر "يوم لبنان" قمة المهرجانات الحزبية لذاك الصيف وقد شمل "يوم لبنان" اجتماعات ومهرجانات عدة، فوفود المتن التقت في قرنايل قبل المجيء معاً إلى الشوف، وكان التقاؤها فرصة لعقد اجتماع حقيقي، خطب فيه بعض القوميين وألقيت القصائد والزجليات.
غصت بعقلين بالوفود والسيارات الكبيرة. ومع وصول رئيس المجلس الأعلى والمدعوين والمسؤولين المركزيين، بدأ العرض واستغرق أكثر من ساعة. بعدها افتتحت الحفلة الخطابية بكلمة ترحيبية لمنفذ عام الشوف ثم ألقى رئيس المجلس الأعلى بياناً وافياً عن "الواقع اللبناني" وتناول فيه الكيان اللبناني من أساسه شارحاً مقوماته وعناصر شخصيته وأشار إلى التوجيه القومي الصحيح الذي يجب أن يتبعه لبنان.
التوجيه المستمد من صميم تاريخ لبنان وواقعه، ثم ألقى عميد الثقافة خطاباً حدد فيه علاقة الحكومة الوطنية بالأحزاب وواجب الفريقين تجاه بعضهما في سبيل القضية المشتركة. وكانت الكلمة الأخيرة للرفيق أسد الأشقر الذي حلل الصراع بين المدرسة القومية والمدرسة البالية.
وفي فترة الاستراحة وزع تذكار المهرجان وألقى الزجالون القوميون الرفقاء يوسف تاج ويوسف حاتم والأمين عجاج المهتار قصائدهم، وقد تكلم عن أبناء المنطقة السيد أمين بك خضر والدكتور رياض حماده.
هنا لا بد من العودة إلى خطاب رئيس المجلس الأعلى لنتذكر تعليق سعاده على الخطاب وذلك في محاضرته الأولى في الندوة الثقافية، يقول سعاده:"إن الواقع اللبناني الذي كتبه نعمه ثابت وألقاه في اجتماع بعقلين سنة 1945 يشكل خروجاً عن معنى الأمة الذي نفهمه، والانتقال إلى القول بأمة جديدة:"الأمة اللبنانية". وهو، فوق ذلك يدل على إهمال مقصود لدرس عقيدة الحزب وتاريخه.
في "الواقع اللبناني" كل شيء قومي صار "لبنانياً" فقد تكلم نعمة ثابت فيه على قيم لها كل الصفة القومية العامة ونسبها إلى لبنان واللبنانيين، بدلاً من أن ينسبها إلى سورية والسوريين كما يتفق مع الحقيقة. من هذه القيم التراث والأخلاق والثقافة والتاريخ والرسالة.
والظاهر أن الحزب قبل انتشار "الواقع اللبناني" بحكم النظام فقط لأنني وجدت ان مجموع القوميين الاجتماعيين لم يتقيدوا بفكر واحد من هذه الأفكار. ولكن قبول هذا الخروج العقدي وإن يكن في الظاهر فقط يكون مسألة من المسائل الخطيرة، وإن مجرد الإقدام على الخروج المذكور لم يكن ممكناً إلا بعامل إهمال تاريخ الحزب وإغفال درس عقيدته ونظرته إلى الحياة والكون والفن.
21 أيلول 1945: بمناسبة انعقاد مؤتمر "الجبهة العربية" في يافا، فلسطين (في 21 أيلول 1945) بصدد "القضية الفلسطينية"، توجه حضرة رئيس المجلس الأعلى، رئيس المكتب السياسي في الحزب القومي، الأستاذ نعمة ثابت، ليمثل الحزب في المؤتمر. وقد عهد حضرة الرئيس إلى الأستاذ فايز صايغ بمرافقته كمستشار خاص، فأعد بياناً وقدّمه للمؤتمر أوضح فيه أموراً ثلاثة، اعتبرها على غاية القصوى من الأهمية آملاً أن يأخذ المؤتمرون الموقرون هذه النقاط بعين الاعتبار في أبحاثهم ومقرراتهم:
أولاً: دفع التباس أساسي، يصر الصهيونيون على ترسيخه في أذهان الشعوب حول معنى "القضية اليهودية" و"القضية الفلسطينية".
ثانياً: التحذير من أخطاء حقوقية ترتكب عادة في الدفاع عن حقوقنا القومية في فلسطين.
ثالثاً: عرض الخطط العملية التي نقترح على المؤتمر الموقر أن يطالب بها، معالجة للوضع الراهن في فلسطين.
وذكر البيان "المؤتمر" تلك البقعة الغالية الأخرى، المفجوعة كأختها فلسطين بمطامع أجنبية خطرة. تلك هي المنطقة الشمالية من سورية، المقدمة تدريجياً، من قبل الاستعمار الفرنسي. فريسة إلى الدولة التركية المتاخمة لقد أُخضعت كيليكية والاسكندرونة لسياسة تركية، تجد في سلبهما طابعهما القومي وفي "تتريكهما".
7 تشرين الأول 1945 "مهرجان لبنان الجنوبي في مرجعيون" "يوم فلسطين" اجتمعت الوفود المارة بصيدا في أول المدينة حيث كان قوميو صيدا وصور بانتظارها وتوجه الجميع بموكب واحد إلى مرجعيون، مروراً بالنبطية حيث استعرض رئيس المجلس الأعلى قوميي المنطقة في أول البلدة. فاستقبلهم عند الدخول إلى البلدة قوميو المنطقة، وباشر المدرب العام تنظيم العرض. وفي الساعة المحددة لبدء الاجتماع، وصلت رتل القوميين، تتقدمهم فرقة من الخيالة تحمل الأعلام الحزبية واللبنانية.
افتتح الاجتماع الرفيق سليمان غلمية باسم المنفذية، فرحب بالحضور، ثم تلاه ممثلو المناطق المشتركة بإقامة المهرجان، فتكلم الرفيق خليل حلاوي منفذ عام صور، والرفيق حسن قنديل مدير النبطية، والرفيق نواف حردان، ناظر إذاعة مرحعيون، كما ألقى الرفيق اميل رفول ناظر إذاعة البقاع الجنوبي قصيدة قومية. وألقى عميد الإذاعة، الدكتور كريم عزقول البيان الذي ألقاه في الكورة، كما ألقى الرفيق عبدالله محسن، ناموس المجلس الأعلى خطاباً عن المسألة الفلسطينية وواجب جبل عامل، منطقة الحدود مع فلسطين الجريحة.
وألقيت خلال الاجتماع قصائد لعدة زجالين قوميين منهم الرفيق يوسف حاتم والأمين عجاج المهتار، وكانت إحدى القصائد الأخيرة "فلسطين لنا".
17نيسان 1946: يوم الجلاء أحيا الحزب السوري القومي هذه المناسبة بثلاثة احتفالات في دمشق وطرطوس وصافيتا نشرت تفاصيلها في جريدة صدى النهضة التي كانت تصدر في بيروت وأصدرت عمدة الإذاعة بياناً بالمناسبة.
عن احتفال دمشق: دعت منفذية دمشق للحزب السوري القومي سائر أعضائها للإحتفال بعيد الجلاء بعد أن وزعت بيان عمدة الإذاعة للحزب في المدينة. وقد شاء الحزب القومي أن يحتفل مع الحزب السوري القومي بهذا العيد، فأوفد الأستاذين جبران جريج وفايز صايغ لهذه المناسبة. (الكلام لجريدة صدى النهضة)
افتتحت الحفلة بكلمة لمنفذ عام دمشق تلاه ناظر إذاعة المنفذية فألقى بيان عمدة الإذاعة ثم ألقى الرفيق رفعت شوقي من درعا قصيدة حماسية عن الجهاد في سبيل السيادة. ثم وقف الأستاذ فايز صايغ وارتجل كلمة بإسم الحزب القومي الذي انتدبه للإشتراك في هذا الاحتفال فهنأ السوريين بهذا اليوم الذي هو ليس عيد الشهداء والأجيال الماضية فحسب بل عيد الأجيال القادمة أيضاً. يذكر أن عيد الجلاء في لبنان يصادف في الأول من كانون الثاني. واختتم الاحتفال بـ"تذكروا أبداً الإسكندرونة..تذكروا أبداً فلسطين، عاشت سوريا، عاش العرب".
وعن احتفال طرطوس ننقل وقائعه كما وردت في صحيفة صدى النهضة فقد وصلت الوفود القومية وتوجهت يرافقها أبناء البلدة إلى مقر الحزب العام وبعد تنظيم الفرق تقدم حملة الأعلام فسار الموكب يشق شوارع المدينة تزغرد له النساء من الشرفات وتنثر عليه الزهور وكانت الهتافات لباعث النهضة تشق عباب السماء إلى أن وصل الموكب إلى السراي وبعدها توجه إلى الثكنة العسكرية ومن ثم عادوا بصفوفهم إلى المقر العام، بعد إذاعة بيان بإسم الحزب.
والاحتفال الأكبر كان في صافيتا إذ دعت المنفذية أهالي صافيتا والقرى المجاورة وفروع الحزب فيها إلى مهرجان قومي. وفي صباح الخميس 18 نيسان بدأت فرق القوميين المنظمة تتقاطر إلى صافيتا حيث كانت تستقبلها على مدخل البلدة فرق خاصة من القوميين لترشدها إلى مكان الاحتفال. وفي الوقت المعين انضمت الفرق إلى بعضها وسارت تخترق شوارع البلدة بموكب رائع يتقدمه حملة الأعلام واللوحات وما كادت تصل إلى دار المنفذية العامة حتى علا الهتاف بحياة الأمة موجد نهضتها.
ثم استعرض حضرة المنفذ العام هذه الفرق وأعلن السيد سليمان خوري دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ثم أقى الأستاذ عبدالرحمن ابراهيم كلمة قوطعت مراراً بالتصفيق وتبعه السيد حسني بيطار بقصيدة استعيدت بعض مقاطعها.
وتابع الموكب سيره بين أهازيج الرجال وزغردة النساء ونثر الورود حتى دار الحكومة حيث كان بانتظاره الرجال الرسميون وجميع المدعوين رسمياً من قبل المنفذية العامة وحشد غفير من المواطنين. فألقى حضرة المنفذ العام الدكتور صادق طيار قصيدة رائعة والسيد سليمان خوري كلمة عن واجبات القوميين في العهد الجديد وتلاهما السادة حسن الشيخ ابراهيم محمد، يونس ياسين ديب، محمد الطاهر، عيسى بشّور وعبدالكريم حواط الذي ألقى قصيدة زجلية. ثم ألقى بإسم الحكومة السيد عزت سعدالدين كلمة عن واجب الشباب في العهد الجديد.
واستمر الموكب في سيره بعد ذلك مستقبلاً بالحفاوة ملتفاً حول البلدة وعائداً إلى مكان الاجتماع.
وقد قدّر عدد الجمهور المحتشد بخمسة عشر ألفاً أما الفرق المنظمة فكان عددها يربو على 2500 شاب يحملون البنادق الرمزية.
أول أيلول 1946: "يوم الإصلاح" قررت إدارة الحزب القومي العليا إقامة مهرجان كبير في أول أيلول في الشوير مسقط رأس الزعيم، لتتيح لمنطقة المتن إظهار حيويتها ولتعلن موقف الحزب القومي الاجتماعي من بعض الأحداث الوطنية "كيوم الإصلاح" الذي هو يوم الخامس والعشرين من آب، إذ تقدمت الحكومة اللبنانية المتولدة من الانتخابات الأولى إلى المجلس النيابي بمشروع الإصلاح الدستوري الذي اشتمل على إلغاء امتيازات السيادة الفرنسية، والذي جرت بسببه مشادة قوية بين الحكومة اللبنانية والمفوضية الفرنسية، اعتقل على أثرها رئيس الجمهورية اللبنانية وأعضاء حكومته وجرت حوادث الهياج والاصطدام وما تلاها من مخابرات ومفاوضات للوصول إلى تسليم فرنسة باستقلال الجمهورية اللبنانية عن السيادة الفرنسية. وكيوم "أول أيلول الذي هو اليوم الذي أعلن فيه القائد الفرنسي غورو إنفصال لبنان عن الداخلية وتكبيره بتوسيع حدوده "واستقلاله" تحت السيادة الفرنسية.
أكثر من 500 سيارة كبيرة وصغيرة ووفود من الشام وفلسطين وشرق الأردن أتت فكان مهرجان الشوير مظهراً فخماً من مظاهر وحدة الأمة ووحدة النهضة القومية الاجتماعية. ومن توكومان في الأرجنتين وجّه الزعيم تحية إلى المحتشدين هنأهم فيها على نتائج جهودهم وهنأ الحكومة وجميع فئات الشعب لوقوفهم يدأ واحدة ضد إرادة الاحتلال الفرنسي.
29 أيلول 1946: مهرجان "يوم الفلاح" في بعلبك استيقظ البقاع صباح الأحد 29 أيلول 1946 على هدير الأناشيد القومية الحماسية والأهازيج الوطنية تنطلق قوية فتية واعدة من حناجر القوميين الأشداء البواسل تشق عنان السماء وتتحدى النوم والخمول.
استيقظت تلك المنطقة الغنية الفقيرة التي طال رقادها تحت كابوس الفقر والجهل والمرض والأمية...استيقظت لترى جموع القوميين يطوفون بسياراتهم تحت أعلامهم الحزبية واللبنانية الخفاقة التي تبسم للمستقبل الغريب بسمة الاطمئنان والثقة بالظفر. وكانت مدينة بعلبك قد تأهبت منذ الفجر لاستقبال الضيوف وتزينت بأبها حلاها وحللها فحفلت شوارعها بلافتات الترحيب:"بعلبك ترحب بمكرمي الفلاح" و"حياة البلاد فلاحوها".
وقد حاول الشيوعيون القيام ببعض أعمال الشغب لكنهم لم يجرأوا فلجأوا إلى الكتائبيين يحاولون دفعهم إلى الاحتجاج على عقد المهرجان. فقام رئيس الكتائب في بعلبك حبيب الطباع بالاحتجاج لدى القائمقام وقائد الدرك بحجة أن اجتماع القوميين يؤدي إلى تعكير الأمن فكان جواب القائمقام أن رجال الأمن هم المسؤولون عن الأمن فلا خوف من تعكير الأمن، ثم حاول الكتائبيون تحريض حزب النجادة إلا أن أملهم خاب أيضاً.
امتلأت المقاعد قبل الموعد بساعة وزاد عدد الحضور أكثر مما كان متوقعاً فعلت الأصوات طالبة سماع الرفيق يوسف حاتم فوقف السيد يوسف أمام الميكروفون وألقى إحدى شروقياته المعروفة بين تصفيق الحضور وهتافهم. ثم تقدم بعد ذلك عدد كبير من الشعراء المواطنين يريدون الإنشاد فألقى الشيخ المعمم علي الزين من قرية إلية قرب مشغرة قصيدة وطنية في تأييد النهضة القومية ثم عقبه شاعر بعلبك الشعبي "أبو سطام" فأنشد قطعة زجلية نالت الإعجاب.
وعندما حان موعد الإحتفال اعتلى عميد الداخلية والرياضة الأستاذ جورج عبد المسيح المنصة وأوعز إلى القوميين بالاستعداد وأخذ التحية القومية فافتتح المهرجان بالنشيد الوطني اللبناني وعلى الأثر وقف حضرة عميد الإذاعة الأستاذ فايز صايغ وألقى كلمة الافتتاح وأعطيت الكلمة الأولى للزميل الأستاذ رياض طه فتحدث عن الفقر المادي والفقر الثقافي الذي يعانيه الفلاح وشرح الوسائل الشعبية والحكومية الواجب اتخاذها لمكافحتهما ورفع مستوى الزراعة. وعقبه الأستاذ يوسف الدبس منفذ عام البقاع الأوسط فألقى قصيدة قومية عنوانها "هو الفلاح كم غذى أناساً" ثم الأستاذ أحمد حمود المحامي ناموس منفذية راشيا العامة فتكلم عن امكانيات البقاع واستعداده للإنتاج أضعافاً مضاعفة فيما لو تيسرت له الوسائل، ثم أنشد الرفيق يوسف حاتم شروقية جديدة عن بعلبك بعدها تكلم الأستاذ مصطفى عبد الساتر المحامي منفذ عام بعلبك عن الإقطاع فاستعرض جميع أنواعه ونادى بوجوب مكافحة أخطاره ثم ألقى الأستاذ اميل رفول ناموس منفذية البقاع الجنوبي وناظر إذاعتها قصيدة قومية عن الفلاح. وكان مقرراً أن يلقي الأمين عبدالله قبرصي المحامي كلمة عن الأرض إلا أن تغيبه الاضطراري حال دون ذلك ثم ألقى بعد ذلك الرفيق عجاج المهتار زجلية جديدة عن بعلبك. وهنا وقف الأستاذ فايز صايغ عميد الإذاعة والثقافة وناموس مجلس العمد وألقى كلمة مسهبة مستفيضة تحدث فيها عن أعمال الحزب مستعرضاً تاريخه المليء بالأحداث الجسام ومفنداً جميع الاتهامات التي ألصقت بالحزب. وقد اختتم بهذه الكلمة مهرجان "يوم الفلاح" ثم كانت بعد ذلك سهرة لطيفة.
2 آذار 1947: وصلت طائرة سعاده إلى بيروت، وكان في استقباله حشد شعبي كبير لم يعرفه لبنان من قبل. خلال ذلك الاستقبال التاريخي ألقى سعاده خطاباً حدد فيه بوضوح موقفه من الاستقلال اللبناني وقضايا الوطن ومستقبل الحزب. وأمام هذا التحديد الواضح لم يكن من المستغرب اندفاع أعداء الحزب في حملة سريعة لتعطيل النتائج المتوقعة لعمل الحزب بعد عودة سعاده. وقد توجهت جهود هؤلاء إلى سعاده نفسه، كما أيام الانتداب، عبر عرقلة عمل الحزب باعتقاله قائده.
3 آذار 1947: أرسلت إدارة الأمن العام تطلب الزعيم ليلاً لاستجوابه في صدد خطابه. وكانت الحكومة قد منعت القوميين من عبور العاصمة بيروت يوم الاستقبال. ورأى سعاده أن وراء هذه التدابير خطة عدائية، فرفض الإذعان لطلب الأمن العام واعتصم في الجبل في منطقة المتن. فأصدرت الحكومة مذكرة توقيف بحقه وسيّرت الحملات إلى الجبل بهدف القبض عليه.
20 نيسان 1947: أصدرت الحكومة قراراً بتعطيل جريدة "صدى النهضة" الناطقة بإسم الحزب فاستعاض عنها بجريدة الشمس التي عطلت بدورها فتحول إلى مجلة الكوكب حتى آذار 1948 حين أصدر جريدته "الجيل الجديد".
18 أيلول 1947: تنقيح واكمال كتاب التعاليم القومية الاجتماعية.
9 تشرين الأول 1947: استمرت معركة "مذكرة التوقيف" من آذار 1947 حتى تشرين الأول 1947 ولم تنته إلا مع استرداد الحكومة مذكرتها. إذ إن هدف الحكومة كان إبعاد سعاده عن ساحة العمل السياسي خلال الانتخابات النيابية في أيار 1947. إلا أن صلابة موقف سعاده والإلتفاف الشعبي حوله والاهتمام الإعلامي الواسع، تراجعت الحكومة عن موقفها الأول.
لم تكن المعركة الخارجية مع الحكومة اللبنانية الأزمة الوحيدة التي واجهها سعاده، بل تزامنت مع مواجهة داخلية مع بعض أعضاء الإدارة العليا في الحزب مثل نعمة ثابت ومأمون أياس وأسد الأشقر وكريم عزقول. فقد رأى هؤلاء أن عودة سعاده وموقفه الصارم يتعارض وسياستهم في التوافق مع القوى الحاكمة في لبنان. ولما وقعت المواجهة بين سعاده والحكومة، وجدوا أنفسهم أمام خيارين: الإذعان للمسار التصحيحي الذي يدعو إلى العودة إلى ساحة الجهاد أو محاولة إضعاف سلطة الزعامة. فطالبوا بتعديل الدستور للحد من سلطة الزعيم وعارضوا موقف سعاده من الحكومة والخلاف معها واتهموه بالعناد السياسي ودسوا الشائعات المغرضة ضده داخل الحزب. فوجد سعاده نفسه في صراع خارجي مع الحكومة، وصراع داخلي مع القوى المسيطرة على الإدارة الحزبية العليا. فقام بحل الإدارة العليا في الحزب، ثم مع استفحال المعركة الداخلية وخروج أخصامه إلى العلن، قام بطرد القياديين المنحرفين.
ثم جاءت مسألة انحراف فكري-عقدي تمثل في مواقف عميد الإذاعة والثقافة فايز صايغ. وبعد تباحث مع هذا العميد مطولاً في الأمور الفلسفية لم ينجح في تعديل مواقف العميد صايغ فكان لا بد من اتخاذ اجراءات ادارية تحمي الفكر الحزبي من ملابسات الأفكار المناقضة للعقيدة، فتمرد الرفيق صايغ وتبعه في تمرده عدد قليل من الحزبيين لكن المسألة انتهت سريعاً بتثبيت الأصول العقدية.
10 تشرين الثاني 1947: صدور العدد الأول من النشرة الرسمية بعد أن كانت نشرة إذاعية.
أول كانون الأول 1947: أعلن الزعيم في البلاغ الذي أصدره في صدد قرار تقسيم فلسطين "أن يوم 30 تشرين الثاني هو يوم حداد للقوميين الاجتماعيين، وعبرة للأمة السورية".
أول كانون الثاني 1948: عودة اجتماعات الندوة الثقافية استهلها سعاده بمحاضرات شرح فيها مبادئ الحزب.
آذار 1948: صدور العدد الأول من مجلة "النظام الجديد" التي تضمنت محاضرات ومقالات للزعيم وكتابات فكرية وتاريخية وفلسفية لعدد من المفكرين الشباب الملتفين حوله.
وقد اعتنى سعاده بصقل مدارك وتفكير مجموعة من الشباب الحزبي المثقف في اجتماعات فكرية-فلسفية لم يدون منها سوى القليل.
9 نيسان 1948: تعطيل الجيل الجديد لم يكد يصدر من هذه الجريدة خمسة اعداد أولى حتى عطلتها الحكومة في التاسع من نيسان 1948 فيكون قد مضى على تعطيلها، إلى أن افرج عنها نهائياً في جلسة مجلس الوزراء المنعقد في السابع من نيسان 1949 وإلى أن تبلغ الحزب قرار الافراج في 12 نيسان، سنة وثلاثة أيام.
وكانت جريدة صدى الهضة قد عطلت قبل ذلك في ربيع سنة 1947، فتكون الحركة القومية الاجتماعية قد بقيت مدة سنتين محرومة من صحيفة يومية تنشر آراء کتابها وتعلن موقفها من الحوادث الهامة التي تعرض لها الوطن .
خلال توقف الجيل الجديد، بدأ سعاده نشر مقالاته في جريدة «كل شيء» وقد بلغ عددها ثمانية عشر مقالاً بين شهري كانون الثاني واوائل نيسان 1949 وقد تضمنت هذه المقالات نقداً شديداً للمرجعيات السياسية الفكرية، وتحليلاً دقيقاً لأسباب إفلاس النزعات الانعزالية والانفلاشية الوهمية. واستمرت هذه المقالات بعد الافراج عن «الجيل الجديد» .
جولة الزعيم في داخل السوري
3 تشرين الثاني 1948: توجه الزعيم يرافقه حضرة عميد الداخلية الأمين الياس جرجي والأمين أديب قدورة بجولة حزبية لتفقد فروع الحركة القومية الاجتماعية في الشام. كان في استقبال الزعيم في دمّر ما يقرب من خمسین سیارة رافقته الى دمشق تتقدمها الدراجات النارية فاخترقت الأحياء الرئيسية من الصالحية الى شارع «سعاده» حيث يوجد مكتب الحزب. والطريف ان شارع «سعاده» قد اطلق عليه هذا الاسم حين شقه بعد ان تكررت تسمية القوميين الاجتماعيين له بهذا الاسم. بعد الاستقبال توجه الزعيم الى بيت المنفذ العام الرفيق عصام المحايري وفي المساء توجه إلى القصر الجمهوري حيث سجل اسمه في سجل التشريفات. مكث الزعيم في دمشق حتى 12 تشرين الثاني كان خلالها موضوع تكريم من القوميين الاجتماعيين ورجال السياسة الدمشقيين مثل نبيه العظمة رئيس الحزب الوطني، صبري العسلي وزير الداخلية وعبد الغني الحسيني النائب السابق. کما اقيمت عدة مآدب من معروف صعب وبشير موصلي وعصام محايري وجورج غناجة ومظهر شوقي وصبحي فرحات وسامي الخوري. بعدها عاد الزعيم الى بيروت حيث انهى بعض الأمور الحزبية توجه بعدها الى طرابلس حيث كان في استقباله عدد من المنفذين العامين في منطقة اللاذقية. بعد طرابلس توجه الزعيم إلى حمص فوصلها في 14 تشرين الثاني بعد ان مر في تلكلخ وإلى مقر الزعامة في اوتيل قصر رغدان حيث توافد أرباب الصحف لأخذ التصريحات وكتابة التحقيقات حول زيارة الزعيم لمدينتهم كما توجه عدد من وجهاء حمص ورجالها البارزين للسلام على الزعيم. وفي 15 تشرين الثاني عقد اجتماع عام القى فيه الزعيم كلمة هامة شدد فيها على افلاس الأحزاب التي نادت بالعروبة او بالاصلاح لأنها لم تبتغ الا المصالح الشخصية.
17 تشرين الثاني 1948: توجه الزعيم الى مديرية حماه المستقلة فاستقبل في الرستن على مدخل حماه وواكبته السيارات داخل المدينة إلى فندق أبي الفداء حيث مقره في حماه. امتازت هذه الزيارة بإقبال الطلاب. ففي اجتماع ضم اكثر من 120 طالباً شرح لهم فيه الزعيم القضية العربية والقومية السورية مستعيناً بالخريطة والعلم والمنطق والبرهان. كما عقد اجتماع عام لمديرية حماه تكلم فيه الزعيم واعطى توجيهاته.
19 تشرين الثاني 1948: حلب تتأهب فالقوميون الاجتماعيون ينظمون صفوفهم لاستقبال الزعيم. وما اطل ذلك اليوم حتى كان موكب من السيارات يتجه من حلب الى معرة النعمان لمواكبة الزعيم الى حلب وهناك التقت الوفود وانتظمت صفوفاً لإداء واجب التحية. وصل الزعيم فترجل من السيارة مستعرضاً أبناء الحياة ثم تحرك الموكب بإتجاه حلب فطاف حول القلعة الشهيرة متوجهاً الى اوتيل «بارون» العريق مقر الزعامة في حلب.
وبدأت الحفلات التكريمية والاستقبالات الفخمة تقام على شرف قيادة الحركة القومية الإجتماعية ففي الثالث والعشرين من الشهر دعا الرفيق كمال خولي المنفذ العام الى مأدبة عدداً من اصحاب الصحف دار خلالها حوار مع الزعيم الذي شدد على ان مسألة فلسطين يجب ان تعالج على أساس سوري قومي فقط لأن فلسطين جزء من سورية الأم واقيمت حفلة أخرى حضرتها شخصيات سياسية عديدة واتت وفود من سائر الفئات الشعبية للسلام على الزعيم رغبة في التعاون مع الحركة القومية الاجتماعية.
ووصلت برقية من حماه تلتمس من الزعيم العودة إلى حماه لإلقاء محاضرة حول التعاليم القومية الاجتماعية وقضايا الساعة. فتوجه الزعيم في الرابع والعشرين من الشهر إلى حماه والقى محاضرة شاملة عن القضية العربية والقومية السورية وتعاليم النهضة الجديدة في صالة سينما أمبير حيث احتشد جمع فاق الألفي شخص عاد بعدها الزعيم الى حلب حيث كان في استقباله قوميو دير الزور والجزيرة الذين تحدوا الطقس العاصف وفضلوا القدوم إلى حلب على ان يتجشم الزعيم الذهاب الى مناطقهم في هذا الطقس العاصف. وطيلة اقامة الزعيم في حلب لم تنقطع وفود الطلبة من سائر المدارس إلى مقر الزعيم للتزود بارشاداته وتوجيهاته.
26 تشرين الثاني 1948: ان يوماً حافلاً يسجله التاريخ فقد توجه موكب الزعامة الى اللاذقية فتوقف في جسر الشاغور على مائدة الرفيق الدكتور جورج عبود وبحضور النائب نجدة بخاري وغيره من شخصيات المنطقة ثم تابع الموكب سيره إلى مدخل اللاذقية حيث كان بانتظاره اكثر من 90 حافلة كبيرة وعشرين سيارة صغيرة.
تجاه هذا الموكب الفخم، شعرت السلطات المحلية ان في ذلك ما يدل على مكانة الحركة القومية الاجتماعية في اللاذقية وانها القوة الشعبية الوحيدة ذات السيطرة. فارسلت السلطة قوة من الدرك لمنع الحافلات من الدخول مجتمعة ولكن عبثاً حاولت أن تمنع الموكب من الدخول مجتمعاً فقد كان لأمر ناظر التدريب على اعضاء جرائده فاعلية أقوى من حراب الجنود ودخل الموكب وسط احتشاد المواطنين على جانبي الطرق من مدخل اللاذقية حتى قصر الوجيه عبد الغني اسرب والد الرفيق عبد القادر اسرب ناظر التدريب في منفذية اللاذقية العامة.
وقد اقام آل اسرب مأدبة فاخرة دعوا اليها العديد من الشخصيات السياسية. كذلك توجه مراسلو كبريات الصحف في اللاذقية وفي مقدمتها جريدة «الارشاد» الغراء لأخذ النصائح من الزعيم كما أولم عديد من الرفقاء ولائم تكريمية منهم الرفيق فؤاد شواف، ودعوة المنفذ العام الى بستان الباشا. وقد كان لهذه الدعوة مغزى حزبي حيث جرت زيارة وتفقد للقوميين الاجتماعيين حيث القى فيهم الزعيم كلمة توجيهية، كما القى المنفذ العام كلمة ايضاً.
من اللاذقية توجه الزعيم الى بانياس حيث كان في استقباله موكب سيارات عند مدخل البلدة إلا أن الطقس العاصف منع استعراض صفوف القوميين وفي المساء عقد اجتماع عام للمنفذية تكلم فيه حضرة المنفذ العام الرفيق عبد القادر تحوف. وفي اليوم التالي أقام حضرة المنفذ حفلة جمعت الرفقاء وعدد مختار من المؤيدين. كما أن القابلة اولغا الياس دعت الزعيم إلى تناول طعام العشاء ثم الى سهرة حضرها جمع كبير معظمه من السيدات القوميات الاجتماعيات في بانياس حيث القت الرفيقة غادة تحوف كلمة قيمة جداً بالمناسبة وكان ختام السهرة والزيارة خطاب للزعيم تعليمي وتوجيهي.
كما في اللاذقية كذلك في طرطوس ظهرت محاولات من السلطة المحلية لمنع دخول القوميين وحدة مجتعة فأبوا وعاندوا وكان لهم ما أرادوا. توجه الموكب الى بيت عميد الداخلية حيت كانت مديرية السيدات القوميات الاجتماعيات في مدخل الدار بينما وقف القوميون الاجتماعيون صفوفاً في الممر المؤدي الى الدار.
ما إن دخل الزعيم الى بيت العميد حتى تقدمت القومية الاجتماعية الصغيرة سلام قنيزح والقت بين يدي الزعيم قصيدة وباقة من الزهر. بعد الاستراحة توجه الزعيم إلى مكتب الحزب حيث استعرض الصفوف الحزبية وكانت مكبرات الصوت تنقل اقوال الخطباء فالقى الزعيم فيهم كلمة وجدانية بعدها القى المنفذ العام الرفيق فيكتور عرنوق كلمة.
بعد ثلاثة أيام من وصول الزعيم إلى طرطوس دعته مديرية السيدات إلى اجتماع خطبت فيه مديرة المديرية الرفيقة كريمة جرجي قنيزح شقيقة الأمين قنيزح واختتم الاجتماع بكلمة توجيهية للزعيم.
كذلك عقد اجتماع آخر للطلبة اقسم فيه عدد من الطلبة اليمين.
كذلك اقام الوجيه علي آغا المحمد مأدبة سياسية على شرف الزعيم واشترك فيها جمع من وجوه المنطقة وسياسييها.
وما أطل الخامس من كانون الأول حتى ودع موكب الزعيم طرطوس متجهاً الى صافيتا.
غادر الزعيم طرطوس يواكبه عدد من السيارات وفي الطريق الى صافيتا التقى الموكب بسيارات القوميين القادمين من صافيتا لملاقاة الزعيم. وفي رأس الخشوفة كانت ارتال السيارات تتجه إلى صافيتا تتقدمها سيارة الزعيم في زيارة هي مسك الختام للرحلة الى المناطق الشامية.
كان قد تقرر عقد الاجتماع العام في ساحة البلدة فمانعت السلطات المحلية ولكن القوميين الاجتماعيين في صافيتا اثبتوا انهم ليسوا أقل ثباتاً من قوميي طرطوس واللاذقية. فعقد الاجتماع والقى الزعيم كلمته من شرفة عيادة الدكتور الرفيق صادق طيار. وقد أولم كل من الرفقاء يوسف الخوري ووديع سمعان وصادق طيار مآدب وحفلات شاي تكريماً وترحيباً.
كما عقد اجتماع للسيدات القوميات الاجتماعيات تكلمت فيه الرفيقة اديبة لطف الله بشور ومما قالت: «لقد كانت المرأة السورية قبل الحزب نسياً منسياً ولكنها بظهوره وبانضمامها إلى صفوفه حاملة قسطاً من الواجب الاجتماعي برزت إلى عالم الوجود لتقول أنا هنا موجودة». كما القت الرفيقة سلام بيطار قصيدة تنبض بالإحساس المرهف والعقيدة الخالصة. ومن القصائد التي القيت قصيدة السيد داود توما وقصيدة القيت في بيت الشيخ يونس معلا من قبل كريمته الصغيرة.
وقد جرى في صافيتا ادخال عدد من السيدات والشباب ضاهى العدد الذي أدخل في طرطوس.
كما توجه الزعيم الى بعمرة فزار قومييها واستمع الى كلمات بعض الرفقاء ومنهم الرفيق ياسين ابراهيم الديب.
ولا ننسى قصيدة للرفيق حسن بيطار من صافيتا القاها ترحيباً بالزعيم في الاجتماع العام.
اهتمام الصحافة بالزيارة
ابدت الصحافة في بيروت ودمشق وحمص وحلب واللاذقية اهتماماً كبيراً في زيارة الزعيم للشام و قد كتبت كل من الجرائد التالية عن الزيارة ومغزاها:
جريدة «برق الشمال» من حلب، جريدة «الرأي العام» في حمص، جريدة «الارشاد» في اللاذقية التي تابعت تنقلات الزعيم في المناطق بالوصف والتعليق، جريدة «العاصي» في حماه، مجلة «الدنيا» ومجلة «عصا الجنة» وجريدة «ألف باء» وغيرها من الصحف الشامية.
كما كتبت كل من «الزمان» و «الحياة» و «الشرق» و «نداء الوطن» و«البيرق» و «كل شيء» و «الأحوال» و «اليوم» وغيرها من الصحف البروتية حول الزيارة.
ومن أبرز التصريحات الصادرة عن رجال رسميين، تصريح السيد صبري العسلي وزير الداخلية في الجمهورية الشامية آنذاك، وقد نشرته جريدة الإرشاد الغراء قال: «الحقيقة أن مشاكل العالم العربي سوف لا تحل ما لم تحل مشاكل سورية الطبيعية وهذه المشاكل لا تحل الا علی اسس اجتماعية ضمنها الحزب السوري القومي في مبادئه».
9 حزيران 1949: فيما كانت الحكومة اللبنانية بحاجة الى مأخذ يسهل لها علناً واعلامياً المباشرة بتنفيذ خطة تصفية الحزب، توفر لها هذا المأخذ في حادث افتعلته بواسطة حزب «الكتائب اللبنانية» اذ هاجمت عناصر منه مطبعة جريدة «الجيل الجديد» واحرقتها.
استفادت الحكومة اللبنانية من هذا الحادث وبدأت قواها فوراً بمداهمة مراكز «الحزب السوري القومي الاجتماعي» ومنازل قيادييه واعضائه والقت القبض عليهم. وبعد أيام قليلة كان ما يقارب الثلاثة آلاف من اعضاء الحزب في السجن وقسم كبير من القياديين قيد الملاحقة.
4 تموز 1949: بلاغ قيادة الثورة القومية الاجتماعية العليا الأولى.
6 تموز 1949: اعتقال الزعيم من قبل قوى الأمن في دمشق وتسليمه إلى قوى الأمن اللبناني.
فجر الثامن من تموز: اعدام الزعيم بعد محاكمة عسكرية صورية بعيدة كل البعد عن أصول المحاكمات.