حضرة الأمين الـجزيل الاحترام،
بـمناسبة خطبتكم ودعوتكم إياي للخطابة في اجتماع عصارى هذا اليوم ألفت نظركم إلى:
- أنكم أخطأتـم بدعوتي للخطابة بدون استشارتي وأخذ موافقتي.
- أنكم أخطأتـم بإبداء رأي في حادث سياسي خطير بدون سابق دراسة ومداولة وموافقة، خصوصاً وأنتم تقومون بوظيفة رئيس الشعبة السياسية اللبنانية.
- أنكم أخطأتـم خطأ أشد من الأوليـن بتوجيهي نحو موضوع الـحادث السياسي الـمذكور لأتكلم فيه مع أني كنت أفضّل التحفظ في هذا الـموقف.
فيجب، يا حضرة الأميـن الـجزيل الاحترام، أن لا يحدث سهو عن أنّ الـحزب السوري القومي الاجتماعي قد أصبح قوة سياسية ينتظر منها أن تتصرف تصرّفاً سياسياً وأن لا تعالج جميع الـمواقف السياسية بالـخطب التعليمية الارتـجالية.
ويجب أن لا يبرح ذهننا أيضاً أنّ صحة الزعيم أصبحت تتطلب مراعاة دقيقة، وأنّ مسؤوليات الزعيم السياسية توجب على الـمعاونيـن أن لا يجرّوه جراً إلى الـخطابة ولا أن يفرضوا عليه الكلام في كل مناسبة وفي صدد كل حادث سياسي أو غيره مهما كان الفرض لبقاً في شكله. فمتى شاء الزعيم أن يعلن شيئاً أشار برغبته وعيّـن الـمكان والزمان والشكل التي يصير إعلان رأيه أو موقفه فيها. وإذا بدا لأحد الـمعاونيـن رأي يتعلق بـموقف الزعيم أو بـما يستحسن صدوره عنه وجب عليه أخذ موافقة الزعيم أولاً.
ولست أوافقكم على إضعاف ثقة الـخطباء القوميين الاجتماعيين القدماء والناشئين بأنفسهم وإنزال معنوياتهم، ولا على توجيهكم إلى أنّ كل حفلة وكل اجتماع يحضرهما الزعيم يجب أن يكون للإصغاء إليه فقط، أي أنّ الزعيم يجب أن يكون الـخطيب الـحتمي الوحيد لكل حفلة وكل اجتماع يحضرهما، في حين أنّ الـحركة تتطلب تنشيط الـخطباء والـمتكلميـن وإعطاءهم الفرص لإظهار مواهبهم وتنميتها وللتمرن على الـخطابة، وتشجيعهم على التقدم.
وتفضلوا بقبول سلامي القومي الاجتماعي. ولتحيى سورية.