إلى حضرة عميد الداخلية
حضرة العميد الـمحترم،
كنتم قد أطلعتموني من مدة بضعة أشهر على رغبتكم في إيضاح بعض الأمور الدستورية والنظامية للهيئة الإدارية للفرع النسائي، أي لهيئة الـمنفذية النسائية العامة في بيروت وإعطاء إيضاحات عامة لهيئات الـمديريات والأعضاء بصورة عامة. فوافقت على ذلك مع ملاحظتي أنّ الرفيقة الـمتسلّمة الـمنفذية العامة مقتدرة في فهم النظامية والـمسلكية وتقدر على التوجيه وأنّ أعضاء الهيئة الإدارية لا يحتجن إلا إلى إيضاحات عامة.
الظاهر أنّ موافقتي على طلبكم اعتبرت «جواز دخول». فقد جعلتم الفرع النسائي شغلكم الإداري الرئيسي الـمباشر عدة أشهر، فأنتم تعقدون اجتماعات لهيئة الـمنفذية يستمر كل منها عدة ساعات، ثم تعقدون اجتماعات أخرى للمسؤولات عموماً، ثم تعقدون اجتماعات لبعض الـمديريات كل واحدة على حدة، فتكون لكم في أكثر الأحيان نحو ثلاثة اجتماعات أو أربعة اجتماعات في الأسبوع يستغرق كل اجتماع منها عدة ساعات. ولم تقتصر هذه الاجتماعات على أحاديث أو محاضرات في مواضيع دستورية وقانونية، بل تناولت محاسبات إدارية على التغيب وتشديدات في حق بعض الأعضاء حتى صارت الاجتماعات عبارة عن إدارة فعلية منكم للفرع النسائي تتناول جميع التفاصيل الإفرادية.
إنّ كثرة الاجتماعات التي عقدت من قِبلكم لهيئات الـمنفذية النسائية العامة في بيروت واستمرارها أشهراً وعدم ظهور أية دلالة على قرب انقطاعها تخرج هذه الاجتماعات عن الصفة التي أعطيتمونيها حين عرضتم عليّ فكرة إيضاح بعض الـمسائل الدستورية والقانونية والإدارية للمسؤولات في الـمنفذية النسائية، فهي قد خرجت عن مبدأ الاقتصار على الإيضاح إلى شغل شاغل يستمر شهوراً بـمتابعة منظمة اقتضت إهمال مسؤوليات إدارية هامّة من قبلكم كنتم تهملونها قبل تـحويل اهتمامكم إلى الفرع النسائي بعذر وجوب اهتمامكم بدروسكم الـحقوقية.
إنّ الشؤون الإدارية النسائية قد عهدت منذ البدء إلى رفيقات مقتدرات ولم تظهر الرفيقات تقصيراً عن الرفقاء في فهم النظام أو في سياسة الفروع، بل أظهرن مقدرة أكثر، خصوصاً في معالـجة الشؤون النسائية التي يفهمونها أكثر من الرجال. فتدخّل الرجال في هذه الشؤون مباشرة يعرقل الأعمال ويخلق مشاكل، الـحزب في غنى عنها. وقد تسلمت مسؤولية منفذية النساء في بيروت رفيقة تعدّ بيـن الـممتازين في فهم الروحية القومية الاجتماعية وفي الـمقدرة الإدارية والسياسية، وتوجد إلى جانبها رفيقات لهن مقدرة جيدة في مسائل العمل النسائي، فكان يكفي إعطاؤهن بعض الإرشادات الأولية في جلسة أو جلستيـن وبعد ذلك تتكفل مـمارسة المسؤوليات نفسها والطرق الإدارية الـمعتادة بإصلاح كل خلل وتقويـم كل اعوجاج كما يجري ذلك مع جميع الفروع الـمؤلفة من رجال. أمّا تولّي جلسات واجتماعات متتابعة عدة أشهر فأمر لا مبرر قانوني أو إداري له.
وأعود إلى تكرار عدم رضاي عن سير كثير من الأعمال الـمكتبية والإدارية في الـمركز وأبلغكم ما يلي:
1 - وجوب توقيف اجتماعاتكم واجتماعات أي مسؤول آخر بالفروع النسائية إذا لم يكن مكلّفاً من مجلس العمد بعد أخذ رأي إدارة الفرع النسائي وموافقة الزعيم.
2 - وجوب دوامكم الـمكتبي ابتداءً من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الثالثة عشرة، ومن الساعة الخامسة عشرة إلى الثامنة عشرة، باستثناء خروجكم لبعض الـمهمات أو قيامكم بجولات مقررة.
وتفضلوا بقبول سلامي القومي الاجتماعي. ولتحيى سورية.